ولد الشهيد علي حسن سلامه "أبو حسن" في العراق بتاريخ 1/4/1941، ثم انتقل إلى القاهرة لإكمال تعليمه هناك، وفي عام 1964 انتقل إلى الكويت حيث التحق بحركة فتح عن طريق خالد الحسن "أبو السعيد" وأدار دائرة التنظيم الشعبي في مكتب (م.ت.ف)، ثم اختير عام 1968 ضمن مجموعة من عشرة أشخاص لدورة أمنية في القاهرة، وبعد عودته عمل نائبا لمفوض الرصد المركزي لحركة فتح صلاح خلف واستقر في العاصمة الأردنية ممارسا لمهماته النضالية حتى خرج إثر معارك أيلول برفقة ياسر عرفات، ومنذ ذلك الخروج أصبح ظلا لأبي عمار ومكلفاً بحمايته، وهو أول من تم تعيينه قائدا لقوات الـ17.
في العام 1965 تولى منصب مدير دائرة التنظيم الشعبي التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في الكويت وترأس اتحاد طلبة فلسطين هنالك. وفي يوليو 1968 عمل في قيادة جهاز الرصد الثوري لحركة فتح وهو اسم فرع المخابرات التابع للحركة في الأردن. و في عام 1970 تولى قيادة العمليات الخاصة ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم من لبنان، ويرتبط اسمه بالعديد من العمليات النوعية مثل إرسال الطرود الناسفة من أمستردام إلى العديد من عملاء الموساد في أوروبا، ومن الذين قتلوا بالطرود ضابط الموساد في لندن أمير شيشوري. وعملية ميونخ التي قامت بها منظمة أيلول الأسود التي خطفت عددًا من الرياضيين الإسرائيليين وقتلت بعضهم. لقبته رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بلقب الأمير الأحمر.
وبحسب المذكرات، كانت أريكا التي كان يعرفها جيرانها باسم PENELOPE تقعد يوميا على شرفتها العالية تزاول هواية الرسم الزيتي، ولكن في حقيقة الأمر كانت تراقب العمارة التي كان يسكنها علي حسن سلامة لكي ترصد أوقات خروجه منها ودخوله إليها مع مجموعة الحراسة الأمنية التي كانت ترافقه دوما، فلاحظت الروتين الذي كان يداوم عليه علي سلامة بعد خروجه من العمارة التي كان يسكن فيها مع زوجته الثانية، وزيارته العمارة القريبة التي كانت تسكنها زوجته الأولى مع ولديه حسن وأسامة، وهكذا قررت أريكا وضع السيارة المفخخة على الطريق بين العمارتين لتنفيذ خطة الاغتيال.
أما من أدار العملية واستأجر تلك السيارة اللعينة فهو عميل الموساد الإسرائيلي الذي دخل إلى لبنان عن طريق المطار تحت اسم "بيتر سكرايفر" بجواز سفر بريطاني مزور رقم (260896) ونزل بفندق ميدترينيان في غرب بيروت، أما باقي أفراد مجموعة الاغتيال فقد وصلوا إلى بيروت يحملون جوازات سفر إنجليزية وجواز سفر كندياً وهذا الجواز كان باسم Ronald Kolberg وكان طالبا جامعيا يدرس في تل أبيب، لقد سرق الموساد جواز سفره واستعمله في عملية الاغتيال، هذه المجموعة أقامت في فنادق متفرقة في بيروت وهم الذين استأجروا سيارة فولكس فاجن التي كانوا قد خططوا لتفجيرها أثناء مرور موكب علي حسن سلامة بجانبه خلال خروجه من سكن زوجته الثانية والذهاب لزيارة سكن زوجته الأولى وأولاده.
وتحدد يوم الاغتيال في تاريخ 22/1/1979م، وهكذا كان والذي كبس على زر التفجير من المجموعة كانت أريكا تشامبرز الواقفة على شرفتها المطلة على سيارة فولكس فاجن المركونة على جانب الطريق الذي مرّ به موكب علي سلامه في طريقه إلى شقة زوجته الثانية. ونوع المتفجرات كان من مادة HEXAGANE.
استشهد سلامة مع أربعة من مرافقيه، بعد أن قالت رئيسة وزراء الاحتلال آنذاك، غولدا مائير: "اعثروا على هذا الوحش واقتلوه."
وفي تفاصيل الاغتيال، وصل مرافقو سلامة حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر في سيارتين من طراز "شيفروليه– ستيشن" وجيب "لاندروفر" فتح باب سيارة الشيفروليه ليصعد إلى داخلها أبو حسن إلى جوار السائق، ثم يتبعه في المقعد الخلفي مرافقان آخران.. في حين صعد المرافقون الأربعة في سيارة المرافقة، تحرك الموكب، عبر شارع فردان وسط زحمة سير شبه مربكة.. كانت على جانب الرصيف سيارة الموت تنتظر.. سيارة من طراز فولكسفاغن من نوع جولف.. لم يكن وجودها بجانب الرصيف مثيراً لأي شبهة، فهي كغيرها من عشرات السيارات مصفوفة على جانب الرصيف، لقد كانت سيارة الموت محشوة بكمية كبيرة من المتفجرات "50 كلغم" تكفي في حال انفجارها بتذكير المحيطين بنيران جهنم.. وما أن وصلت سيارة الشيفروليه بمحاذاة سيارة الفولكسفاغن حتى دوى الانفجار الهائل تمام الساعة الثالثة و37 دقيقة مساء.
قبل اغتياله، نجا سلامة أكثر من مرة من الاغتيال، كان أشهرها، المحاولة الفاشلة في تموز 1973، فبعد أشهر من البحث والتعقب في أوروبا، وصلت خلية الموساد المكلفة باغتيال القيادي ورجل الاستخبارات الفلسطيني سلامة إلى مدينة ليلهامر في النرويج، واستعدت لاقتناص الهدف الثمين.
وبعد تأكد الخلية من هدفها، اعترضت طريقه في الشارع، وصوبت لجسده 14 رصاصة، إلا أن الشخص الذي قتل بجانب زوجته الحامل لم يكن سوى المهاجر المغربي أحمد البوشيخي الذي وقع ضحية وجود شبه بينه وبين سلامة.
المجد والخلود لشهداءنا الابرار.
والحرية للأسرى.
والشفاء للجرحى.
وانها لثورة حتى النصر
قيادة حركة فتح – لبنان
إعلام الساحة
24/1/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق