وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
سجل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ارتفاعاً بعدد الإصابات بفايروس كورونا (كوفيد -19) المستجد، بعد أن انتشر الوباء بين العائلات في العديد من الأحياء والقواطع، ما استدعى عقد اجتماع في مستشفى الهمشري بمدينة صيدا، لوضع خطة طارئة وسريعة لإنقاذ الوضع، والحد من انتشار الوباء، وبدأ المعنيون بتنفيذ الخطة ابتداءً من يوم أمس الإثنين.
وفي هذا السياق، تحدث المدير العام لمستشفى الهمشري، الدكتور رياض أبو العينين، ل"وكالة القدس للأنباء"، عن خطة الطوارئ في المخيم قائلاً: "نتيجة الأحداث المتسارعة، وازدياد أعداد الإصابات في لبنان بشكل عام، وخاصة في "عين الحلوة"، وضعنا خطة سريعة للطوارئ، للتدخل الصحي السريع داخل الأحياء في المخيم"، مبيناً أنه "كان هناك اجتماع في مستشفى الهمشري، يوم السبت، ضم رؤساء الأحياء والقواطع، وتم وضع الخطة، وهي إرسال ثلاثة فرق صحية، كل فريق يتضمن طبيباً وثلاثة ممرضين ومسعف، مجهزين بكافة المستلزمات الطبية، لمعاينة المرضى داخل الأحياء والقواطع، ومعرفة من هو بحاجة إلى دخول مستشفى، ليتم نقله فورا، ومن هو بحاجة للعزل في المنزل، مع تناول العلاج المناسب، سيقوم الطبيب بفحصه فحصاً شاملاً وإجراء الفحوصات اللازمة له، وكتابة الوصفة الطبية المناسبة"، لافتاً إلى أنه "بعد الإنتهاء من عمل الطواقم سنقوم بمراجعة لهذا اليوم الطويل، من أجل الوقوف عند الاحتياجات اللازمة لهؤلاء المرضى".
وأكد أبو العينين، أن "أسطوانات الأوكسجين معظمها مؤمنة لدى المرضى، خاصة وأن المغتربين الفلسطينيين يقومون بالتبرع لمن هو بحاجة، ونحن نشكر المغتربين على هذه الخطوة ونشجعها، ونثني عليها"، مبيناً أنه "خلال الزيارة الأولية للفرق الطبية تبين أن هناك قاطعان في المخيم، زارهم الطبيب وجد فيهم ٢٠ حالة مصابة، وهم مجهزين بإسطوانات أوكسجين داخل منازلهم، بالإضافة إلى جهاز فحص الأوكسجين كان متوفر عند معظمهم أيضاً، داخل المنازل"، مؤكداً أنه "إذا تبين لنا أن هناك حالات مصابة، وهي بحاجة للأوكسجين، ولم يكن متوفر لديها، سنقوم بتأمينها".
وأشار إلى أنه، "اضطررنا مؤخراً لفتح قسم العناية الفائقة للمصابين، نتيجة ازدياد الحالات الوافدة إلى المستشفى، فأوقفنا العناية الفائقة العادية، واستعملناها لمرضى كورونا"، ومنذ حوالي الشهر ونصف، لم يشغر أي سرير في العناية الفائقة".
وتابع: "لدينا أيضاً خمس غرف بجانب الطوارئ في معظم الأحيان يكونوا ممتلئين بالمرضى"، معتبراً أن "هناك حاجة لافتتاح قسم أكبر من ذلك، ونحن نعمل حالياً على تجهيز الطابق الخامس من المستشفى، وبدأنا العمل الجاد فيه، وعند نهاية الشهر الحالي سيكون جاهزاً لاستقبال ٢٤ مريضاً".
أما بخصوص اللقاح، قال أبو العينين، إنه "تواصلنا مع الجهات المعينة بوكالة "الأونروا"، وتم تبليغنا أنه سيكون اللقاح متوفراً في البداية للطواقم الطبية، وتبلغت منذ يومين، من مسؤول الصحة في "الأونروا" أن نعد له اللوائح للطواقم الطبية التي تعمل في مجال كورونا، سواء في العناية الفائقة أو في قسم الطوارئ أو في وحدة كورونا التي تقوم بإجراء الفحوصات للمرضى المخالطين على كافة الأراضي اللبنانية"، مضيفاً أنه "من جهتنا تم تبليغهم باللائحة، ووعدونا أنه خلال فترة قصيرة سيقوموا بإعطاء اللقاح للطواقم الطبية التي هي على احتكاك مباشر مع المريض المصاب".
ورأى أن "السبب الأساسي وراء ارتفاع عدد الإصابات في عين الحلوة، هو عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية"، مؤكداً أنه " منذ بدأ وجود حالات كورونا في لبنان، أصدرنا تعميمات ومنشورات لتوعية الأفراد داخل المخيم، للالتزام بالاجراءات الوقائية اللازمة، من وضع كمامة، وعدم الإختلاط، والتباعد الجسدي، وغسل اليدين باستمرار، ووجهنا نداءات إلى كافة الأحياء واللجان الشعبية والفصائل بإغلاق كافة المقاهي داخل المخيمات، ومنع التجمعات خاصة في الأفراح وإغلاق القاعات التي تعنى بها، لكن شهدنا بعض الحالات التي لم تلتزم بهذه الإجراءات، ووجدنا أن هناك عائلات أصيبت نتيجة إصابة فرد واحد لم يلتزم بإجراءات الوقاية، فأصاب العائلة بأكملها"، موضحاً أنه "الآن، وبعد أن أصبح الخطر يداهم الجميع، بدأ الوعي يزداد عند شعبنا داخل المخيمات".
الإصابات بلغت ١٢٤ وبيّن أنه "ليس هناك رقم دقيق لعدد الحالات المصابة داخل المخيم، فنحن نقوم بإجراء فحوصات، بالإضافة إلى وزارة الصحة، و"الأونروا"، وهناك أفراد يقومون بإجراء فحوصات من تلقاء نفسهم في المختبرات، دون الإعلان عن ذلك"، لافتاً إلى أنه "منذ فترة قصيرة بلغ عدد الإصابات ١٢٤ إصابة، من ضمنهم حالات تم شفاءهم، وخلال الفترة الأخيرة قمنا بإجراء مسح شامل داخل المخيمات، وجدنا أن النسبة كانت تقريباً ١٠% من المرضى الذين تم أخذ عينات لهم، وتعتبر نسبة متدنية، ولكن أظن أنه في الوقت الحالي النسبة ارتفعت نتيجة الارتفاع بعداد الإصابات في لبنان ككل وفي "عين الحلوة"، بشكل خاص".
وعن الإجراءات القائمة في المستشفى لحماية الطواقم الطبية، قال إنه "قمنا بإجراءات لحماية طواقمنا الطبية تتمثل في وقف كافة الزيارات، وإقفال العيادات إلا للحالات الطارئة، وفحص كافة المرضى القادمين إلى المستشفى، وأخذ درجة الحرارة لهم، ووضع غرف عزل خارج المستشفى لمن نشك بأن لديه عوارض، حتى إجراء فحص ال pcr له، إن كانت النتيجة سلبية يتم إدخاله، وإذا كانت إيجابية نقوم بإعطائه العلاج المناسب وإرساله لحجر المنزل، أما إذا كان وضعه يستدعي دخوله للمستشفى نقوم بإدخاله للعناية الفائقة".
وفي نهاية حديثه، وجه أبو العينين، رسالة إلى الأهالي في المخيمات، قائلا: إن "هذه فرصتنا الأخيرة، آن الأوان لنلتزم بكافة الإجراءات الوقائية، وآن الأوان لكي نقفل المقاهي ونلتزم بالحجر المنزلي، كي نحمي أبناء شعبنا، وعائلاتنا، حتى تمر هذه الأزمة بسلام، وأرجو أن يكون الإلتزام على قدر كاف من الوعي، كما أدعو الناس للابتعاد عن أماكن التجمهر، وإغلاق أماكن التجمعات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق