بقلم صلاح صلاح
غادرنا الرفيق أبو نضال فؤاد عبد الله من آخر ما تبقى لنا من جيل ما بعد النكبة، جيل التمرد والتحدي، جيل رفض الهزيمة والخضوع للأمر الواقع، جيل التصدي لمشاريع الإسكان والتوطين والتجنيس، جيل النهوض من بين أنقاض الإحباط واليأس ليعلن صرخة في وجه الأنظمة الرجعية المتواطئة مع الإستعمار والحركة الصهيونية على إغتصاب فلسطين وتشريد أهلها، جيل الوحدة وتحرر وثار.
من الجيل الأول لحركة القوميين العرب وأحد رموزها التي تكونت في خضم النضال الجماهيري في المخيمات، وساهم في إعادة تأسس الإتحاد العام لعمال فلسطين في لبنان واستمر لسنوات عضواً في أمانته العامة ورفض إغراءات الدخول إلى رام الله تحت مظلة إتفاق أوسلو المشؤوم.
وعندما قررت الحركة تشكيل الشباب العربي الفلسطيني عام ١٩٥٩ ليكون غطاءً لنشاطاتها السياسية كان أبو نضال أحد قيادات هذا التنظيم في منطقة صور، ومنه إنتقل في العام ١٩٦٤ ليشارك مع الشباب الثأر الجناح العسكري لحركة القوميين العرب في الإعداد للكفاح المسلح من خلال الخطة التي وضعها الشهيد وديع حداد: إرسال شباب للتدريب في سوريا ومصر، دوريات تدخل إلى منطقة شمال فلسطين، إيجاد قواعد إرتكاز وتخزين السلاح بإنتظار لحظة البدء. وبهذا يكون قد لعب دوراً مهماً في التأسيس لتشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي إحتل عضوية اللجنة المركزية العامة فيها لسنوات طويلة.
ولم تكن نضالات الرفيق فؤاد عبد الله تجري في ظروف سهلة، فقد تعرض للملاحقة والإعتقال وما يستتبع ذلك من إهانات وتعذيب في أقبية الشعبة الثانية، والتي لم تزده إلا عناداً وتصميماً على الاستمرار بخياراته تحت راية الوحدة والتحرر واسترجاع فلسطين.
سأفتقد وغيري من رفاق إلى مداخلاته في الملتقى الوطني الفلسطيني، وإلى عفوية وطيبة في التعبير الصادق عن حبه وإحترامه لرفاق الدرب. يحرص على الاطمئنان عن رفاقه وأصدقائه بزيارتهم أو الاتصال الهاتفي بهم.
وداعاً رفيقنا وصديقنا العزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق