وكالة القدس للأنباء
في ظل الأزمة المعيشية الضاغطة، تداعت جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات ، إضافة إلى متبرعين، تحت شعار" حملة منكم ولكم"، لدراسة أحوال الأسر المتعففة، والإسراع في تقديم المساعدات العاجلة لها، والتخفيف من معاناتها، نتيجة جائحة كورونا، وتقليص خدمات " وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، وانتشار البطالة ، والغلاء الفاحش ، بعد ارتفاع صرف الدولار الأمريكي وتراجع قيمة العملة المحلية.
في هذا السياق، أكد مدير المشاريع في "جمعية الفرقان للعمل الخيري"، رمضان محمد ل"وكالة القدس للأنباء" أن " دورنا الداعم في هذه المرحلة في المؤسسات، جاء بسبب التقصير الحاصل من قبل الأونروا ، لجهة عدم تقديمها مساعدات عاجلة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وحالة التعبئة العامة الموجودة والمعلنة، وغلاء المعيشة والبطالة، لذلك سنقدم كل ما نستطيع وحسب الإمكانيات المتوفرة، وسنسعى مع كل الجمعيات والمؤسسات الأخرى، لتقديم جزء من مساهماتها، لنجمع كل تلك الإمكانيات في عمل موحد، لمساعدة الناس في هذه الظروف الخانقة".
واضاف: "لا يوجد ممول حتى اللحظة للمشاريع الإغاثية التي ننوي القيام بها، لذلك نحن سنسعى للتنسيق والتعاون مع مختلف الجمعيات في عمل موحد ومهم لخدمة الأهالي".
بدوره قال مدير "جمعية السبيل الخيرية بمنطقة صيدا"، علي طحيبش ل"وكالة القدس للأنباء": أن " الظروف الصعبة التي يرزح تحتها اللاجئ الفلسطيني في لبنان، حتمت علينا أن نتداعى ونلتقي تحت إطار حملة منكم وإليكم ، مع ممثلي المؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني، لبحت ما نملك من إمكانيات متواضعة لنقف إلى جانب أهلنا وأبناء شعبنا، كما أن قرار التعبئة العامة في لبنان والحجر الصحي لمواجهة فايروس كورونا، ووضع الناس الصعب من الناحية الصحية والإقتصادية والبطالة، هذه الأمور مجتمعة جعلتنا نعمل بكل إخلاص بهذا العمل الهام والضروري وبهذه المرحلة".
وأضاف: "سنقوم إن شاء الله خلال الأيام القادمة بتوزيع 3000 ربطة خبز لأغلب أحياء المخيم، وستليها في المرحلة القادمة توزيع مواد تنظيف، كل هذا العمل سيكون من خلال لجان الأحياء والقواطع، ونتمنى أن يتجاوب أهل الخير معنا، من أجل أن نقدم ما نستطيع للناس ، وحتى اللحظة لا يوجد جهات معينة بعينها تدعم عملنا هذا، ولقاؤنا الجماعي جعلنا نأخذ قراراً بهذا الإتجاه، ونحن نعلم أن الناس تعيش بظروف صعبة، وهي بحاجة لمساعدات عاجلة لأنها في وضع قاس لا تحسد عليه، كما أن تقديم المساعدات بشكل منظم ومدروس سيكون إن شاء الله هو حافز لأهل الخير كي يساهموا معنا بالأجر والثواب."
توزيع الخبز والخضار وحليب الأطفال من جهتها قالت أمينة سر "جمعية زيتونة للتنمية الاجتماعية"، رشا ميعاري ل"وكالة القدس للأنباء": "في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والذي ترتب عليه سوء حال الوضع المعيشي على الأهالي داخل المخيم ، بسبب البطالة وغلاء المعيشة ، وبسبب تداعيات جائحة كورونا، انطلقت فكرة مشروع إغاثة الأسر المتعففة داخل مخيم عين الحلوة، وذلك من خلال توزيع ربطات الخبز عليهم، وهذا المشروع ممول من منظمة كورية الجنوبية نانوم مونوهواي، بالتنسيق مع لجان الأحياء،وقد استطعنا الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الحالات الاجتماعية داخل أحياء المخيم ،وكان هناك تعاون لافت وملحوظ بين جمعية زيتونة وبين المجتمع المحلي، فهناك تبرعات شبه دائمة من أولاد أبو نمر شريدة، وتقديمات بحصص خضار وتوزيعها على الحالات الاجتماعية داخل المخيم، بالإضافة إلى توزيع وجبات ساخنة للعائلات المتعففة، وتوزيع الحفاضات والحليب لحديثي الولادة، وتعتمد زيتونة على التبرعات الفردية من أشخاص ميسوري الحال وفاعلي الخير."
هذه الروح التكافلية والإنسانية والوطنية، تمكنت من خلال جهود وإمكانات متواضعة، أن تبلسم بعض الجراح، وتساهم في سد بعض حاجات الأسر الأشد عسراً، فكيف إذا تضافرت جهود أكثر قدرة في تقديم العون ، فالوضع حتماً سينعكس إيجاباً على أوضاع المخيم بكل فئاته، وهذا برهن كل الجهات المعنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق