تفسير اية واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال، لكن قبل الخوض في تفسير هذه الآية الكريمة لا بدّ من التّحدّث عن برّ الوالدين الّذي تحثّ عليه هذه الآية فرّ الوالدين فرضٌ من الله تعالى على المسلم وقد فضّله النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام على الجهاد لما فيه من أجرٍ عظيمٍ من الله تعالى في الدّنيا والآخرة.[1]
سورة الإسراء
سورة الإسراء من أوائل السّور الّتي نزلت على النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في مكّة المكرّمة أي انّها سورةٌ مكّيّةٌ وعدد آياتها مائةٌ وإحدى عشرة آيةً، وسمّيت بسورة الإسراء نسبةً لأول آياتها الّتي تناولت قصّة الإسراء والمعراج ولها من الأسماء أيضاً اسم سورة بني إسرائيل حيث تضمّنت هذه السّورة بعضاً من صور الفساد والطّغيان الّذي أثاره بني إسرائيل في الأرض كما تسمّى أيضاً بسورة سبحان لأنّها اُفتتحت بتسبيح العليّ القدير سبحانه وتعالى، وعدّها علماء الأمّة الإسلاميّة أنّها تمهيدٌ واستعدادٌ لبدء العهد المدنيّ فقد احتوت آياتها الكريمة الّتي تميّزت بأنّها طويلةٌ على خصائص من العهدين المكّيّ والمدنيّ معاً وقد ورد في بعضٍ من الأحاديث النّبويّة الشّريفة ما يدلّ على الفضل الّذي تحمله هذه السّورة العظيمة بين كلماتها منها ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عليه الصّلاة والسّلام: “ما كرَبني أمرٌ إلَّا تمثَّل لي جبريلُ فقال يا محمَّدُ قُلْ توكَّلتُ على الحيِّ الَّذي لا يموتُ والحمدُ للهِ الَّذي لم يتَّخِذْ ولدًا ولم يكُنْ له شريكٌ في الملكِ ولم يكُنْ له وليٌّ من الذُّلِّ وكبِّرْه تكبيرًا”،[2] وقد ذكر الحديث الشّريف آيةً من سورة الإسراء حيث أشار فيها الحديث على أهميّة التّوكّل على اله تعالى بكلّ الأمور فهو مفرّج الكربات وقاضي الحاجات وبيده الخير والشّر؛ وتضمّنت سورة الإسراء العديد من المواضيع والدّروس الحيّاتيّة الّتي تنفع المسلم ومن أبرزها الحديث عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وقصّته مع أهل مكّة المشركين وفرض الله تعالى على المسلمين برّ الوالدين وحقوقهما عليهم كما تحدّثت عن بعض الأسس والآداب الّذي يجب أن يقوم عليها سلوك المسلم والله أعلم.[3]
تفسير اية واخفض لهما جناح الذل من الرحمة
ذكر القرآن الكريم في الكثير من المواضع المختلفة أهميّة برّ الوالدين وأنّه فرضٌ عظيمٌ من الفروض الواجبة على المسلم وترك هذا الفرض من الكبائر الّتي أعدّ الله تعالى لمرتكبيها العذاب الشّديد في النّار والعياذ بالله وفي تأدية هذا الفرض أجرٌ عظيمٌ يناله المسلم من الله تعالى في الدّنيا والآخرة وإنّ رضا الله تعالى يكتمل على المسلم برضا والديه عليه وقد ذكر القرآن الكريم العديد من أوجه البرّ بالوالدين ومنها ما ورد في سورة الإسراء في قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}،[4] حيث يرد في تفسير هذه الآية أنّ قول واخفض لهما جناح الذل معناه أنّ المسلم يجب عليه أن يكون ليّناً معهما رقيقاً لا يرفض لهما شيئاً قد رغبا فيه كما يجب عليه خدمتهما الخضوع والتّذلّل لأوامرهما دون منٍّ أو تأفّفٍ بل يؤدّيها بكلّ حبٍّ وإقبالٍ وإخلاصٍ، وفي تفسير من الرحمة أن اللّين والرّفق بهما من صور الرّحمة والشّفقة عليهما، وقد ورد في السّنّة النّبويذة الشّريفة أنّ من كان عاقّاً بوالديه لا يدخل الجنّة أبداً فوجبت طاعتهما ورحمتهما والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: كيف نحقق الطاعة للرسول في الصلاة وبر الوالدين
وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
قد ذكر فيما سبق تفسير اية واخفض لهما جناح الذل من الرحمة حيث ذكر في تفسيرها واجبٌ من واجبات المسلم تجاه والديه وتتمّة الآية الكريمة هي قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً}،[6] وفي تفسير ذا القسم من الآية قد ورد أنّه على المسلم أن يدعو لوالديه حييّن كانا أو ميّتين بالخير والمغفرة والرّحمة من الله تعالى في حياتهما ومماتهما في كلّ وقتٍ ومع كلّ صلاةٍ يصلّيها كما ربّياه في طفولته وتعبا معه وسهرا اللّيل عند مرضه لعلّه يوفيهما جزءاً بسيطاً من حقّهما عليه وذُكر في الحديث الشّريف بأنّ دعاء الولد الصّالح لوالديه ينفعهما في قبرهما إن كانا ميّتين فلا ينقطع عملهما من الدّنيا بإذن الله تعالى كما اُشترط أن يكون هذا الدّعاء للوالدين إن كانا مسلمين أمّا إن كانا مشركين أو من ملّةٍ غير الإسلام فلا يجوز الدّعاء لهما أو الاستغفار لهما فقد نهى الله تعالى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن الاستغفار لوالديه لأنّهما مشركين وقد ماتا على كفرهما والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن بر الوالدين
تفسير اية واخفض لهما جناح الذل من الرحمة مقالٌ تحدّث عن برّ الوالدين وعن سورة الإسراء وعن تفسير اية واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وذكر أيضاً تفسير اية وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق