تحت عنوان "الواقع الثقافي العربي التحديات والتطلعات"، أقامت جمعية تواصل ومنتدى الوادي الثقافي لقاءً حواريًّا ثقافيًّا، في مركز باسل الأسد الثقافي، قاعة المكتبة، وكانت مشاركات لكل من مفلح العدوان وريما ملحم من الأردن، حسين عبدالله النشوان من الأردن، مريم حيدر من لبنان ومروان عبد العال من فلسطين، بحضور شخصيات ثقافية وأدبية ومهتمين.
وكان قد قدم للقاء الأستاذ عاصم سعد، ثم كانت مداخلة للكاتب الأستاذ مروان عبد العال، استهلها بتقديم التحية للضيوف، وللداعين وللمشاركين، ثم بدأ كلامه عن الواقع الثقافي باستحضاره قول لفرانز فانون:
"تنشأ داخل الشعوب المستعمرة عقد دونية تجاه المستعمر، فيحاول أفرادها اعتناق قيم المتروبول الثقافية". ومن هنا، كان الاستلاب للآخر، جوهر مداخلته، وهو ضد هذه الآفة او دحض الثقافة الدونية! ، ولا بد من إثارة اهم التحديات امام واقع الثقافة العربية:
التحدي الاول: الغزو الثقافي المتمثل في عملية التطبيع الذي هو السلاح الامريكي والصهيوني لإقصاء الرواية العربية، وأن العربي لا يملك رواية أخرى أو خطاباً مضاداً . أنظمة التطبيع لتحويل التطبيع الى حزب توتاليتاري جديد بطبعة عربية أنيقة، فالصراع يبدأ من المسألة التاريخية، وهي في الجوهر الهوية، اي القدرة على امتلاك التاريخ واستنطاقه وكتابته، وهي القدرة على إبراز الهوية وفهم رسالتها.
القوة الناعمة الصهيونية وبالاسلحة الثقافية وبالأدوات الاستخباراتية والإعلامية والفنون المختلفة والتوثيقية والمسرحية والسينمائية والروائية، على نحو يهدف الى تبيض سجل المجرم واختراع البطولة وتحويل الجندي الصهيوني القاتل الى ضحية، والى بطل أسطوري لا بد منه في الشرق الاستبدادي، وشيطنة الضحية وتشويه وتجريم المقاومة، وتقوم فرقة "الهاسبرا" الصهيونية لتدريب أقلام صحفية وشخصيات ثقافية ونقابية وفنية ورياضية وأدبية، لتأدية دور في غسل الدماغ البشري للرأي العام، وممارسة شتى الحيل الترويضية واللغة المقنعة والمنطق التبريري.
التحدي الثاني: الاستسلام الثقافي، ( الدونية) الثقافية، ثقافة الهزيمة التي روجت لسلام مخادع، التلاعب بالوعي، تحت مسمى السلام" المطروح هو الاسم الحركي للتطبيع أو الصيغة المخففة للقضاء على الهوية العربية، لأنه بات يطرح ثقافة مستلبة هي الثقافة البديلة الهجينة وثقافة شرق أوسطية متفاعلة ام تؤسس لقيادة ثقافية إسرائيلة غربية، تحت غطاء السلام الإبراهيمي، ضخت الكثير من الأفكار لاستغلال فكرة "التسامح" وقبول الآخر، و هل هذا مقبول اذا كان يجري على حساب الحق والهوية والارض واللغة ؟
هذا استسلام ثقافي، وان القبول بالعدو بيننا مسألة سيادية وان رفضه يعتبر خروج من الملة. تكفير رافض التطبيع ، مثلما شوهت المفاهيم وعكست الاولويات، لنتذكر كيف بدأنا من السلام خيار الى الاستسلام من التسوية الوطنية الى التصفية للقضية، من الأرض مقابل السلام الى الطعام مقابل السلام، ومن الربيع العربي، الى الخراب العربي إلى التطبيع العربي" ، خلف كل ثورة مضادة ثقافة مضادة.
التحدي الثالث: الأميّة الثقافية، تطويع المجتمع هي مسؤولية الأنظمة التي طوعت الثقافة وسلعتها وتفهاتها وسطحتها وأنشأت جيشًا من ثقافة البلاط، ثقافة مقموعة ومغيبة ومهمشة لا تستطيع أن تصمد أمام غزو ثقافي مضاد. الثقافة المضادة التي تمكنت على هذا الصعيد من استخدام كل أدواتها الحديثة لسرقة الوقت عبر برامج سخيفة ومملة وبلا معنى سوى تعميم التفاهة. أمة اقرأ مع الأسف الشديد، هي الاقل قراءة بين الامم، الاحصائيات بهذا الخصوص صادمة ومؤلمة. لا يكفي ارتفاع مستوى الامية بل ايضا تدن بمستوى القراءة مثلا هناك مقارنة تقول ان الأوروبي يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة، و إن 80 عربياً يقرأون كتاباً. من المسؤول عن تعميم الجهل ؟ المسؤول عن الجهل ليس الانترنيت بل الإنسان، ووفق معرفتي، ومن خلال دار النشر فإن الكتاب الإلكتروني لم ينتزع مكانة الكتاب الورقي، لما في الكتاب الورقي من متعة وتفاعل وطقوس وغيرها، لذا علينا ألا نحيل الجهل الى الإنترنت، لأن الإنسان مسؤول عن نفسه وقد يقتل ثقافته بنفسه، وهو أشبه بانتحار ثقافي .
أما عن التطلعات الثقافية المستقبلية:
١- معركة الثقافة هي معركة الوعي، لا نستهين بضرورة استملاك جبهتنا الثقافية شرطًا لاسقاط الرواية الأخرى، وإسقاط مبرراتها وتبريرتها وزيفها بل وجودها أصلًا.
من لا يعرف نفسه لا يعرف عدوه، والأسوأ ان يصبح هو نفسه عدو نفسه، علينا ان لا نحمل المسؤولية على الانترنيت، لأن الاتصالات نعمة وليست نقمة، شرط ان نجيد استخدامها.
٢- اعرف نفسك: يسعى لتفكيك الرواية الفلسطينبة يعني تفكيك الهوية العربية.. الرواية مبدئيًا تتحدد عبر هويتنا ورسالتنا، إنها روايتنا حكايتنا وتاريخنا ولغتنا، و الصراع هو من وكيف ومن سيكتب التاريخ وما سيحذف؟ وكيف؟ وماذا؟
إن أسوأ انواع التطبيع هو أن نغيّب أنفسنا عن الرواية، ليس بقبول رواية الآخر فقط، بل المطلوب تفكيك روايتك أنت وبيديك، وثم قبول أن يكتب الآخر روايتك.
٣ - اعرف عدوك: لأنها عدو، لذلك يجب معرفتها، ومن من الضروري ألا تجهل من تعادي، المهم معرفة عدوك بعمق، والأخطر هم الذين ينظرون لها ككيان كنموذج عقلاني وحضاري وديمقراطي يجب ان يحتذى به. الذين يصدقون أنها ستوزع قيم الديمقراطية وأنها الوكيل المعتمد للتكنولوجيا والشريك في السوق والأمن والأوطان.
٤- الاستلاب والهزيمة: مواجهة السلوك الوضيع يجيد تضخيم إيجابيات الآخر وتقزيم الذات. تحويل العدو ليس فقط إلى حليف بل الى أنه هو الحل وليس المشكلة. هؤلاء الدونيون الذين يكرهون انفسهم ويهجون ذواتهم العربية هم الذين يجعلون إسرائيل، كما هي، وبهذه الصورة، موضة تجميل العدو ومديح العنصرية .
وختامًا، قال: نحتاج إلى استراتيجية ثقافية عربية، مقاومة ثقافية لمواجهة الثقافة المضادة، تعتمد على سياسة تنوير، كطريق ضروري وثالث بين التجهيل والظلامية من جهة، والاستلاب والتغريب من جهة اخرى، تبدأ من خطوة متواضعة تؤسس لثقافة القراءة اولاً، ثم الحوار والحراك الثقافي والانتاج الابداعي، حركة فعل مستمر، ومتواصل كنظام حياة حضاري وانساني، يحدث ذلك عندما ندرك قوة المعرفة، بهدف ان يكون لنا محل من الإعراب.
وكان قد قدم للقاء الأستاذ عاصم سعد، ثم كانت مداخلة للكاتب الأستاذ مروان عبد العال، استهلها بتقديم التحية للضيوف، وللداعين وللمشاركين، ثم بدأ كلامه عن الواقع الثقافي باستحضاره قول لفرانز فانون:
"تنشأ داخل الشعوب المستعمرة عقد دونية تجاه المستعمر، فيحاول أفرادها اعتناق قيم المتروبول الثقافية". ومن هنا، كان الاستلاب للآخر، جوهر مداخلته، وهو ضد هذه الآفة او دحض الثقافة الدونية! ، ولا بد من إثارة اهم التحديات امام واقع الثقافة العربية:
التحدي الاول: الغزو الثقافي المتمثل في عملية التطبيع الذي هو السلاح الامريكي والصهيوني لإقصاء الرواية العربية، وأن العربي لا يملك رواية أخرى أو خطاباً مضاداً . أنظمة التطبيع لتحويل التطبيع الى حزب توتاليتاري جديد بطبعة عربية أنيقة، فالصراع يبدأ من المسألة التاريخية، وهي في الجوهر الهوية، اي القدرة على امتلاك التاريخ واستنطاقه وكتابته، وهي القدرة على إبراز الهوية وفهم رسالتها.
القوة الناعمة الصهيونية وبالاسلحة الثقافية وبالأدوات الاستخباراتية والإعلامية والفنون المختلفة والتوثيقية والمسرحية والسينمائية والروائية، على نحو يهدف الى تبيض سجل المجرم واختراع البطولة وتحويل الجندي الصهيوني القاتل الى ضحية، والى بطل أسطوري لا بد منه في الشرق الاستبدادي، وشيطنة الضحية وتشويه وتجريم المقاومة، وتقوم فرقة "الهاسبرا" الصهيونية لتدريب أقلام صحفية وشخصيات ثقافية ونقابية وفنية ورياضية وأدبية، لتأدية دور في غسل الدماغ البشري للرأي العام، وممارسة شتى الحيل الترويضية واللغة المقنعة والمنطق التبريري.
التحدي الثاني: الاستسلام الثقافي، ( الدونية) الثقافية، ثقافة الهزيمة التي روجت لسلام مخادع، التلاعب بالوعي، تحت مسمى السلام" المطروح هو الاسم الحركي للتطبيع أو الصيغة المخففة للقضاء على الهوية العربية، لأنه بات يطرح ثقافة مستلبة هي الثقافة البديلة الهجينة وثقافة شرق أوسطية متفاعلة ام تؤسس لقيادة ثقافية إسرائيلة غربية، تحت غطاء السلام الإبراهيمي، ضخت الكثير من الأفكار لاستغلال فكرة "التسامح" وقبول الآخر، و هل هذا مقبول اذا كان يجري على حساب الحق والهوية والارض واللغة ؟
هذا استسلام ثقافي، وان القبول بالعدو بيننا مسألة سيادية وان رفضه يعتبر خروج من الملة. تكفير رافض التطبيع ، مثلما شوهت المفاهيم وعكست الاولويات، لنتذكر كيف بدأنا من السلام خيار الى الاستسلام من التسوية الوطنية الى التصفية للقضية، من الأرض مقابل السلام الى الطعام مقابل السلام، ومن الربيع العربي، الى الخراب العربي إلى التطبيع العربي" ، خلف كل ثورة مضادة ثقافة مضادة.
التحدي الثالث: الأميّة الثقافية، تطويع المجتمع هي مسؤولية الأنظمة التي طوعت الثقافة وسلعتها وتفهاتها وسطحتها وأنشأت جيشًا من ثقافة البلاط، ثقافة مقموعة ومغيبة ومهمشة لا تستطيع أن تصمد أمام غزو ثقافي مضاد. الثقافة المضادة التي تمكنت على هذا الصعيد من استخدام كل أدواتها الحديثة لسرقة الوقت عبر برامج سخيفة ومملة وبلا معنى سوى تعميم التفاهة. أمة اقرأ مع الأسف الشديد، هي الاقل قراءة بين الامم، الاحصائيات بهذا الخصوص صادمة ومؤلمة. لا يكفي ارتفاع مستوى الامية بل ايضا تدن بمستوى القراءة مثلا هناك مقارنة تقول ان الأوروبي يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة، و إن 80 عربياً يقرأون كتاباً. من المسؤول عن تعميم الجهل ؟ المسؤول عن الجهل ليس الانترنيت بل الإنسان، ووفق معرفتي، ومن خلال دار النشر فإن الكتاب الإلكتروني لم ينتزع مكانة الكتاب الورقي، لما في الكتاب الورقي من متعة وتفاعل وطقوس وغيرها، لذا علينا ألا نحيل الجهل الى الإنترنت، لأن الإنسان مسؤول عن نفسه وقد يقتل ثقافته بنفسه، وهو أشبه بانتحار ثقافي .
أما عن التطلعات الثقافية المستقبلية:
١- معركة الثقافة هي معركة الوعي، لا نستهين بضرورة استملاك جبهتنا الثقافية شرطًا لاسقاط الرواية الأخرى، وإسقاط مبرراتها وتبريرتها وزيفها بل وجودها أصلًا.
من لا يعرف نفسه لا يعرف عدوه، والأسوأ ان يصبح هو نفسه عدو نفسه، علينا ان لا نحمل المسؤولية على الانترنيت، لأن الاتصالات نعمة وليست نقمة، شرط ان نجيد استخدامها.
٢- اعرف نفسك: يسعى لتفكيك الرواية الفلسطينبة يعني تفكيك الهوية العربية.. الرواية مبدئيًا تتحدد عبر هويتنا ورسالتنا، إنها روايتنا حكايتنا وتاريخنا ولغتنا، و الصراع هو من وكيف ومن سيكتب التاريخ وما سيحذف؟ وكيف؟ وماذا؟
إن أسوأ انواع التطبيع هو أن نغيّب أنفسنا عن الرواية، ليس بقبول رواية الآخر فقط، بل المطلوب تفكيك روايتك أنت وبيديك، وثم قبول أن يكتب الآخر روايتك.
٣ - اعرف عدوك: لأنها عدو، لذلك يجب معرفتها، ومن من الضروري ألا تجهل من تعادي، المهم معرفة عدوك بعمق، والأخطر هم الذين ينظرون لها ككيان كنموذج عقلاني وحضاري وديمقراطي يجب ان يحتذى به. الذين يصدقون أنها ستوزع قيم الديمقراطية وأنها الوكيل المعتمد للتكنولوجيا والشريك في السوق والأمن والأوطان.
٤- الاستلاب والهزيمة: مواجهة السلوك الوضيع يجيد تضخيم إيجابيات الآخر وتقزيم الذات. تحويل العدو ليس فقط إلى حليف بل الى أنه هو الحل وليس المشكلة. هؤلاء الدونيون الذين يكرهون انفسهم ويهجون ذواتهم العربية هم الذين يجعلون إسرائيل، كما هي، وبهذه الصورة، موضة تجميل العدو ومديح العنصرية .
وختامًا، قال: نحتاج إلى استراتيجية ثقافية عربية، مقاومة ثقافية لمواجهة الثقافة المضادة، تعتمد على سياسة تنوير، كطريق ضروري وثالث بين التجهيل والظلامية من جهة، والاستلاب والتغريب من جهة اخرى، تبدأ من خطوة متواضعة تؤسس لثقافة القراءة اولاً، ثم الحوار والحراك الثقافي والانتاج الابداعي، حركة فعل مستمر، ومتواصل كنظام حياة حضاري وانساني، يحدث ذلك عندما ندرك قوة المعرفة، بهدف ان يكون لنا محل من الإعراب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق