أخر المواضيع

يا أمة الإسلام أغيثوا أهل غزة



بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

لا عذر اليوم لأحد، ولا تبرير لقاعدٍ أو غير قادرٍ، ولا عفو عن عاجزٍ أو ضعيفٍ، ولا مكان لمتفرجٍ ولا متسع لمشاهدٍ، ولا مكان لصامتٍ أو مبرر لساكتٍ، فالتكليف عامٌ والواجب فرديٌ، والنفير شامل والفرض عينٌ، ولن يغفر الله عز وجل لمسلمٍ في آخر بقاع الدنيا أياً كان ظرفه وحاله، وأياً كانت حكومته وبلاده، قصر عن نجدة أهل غزة وإغاثتهم، وتباطأ في نصرتهم ومساعدتهم، أو تأخر في تقديم العون لهم والغيرة عليهم، ولم يقف معهم وإلى جانبهم، ولم يؤيدهم وينصرهم، ولم يتضامن معهم ويخفف عنهم، ولم يعزز صمودهم ويساهم في ثباتهم، ولم يبذل غاية ما يستطيع دفاعاً عنهم وحمايةً لهم.
 
أيها المسلمون في كل مكانٍ، إن الأمر جللٌ والحدث كبير، وإن النازلة خطيرة والنكبة شديدة، فأهل غزة الصيد الأباة الكماة، الفلسطينيون العرب المسلمون، يدافعون عن القدس الشريف والأقصى المبارك، ويضحون من أجل فلسطين ومقدساتها، ويقدمون الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة الأمة وسؤددها، وقد أعطوا الكثير وصمدوا، وتكبدوا الصعاب وصبروا، وفقدوا الأحبة واحتسبوا، ولم يذلوا أو يهونوا، ولم يفرطوا أو يستسلموا، بل حافظوا على رايتهم مرفوعة، وعزتهم مصانة، ولم يخضعوا لعدوهم أو يجبنوا أمامه، وما زالوا حتى اليوم وقد قاربوا في شهر رمضان الفضيل على نهاية الشهر السادس من الثبات والصمود، والمقاومة والقتال.
أيها المسلمون في كل مكان، إن غزة الجريحة تناديكم، وتتطلع إليكم وتناشدكم، وتأمل فيكم وترجوكم، وإن أهلها المحاصرين يستنصرونكم وينتظرونكم فلا تخذلوهم، وقد اعتادوا على مواقفكم وخبروا نخوتكم فلا تتأخروا عليهم، وإن أطفالها الجوعى يستصرخونكم ويسألونكم فلا تتخلوا عنهم ولا تتركوهم وحدهم، فقد والله ضاق بهم الحال واستعظم الخطب، ونال منهم العدو وبطش، وتآمر عليهم القريب والبعيد، وهم اليوم أمامكم يقتلهم الجوع ويفتك بهم المرض، ويتربص بهم العدو وهم يجمعون ما اخضر من نبات الأرض، ويلملمون ما تناثر وسقط من السماء، من فتات المانحين المتآمرين، المشاركين في العدوان والموافقين على الجوع والحصار.
أيها المسلمون في كل مكان، قد لا ينتظر أهل غزة منكم اليوم جيوشاً جرارةً تهب لنجدتهم، وتتحرك لنصرتهم، أو تقاتل معهم وتقاوم إلى جانبهم، فهم أعلم بالحال وأدرى بالظروف، ويدركون أن قرارات بلادكم مسلوبة، وأن حكوماتكم مرتهنة، وأن سيادتها منقوصة، وأن أمرها بيد غيرها لا بيد أهلها، وأنه لو ترك الأمر إليكم فإنكم لن تترددوا في اجتياز الحدود وكسر الحصار والمشاركة في المقاومة والقتال.
لكن المطلوب منكم اليوم إغاثة أهل غزة المحاصرين بالمال، ومساعدتهم على البقاء، ودعم صمودهم في الأرض ببعض العطاء، فالعدو قد حاصرهم وأطبق عليهم، وقرر حرمانهم وعزم على قتلهم جوعاً وعطشاً، ورغم أنهم يتضورون جوعاً وتنهار أجسادهم عطشاً، وقد أصابهم المرض وطغا عليهم الوهن، إلا أنهم يرفضون الاستسلام، ويصرون على البقاء، ولا يقبلون بشروط العدو وخياراته، فلا نتركهم وحدهم في هذه المعركة القاسية المؤلمة يموتون بصمت، وتخفت أصواتهم بهدوء، ويتلاشى وجودهم بالتدريج، فهم والله بقية الأمة العزيزة، وخيرتها المقاومة، الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم ما أصابهم، وإنهم والله كذلك كانوا ولا زالوا وسيبقون.
أيها المسلمون في كل مكانٍ، أنتم اليوم قرابة ملياري مسلم، وأهل غزة أكثر بقليل من مليوني فلسطيني، فهل يضامون وأنتم كثرة، وهل يجوعون وأنتم شبعى، أم يموتون وأنتم أبقى، إنكم اليوم أغنى وهم أقنى، وأنتم أقدر وهم أضعف، فلا تقصروا في إرسال المال لهم ليبقوا، وتحويل المساعدات لهم ليثبتوا، واعلموا أن أهل غزة جميعاً في حاجة، فليس فيهم فقير وغني، أو عاجز وقادر، بل هم جميعاً فقراء وفي حاجة، فكيفما ترسلون أموالكم فإنها تقع في أيدي من يستحقها، وإن أهل غزة جميعاً يستحقونها، ولا تستصغروا ما تقدمون، ولا تستخفوا بما تتبرعون، ولا تتأخروا أو تترددوا، واعلموا أنكم ستسألون عن أهل غزة يوم القيامة، وستحاسبون عن تقصيركم تجاههم حساباً عسيراً، فاستبقوا الخيرات وقدموا بين يدي الله عز وجل ما يشفع لكم ويخفف عنكم.

مجازر الإبادة تتواصل وارتفاع عداد الشهداء


بقلم  :  سري  القدوة
السبت 16 آذار / مارس 2024.
 
ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31272 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ووفقا للمصادر الطبية أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 73024 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وارتكبت قوات الاحتلال 10 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 88 مواطنا، وإصابة 135 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية وأن 72% من ضحايا العدوان هم من الأطفال والنساء .
 
وكان من الملاحظ ان عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر أكبر من عدد الأطفال القتلى في حروب العالم خلال 4 سنوات الماضية حيث بلغ 12 ألفًا و193، بينما بلغ عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة أكثر من 12 ألفًا و300 طفلاً وتشير الإحصائيات المتعلقة بالأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال في غزة الى مستوى الجريمة المنظمة بحق الطفولة الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني ومن الواضح ان حكومة التطرف واليمين العنصري تستهدف الأطفال ضمن مخطط يهدف الى القضاء على المستقبل الفلسطيني  .
 
وفي الوقت نفسه استمر مسلسل الإعدامات الميدانية في الضفة الغربية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث يمارس اليمين الإسرائيلي الحاكم تلك الجرائم ويعمل على تفجير الأوضاع في شهر رمضان، وإدخالها في دوامة من العنف لا تنتهي وما يجري في الضفة الغربية لا يمكن فصله عن حرب الإبادة القائمة في قطاع غزة فهدف الاحتلال هو فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية واستهداف الوجود الفلسطيني ضمن حرب الإبادة المنظمة .
 
وبات من الواضح  إن إفلات إسرائيل المستمر من العقاب والمحاسبة يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم، وان التصعيد الحاصل في جرائم القتل خارج القانون والإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين، والتي خلفت حتى الآن 6 شهداء، بمن فيهم أطفال في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، واعتبرتها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي .
 
ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في الضفة الغربية او القدس او حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة هو ترجمة لتعليمات المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال التي تسهل على الجنود والمستعمرين إطلاق النار على المواطنين، وانعكاس مباشر لسياسة إسرائيلية رسمية وعقلية استعمارية عنصرية انتقامية في التعامل مع الفلسطينيين ومحاولة مفتعلة لتكريس المنطق العسكري والأمني في التعامل مع قضية شعبنا .
 
حرب الإبادة المنظمة التي تمارسها حكومة الاحتلال باتت تتصاعد وتيرتها مع بداية شهر رمضان المبارك، حيث تدخل الحرب المدمرة في غزة شهرها السادس والتي ستؤثر على الشرق الأوسط لسنوات قادمة، ولا بد من مضاعفة العمل لوضع حد للتطرف والعنف الذي يمارسه اليمين المتطرف على مستوى المنطقة والتي تشمل التدخل المباشر في شؤون القدس والمقدسات الإسلامية حيث يجب منع حدوث ذلك والحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس واحترامه .
 
بات من الواضح تضاعف حجم الخطر المتزايد من وقوع كارثة سياسية وأمنية أوسع نطاقا ويجب تجنب ذلك بأي ثمن، ويجب رفض أي محاولة من جانب المتطرفين لتحويل الصراع إلى صراع ديني وإن الفشل في القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى زرع الفتنة وحصد المزيد من العنف والتطرف على مستوى المنطقة بشكل عام .

 

جهاد محمد: لمحاسبة الاحتلال على ادعاءاته الكاذبة بحق موظفي الأونروا في غزة



 اعتبر مسؤول ملف "الأونروا" لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان جهاد محمد، بأن إعادة بعض الدول لمساهماتها المالية الخاصة بميزانية وكالة "الأونروا" يؤكد على أن العدو الصهيوني كان يسعى لمحاصرة الوكالة الأممية، في سياق حربه الدموية والإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، لقطع الإمدادات الإنسانية التي تقدمها الوكالة للنازحين في مراكزها ومناطق عملياتها.
وأكد محمد، على "ضرورة أن تقوم هذه الدول بمقاضاة هذا الكيان أمام المحكمة الدولية وفي مجلس الأمن على كذبه وتضليله وإنعكاس هذه الإفتراءات على المدنيين العزل في قطاع غزة، وأن يقوموا بمضاعفة مساهماتهم المالية والسعي مع المجتمع الدولي لضرورة فك الحصار عن قطاع وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية في أسرع وقت ممكن".
وقال إن "العدو الصهيوني يؤكد مرة جديدة على أن إستهداف الوكالة هو سياسي بامتياز في محاولة منه لإنهاء عملها كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين على الخصوص"، لافتاً إلى أنه "بالرغم من التراجع الحاصل في خدمات الأونروا إلا أننا متمسكون بها نظراً لما تشكله من بُعد سياسي للمجتمع الفلسطيني كشاهد على نكبتهم ومأساتهم".