بقلم: أ.خليل العلي، مدير المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة في لبنان.
برز الحارس الفلسطيني في الدوري اللبناني وفي الرياضة اللبنانية منذ الستينيات وتألق مع الأندية اللبنانية والفلسطينية على حد سواء، وكان لهذا المركز اهتمام كبير من الأندية لأهميته في خط الدفاع الثاني في الحفاظ على المرمى من الأهداف .
كان الحارس الفلسطيني الشهير صبحي أبو فروة الذي تنقل بين الراسنج والصفاء والأنصار والقادسية الكويتي أول من برز في مركز حراسة المرمى فلسطينياً، ثم الحارس الشهير محمد الشريف في الأنصار، وكريم مناصرة في التضامن صور، إسماعيل قرطام الرياضة والأدب وطرابلس وغيرهم الكثير في بعض الأندية اللبنانية، وكان لهؤلاء الحراس الأثر الإيجابي مع الأندية من خلال الدفاع عن مرمى فريقهم باقتدار .
قرار قاتل للحارس الفلسطيني في الأندية اللبنانية
أصدر الاتحاد اللبناني عام 1998 قراراً قتل به طموح وعنفوان حارس المرمى الفلسطيني وشمله في قرار منع الحراس الأجانب من الانتساب إلى الأندية اللبنانية، فكان هذا القرار بمثابة التهجير الثاني للحارس الفلسطيني بعد هجرة فلسطين، وذلك بسبب إخراجه من دائرة التألق وممارسة أبسط حقوقه الإنسانية والمدنية.
ومن يتابع نتائج هذا القرار الآن، بعد 23 سنة، يجده لم يقدم إضافة للحارس اللبناني المحلي ً الطامح لتمثيل منتخبه الوطني ذلك لأن الأندية اللبنانية استقدمت الحارس اللبناني المغترب ليمثلها ويمثل المنتخب اللبناني مثل مهدي خليل وحسن بيطار ولاري مهنا . ثم إن القرار أضر بالمهاجمين اللبنانيين الذين تراجع مستواهم بعد توجه الأندية إلى التعاقد مع المهاجمين الهدافين الأجانب أكثر من المدافعين والوسط، وهذا ما اضاع على المهاجمين فرصة التألق مع المنتخب الوطني.
السندان الفلسطيني تناغم مع المطرقة اللبنانية
ولأن الحارس الفلسطيني في مخيمات لبنان بقي بعيداً عن الأندية اللبنانية وانتسب إلى الأندية الفلسطينية المحلية التي تعاني الكثير من الضعف في بنيانها الرياضي، والتي تعتمد في نشاطاتها على الدورات المحلية أو الاتحادية ذات المستوى المحدود الذي لا يؤهل الحارس فيها لتمثيل المنتخب الوطني الفلسطيني بسبب بعده عن المشاركات في بطولات قوية عربية وآسيوية.. وهذا مطلب محق لأي مدير فني أو مدرب لحراسة المرمى الذي يعتبر المشاراكات العربية في التصفيات أمراً أساسياً في اختيار حراسة المرمى التي يعتبرها البعض صمام أمان الفرق الرياضية .
لا خوف من حارس المرمى الفلسطيني
وهنا أتساءل ماهي نسبة وتعداد الحارس الفلسطيني في لبنان بالمقارة مع الأندية اللبنانية التي يبلغ عددها في الدرجات الخمس ما يقارب 80 نادياً موزعين على كافة الأراضي اللبنانية ، اذ أن في مخيمات لبنان 12 فريقاً يمثلون الدرجة الأولى في الاتحاد الفرعي الفلسطيني في لبنان واذا اخدنا النصف الأول من الأندية فهذا يعني أنه لدينا من ستة الى ثمانية حراس من الممكن أن تطلبهم الأندية اللبنانية في كافة الدراجات اي بنسبة 7% وهي نسبة لا تؤثر بتاتاً على تطوير حراسة المرمى اللبنانية وانما تنمي قدرات الحارس الفلسطيني الذي يزحف وراء طموحه الرياضي الوطني وتمثيل المنتخب الفلسطيني .
إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم
الكثير من الأندية اللبنانية تنادي بإعادة الحارس الأجنبي والفلسطيني إلى الأندية اللبنانية، ونحن بدورنا في الوسط الرياضي الفلسطيني نطالب الاتحاد اللبناني بالعودة عن هذا القرار وإنصاف الحارس الفلسطيني فيه، لما له من حقوق مدنية وإنسانية كونه لاجئاً فلسطينياً مولوداً في لبنان ويحمل الوثيقة اللبنانية، وهو الذي يعتبر لبنان الأم التي لم تلده، يحزن لحزنها ويفرح لفرحها، وإن مات دفن في أرضها.. فمتى نستبشر بما هو خير للحارس واللاعب الفلسطيني في لبنان؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق