بقلم : سري القدوة
الأربعاء 17 شباط / فبراير 2021.
التفجير النووي لفرنسا بصحراء الجزائر في الستينيات ومع تجدد هذه الذكرى يعود هذا الملف الشائك الي الواجهة الاعلامية لما يحمله من خطورة بالغة على المستقبل والتي ما زالت تداعياته جراء الاشعاعات النووية التي تركت اثارا واضحة حتى الان امتدت عبر الاجيال والتي يعاني منها ابناء الشعب الجزائري وخاصة سكان تلك المناطق وان هذا التفجير كان يعادل من 3 إلى 4 أضعاف قنبلة هيروشيما في اليابان، ولا تزال له تداعيات كارثية .
وفي ذكرى اول تفجير نووي فرنسي بصحراء الجزائر في 13 فبرابر 1960 وفي عملية الجربوع الأزرق كان بقوة 70 كيلوطن، مما تسبب بتداعيات إشعاعية كارثية لا تزال أضرارها على البيئة والسكان قائمة إلى اليوم، وكانت السلطات الاستعمارية قد اجرت سلسلة من التجارب النووية بالصحراء الجزائرية بلغ عددها 17 في الفترة ما بين 1960-1966 وفق مؤرخين وهذا ما تم الكشف عنه عبر وسائل الاعلام والاعتراف به رسميا حيث تبقى خفايا هذا الملف في غاية الخطورة ولم يتم الكشف عن تفاصيل خطيرة بعد وما زالت تداعياتها مستمرة حتى الان .
وظل ملف التجارب النووية الفرنسية موضوع مطالب جزائرية رسمية وأهلية، من أجل الكشف عن أماكن المخلفات النووية، وأيضاً لتعويض الضحايا ومن تعرضوا لعاهات مستدامة، وما زالت السلطات الفرنسية ترفض التعامل مع هذه المطالب، ودام الاستعمار الفرنسي للجزائر بين عامي 1830 و1962، حيث شهدت هذه الفترة جرائم قتل بحق نحو خمسة ملايين شخص إلى جانب حملات تهجير ونهب الثروات.
وبالرغم من ذلك اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بانتهاكات مرتكبة خلال حقبة استعمار الجزائر، لكنه لم يقدّم اعتذاراً حتى الآن عما فعلته بلاده خلال 132 عاماً من الحكم الفرنسي وقد تفاعلت الاحداث ضمن ملف الذاكرة حيث افرجت السلطات الفرنسية عن جماجم الشهداء ليعودوا احرارا بعد كل هذه السنوات .
بالرغم من مضي 61 عاما على التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر وتواصل تلك الماسي وباريس ترفض التعاون في هذا المجال مع الحكومة الجزائرية والكشف عن خارطة مواقع دفن النفايات النووية او المساهمة في تنظيف الاماكن التي دفنت بها، وإن الجزائر ما زالت تعاني من مخلفات التفجيرات الذرية الفرنسية خلال الحقبة الاستعمارية وخاصة في مناطق الصحراء الجزائرية حيث كانت الجزائر من بين الدول الأولى التي وقعت على معاهدة حظر هذا النوع من الأسلحة.
الجزائر لا تعرف إلى اليوم مواقع دفن الجيش الفرنسي النفايات النووية في الصحراء الجزائرية خلال إجرائه في بداية ستينيات القرن الماضي التجارب النووية الـ17 في منطقتي رقان وعين أمقل، والتي سمحت له بإنتاج القنبلة النووية، وتوجد شهادات تتحدث عن استخدام جزائريين في منطقة رقان كفئران تجارب تم تثبيتهم في منطقة التفجير النووي لدراسة تأثيرها على أجسادهم .
خلال السنوات الماضية ارتفعت اعداد المصابين من جراء هذه النفايات وتشير الاحصائيات إن ارتفاع أعداد المصابين بداء السرطان والتشوهات الخلقية للمواليد الجدد والعقم خلال السنوات الأخيرة أمرا كان مقلقا للغاية كما اطلقوا سكان هذه المناطق نداءات استغاثة لتدارك هذه الأضرار، غير أن وضع حد لهذه المعاناة يتوقف على الاطلاع على أماكن دفن القوات الاستعمارية الفرنسية نفاياتها النووية بالمنطقة، وهو ما ترفض باريس الكشف عنه ولا تبدي أية نية في تسليم الجزائر أرشيف تجاربها النووية في مستعمرتها القديمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق