أشادت اللجنة المركزية لحركة فتح، بدعوة الرئيس محمود عباس، لأطراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بما فيها مجلس الأمن، إلى تحّمل مسؤولياتهم لضمان نفاذ القانون الدولي و قرارات الشرعية الدولية، والضغط على إسرائيل لوقف مخططاتها لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، باعتبار ذلك يدمر ما تبقى من فرص ضئيلة لتحقيق حلّ الدولتين، وتحقيق السلام العادل والدائم.
وأكدت مركزية فتح خلال اجتماع برئاسة الرئيس عباس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، دعمها الكامل لموقف الرئيس عباس الذي أعلن عنه في كلمته امام قمة دول عدم الانحياز، بأنه إذا أقدمت دولة الاحتلال على خطوة ضم أي جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة، فسنكون في حلٍّ من جميع الالتزامات والاتفاقيات والتفاهمات معها ومع الإدارة الأميركية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وجدد أعضاء اللجنة المركزية، التأكيد على ما جاء في كلمة الرئيس عباس بأن تجربة وباء (كورونا) كانت أقسى على فلسطين من غيرها ولا زالت، بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصلُ نشاطاته الاستيطانية في أرضنا، ويستمر في احتجاز آلاف الأسرى ويعرضهم جميعا للخطر، ويمنعنا من رعاية وحماية أهلنا في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وتطرقت اللجنة المركزية لعدة قضايا من أبرزها:
الوضع السياسي: ناقشت اللجنة المركزية الاوضاع السياسية الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتنفيذ ما يسمى بخطط وخرائط الضم الإسرائيلية الأمريكية للأراضي الفلسطينية سواء في الاغوار او في اية منطقة فلسطينية اخرى، مؤكدة ان هذه الخطة الإسرائيلية الأمريكية التي تحظى بدعم الادارة الامريكية التي تصر على مخالفة قرارات الشرعية الدولية بشكل غير مسبوق، في حال تنفيذها ستدمر أي فرصة ضئيلة لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية.
واشارت مركزية فتح، إلى ان الخطوة الاسرائيلية إن تمت، فان فلسطين ستكون في حل من أي التزام او اتفاقيات مشتركة، وستكون هناك خطوات فلسطينية لتحميل الاحتلال مسؤولياته كاملة عن إنهاء العملية السياسية برمتها، وحفظ الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية.
وحذرت اللجنة المركزية، من إصرار إسرائيل على الاستمرار بسياسة الاستيطان والقتل والتدمير والاعتقالات والاقتحامات للمدن والمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي التي لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، وأن السلام العادل والشامل يتطلب قبول قرارات الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
واستمعت اللجنة المركزية إلى تقرير مفصل من عضو اللجنة المركزية رئيس الوزراء محمد اشتية حول استراتيجية مواجهة وباء (كورونا) وما اتخذ من إجراءات لمواجهة ذلك.
واكدت اللجنة المركزية أن الرئيس عباس كان سباقاً في إدراك المخاطر وإعلانه حالة الطوارئ بقرار شجاع وحكيم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في معدلات الإصابة رغم شحّ الإمكانيات، مشيدة بالوعي والالتزام الكبير الذي ابداه المواطن الفلسطيني بما تم اتخاذه من إجراءات من قبل السيد الرئيس والحكومة الفلسطينية لتكون فلسطين قادرة على الانتصار على الوباء العالمي، الامر الذي جعل دولة فلسطين سباقة في هذا المجال.
ووجهت اللجنة المركزية لحركة فتح، التحية والتقدير للجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة الفلسطينية والأجهزة الطبية والأمنية والإعلامية وأصحاب المبادرات والقطاع الخاص والأطر التنظيمية والشبيبة والفصائل لمواجهة جائحة فايروس كورونا الذي يهدد العالم أجمع.
ودعت اللجنة المركزية، أبناء شعبنا في هذا الشهر الفضيل إلى تجسيد أسمى آيات التكافل الاجتماعي، وحشد الإمكانيات الشعبية لمساعدة الفقراء لتأكيد تعاضد أبناء مجتمعنا ووقوفهم مع بعضهم كالبنيان المرصوص في توادٍ ورحمة، ويجب أن يكون ذلك أيضا بالتنسيق مع مكونات لجان الطوارئ.
ودعت اللجنة المركزية، إلى إطلاق سراح ابطالنا الاسرى من سجون الاحتلال، محملة حكومةَ الاحتلالِ الإسرائيليِ المسؤوليةَ الكاملةَ عنْ حياتِهم وسلامتِهم.
وقالت اللجنة المركزية: "نوجه التحية لابطالنا الأسرى في سجون الاحتلال، وأن قضيتهم ستبقى دائما على رأس أولويات القيادة الفلسطينية، ولن يكون هنالك سلام ولا استقرار دون الإفراج عن كامل أسرانا، وأن حقوقهم خط أحمر لن يقبل المساس به إطلاقا مهما كانت الضغوطات".
وفي هذا السياق أدانت اللجنة المركزية اعتقال الاحتلال الإسرائيلي أمين عام المؤتمر الشعبي في القدس اللواء بلال النتشة.
وناقشت اللجنة المركزية خلال اجتماعها عددا من القضايا الداخلية الخاصة بالحركة.
كما أكدت "المركزية" أن وحدة الموقف الفلسطيني رئيساً وقيادة وشعباً في مواجهة صفقة ترامب ووباء كورونا هو الذي أفشل كل المؤامرات وعزز قدرة شعبنا على الصمود ومواجهة التحديات.
وفي هذا الإطار نحيي صمود شعبنا في القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، وتؤكد على دعمنا لموقف الرئيس الداعي لإنهاء الانقسام من أجل رفع المعاناة عن شعبنا في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، رحب السيد الرئيس واللجنة المركزية برسالة الأخ المناضل أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي دعا فيها للحوار.
وقدمت "المركزية" التهنئة لشعبنا الفلسطيني بحلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وقد تحررت القدس عاصمة دولتنا الأبدية، ونال شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله وسادته على ترابه الوطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق