حديث الوطن
التطبيع المهين والمفضوح
بين مأساة وسقوط المطبعين ...وتطاير أحلام أمراء الظلام والعبث والفجور
في مجلس أحباء صهيون
بقلم : أبو فاخر
أمن السر المساعد لحركة فتح الإنتفاضة
ليس هناك من توصيف يمكن إطلاقه على مجلس التعاون الخليجي غير أنه مجلس أحباء صهيون مع إستثناء دولة الكويت من هذا التصنيف وذلك لتميزها في الموقف وعدم إنجرارها وسقوطها في مستنقع التطبيع المذل والمفضوح , ولا يقتصر الأمر على من إعترف بالعدو وأقام معه العلاقات ونسج تفاهمات أمنية وعسكرية وسياسية وإقتصادية وتجارية بشكل علني , فهناك على سبيل المثال إمارة قطر التي لم تقدم على نسج تفاهم وإتفاق مع العدو الصهيوني وإن كانت سباقة في هذا المضمار وأول من إفتتح ممثلية للكيان الصهيوني في العاصمة الدوحة وأول من عقد مؤتمر إقتصادي تصدره الكيان الصهيوني بعد مؤتمر مدريد , إضافة الى تآمرها المفضوح ضد سوريا وتمويل عصابات الإرهاب والقتل والتدمير ..وينطبق الأمر على حكام نجد والحجاز من آل سعود الذين لم يقدموا بعد على هذه الخطوة بشكل علني وإن كانت اللقاءات بينهم وبين قادة العدو برعاية أمريكية لم تنقطع , وطائرات العدو تجوب أجوائهم , وأشخاص ساقطين يترددون على المسجد الأقصى لذر الرماد في العيون وهم في الطريق الى تل أبيب وإعلاميين يروجون أن لاحق للفلسطينين في فلسطين , فهي أرض اليهود أباً عن جد وكل إدعاء غير ذلك ماهو الا زيف وإفتراء..فحكام نجد الحجاز يلعبون دور العراب والموجه والملقن حتى تحين اللحظة فيصبح ملكها خادم أول القبلتين والحرمين الشريفين , فهم في الطريق الى العار والسقوط , يستقوون بالله سبحانه وتعالى ويجعلونه حاضراً في خطواتهم (زوراً و إفكاً) وأما أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام , فلقد باتت الإتفاقيات تعقد بإسمه وواضحٌ أنه ليس من أجل اضفاء القدسية عليها بل يأتي ذلك في إطار مخطط صهر الأديان لتجد البشرية نفسها أمام دين عالمي جديد , ولقد مهد لهذا صفقة القرن الذي رحل صاحبها من البيت الأبيض ولكنها لم ترحل معه فسياسة إزالة الحدود السياسية بين دول المنطقة يؤكد إرتباط هذا القول بحدود المسار المرتبط بحركة سيدنا إبراهيم عليه السلام من العراق الى مكة الى فلسطين وتركيا وسوريا والأردن ومصر مما جعل ترامب يطلق إسم الإتفاق الإبراهيمي على الإتفاقات المعقودة مع العدو الصهيوني وليس إسم أماكن توقيعها على غرار كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة .
لم يقتصر الأمر على مجلس أحباء صهيون بل زاملهم بالسقوط الى الهاوية حكام السودان الجدد وملك المغرب (رئيس لجنة القدس ) والثمن هو إعتراف أمريكا بملكية المغرب للصحراء المغربية مقابل الإعتراف بحق إسرائيل بالوجود ..وهو أمر لم يطل طويلاً فسرعان ما إعترضت عليه إدارة بايدن الجديدة , فبكل الأحوال ليس في هذا الموقف لملك المغرب أمراً جديداً فلوالده الحسن الثاني دورٌ بارز في ترتيب اللقاءات المصرية – الإسرائيلية التي قادت في النهاية الى زيارة السادات للكنيست وهناك تاريخ مشهود في العلاقة مع الصهاينة , وكل مافي الأمر أنه كان سرياً أو تحت الطاولة فجاءت اللحظة لإشهار الفجور والوقاحة والسقوط فكان دخول مملكة المغرب في حظيرة التطبيع المهين والمفضوح .
لقد أظهر هذا السقوط في مستنقع التطبيع المذل أن المرجعية الفكرية لهؤلاء الحكام لا علاقة له بالإنتماء للأمة ولا لقيم الحرية والتحرر وتحرير الأوطان السليبة والوحدة والتقدم بل لثقافة الإستسلام والتسليم بالأمر الواقع بأن أوراق القوة والحل في أيدي إسرائيل وأمريكا ...إنها ثقافة وضعتهم في قفص إحتلال الوعي ومصادرة القرار فحولوا دولهم الى دول تابعة مستلبة مهيمن عليها خاضعة ذليلة لا دور لها إلا مايرسم لها من قبل أمريكا والكيان الصهيوني , وبمعنى أوضح فقد حولوا أقطارهم وبلدانهم الى كيانات وظيفية وليست دول مستقلة , كيانات يسهل تفكيكها وإعادة تركيبها ولسوف تشهد هذه البلدان نفسها مسيرة التفتيت والتجزئة القادمة فهي لم تترك فلسطين وشعبها لمخططات التصفية فحسب بل تركوا أقطارهم وعروشهم عارية من كل تضامن ومن كل تأييد شعبي فينطبق عليهم وصف (الدول العراة) .
لن يمضي وقت طويل حتى تتبدد أوهام أمراء الظلام والعبث والفجور فإتفاقاتهم المعقودة مع الكيان الصهيوني هي لوظيفة محددة , الخروج نهائياً من كل إلتزام اتجاه قضية فلسطين والإصطفاف بجبهة الصراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإعتقد هؤلاء الحكام أن الفرصة قد جائتهم لينصبوا أنفسهم في موقع القرار في الأمة والمتحدثون بإسمها والذين يأخذون قرارالحرب والسلم وهم المرجع وهم أولي الأمر ..فما أن رحل رئيسهم وإنتقلت أمريكا لإدارة جديدة تنتهج وسائل دبلوماسية وسياسية لتحقيق مصالح عليا للولايات المتحدة الأمريكية فتبدي إستعدادها للانفتاح على ايران بشأن معاودة الإنفتاح لمناقشة الملف النووي الإيراني وترفض تزويد هؤلاء الحكام بالسلاح بما في ذلك صفقة طائرات إف 35 وتعرب عن رفضها الحرب على اليمن وتطالب بوقفها حتى إكتشفوا أنهم باتوا دون وظيفة ودون مهمة ولم يعد أي فائدة مرجوة من وراء هذه الإتفاقات مع العدو الصهيوني فهي أصلاً بلا قيمة وكل مافي الأمر أنها زوبعة إعلامية فقدت بريقها... لا نقلل في هذه القراءة من خطر هذه الإتفاقيات على الأمن القومي العربي بآثارها الضارة من هذا الخرق في جسد الأمة ولكن أيضاً لا نجعل من سلوك ومواقف وتعهدات وإرتباطات هؤلاء الحكام القدر الذي يتحكم بالأمة ...
أما فلسطين فهي الأكثر تجذراً بالتاريخ والجغرافيا والأنصع بتراثها الكفاحي المجيد والأصلب والأشد في مواجهة الصعاب والمخاطر وقضيتها هي الأكثر عدالة على مستوى البشرية أجمع تواصل النضال غير عابئة بالساقطين فلقد واجهت امثالهم في ثلاثينيات القرن الماضي واجهت سقوط حكام وتآمر حكام فبقي شعبنا صامداً وبقي النضال في سبيل فلسطين متواصلاً وبقيت شعلة المقاومة متقدة وهي اليوم لا زالت بخير أصدقائها وحلفائها والمتضامنين معها والواقفين الى جانبها في محور المقاومة والأحرار والشرفاء في الأمة في محور العزة والصمود والفخار الذي تمثله الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تستحق التحية بمناسبة حلول الذكرى الثالثة والأربعين على إنتصار ثورتها المباركة ... وسوريا بما تمثلها من مواقف قومية لم تتعرض للإهتزاز رغم الحرب الشعواء التي شنت عليها فبقيت قضية فلسطين قضيتها المركزية ... وحزب الله الذي يشكل عامل قوة ومنعة ليس للبنان الشقيق فحسب بل للأمة كلها وفي المقدمة فلسطين , وفي اليمن الشقيق الصامد والذي رغم كل الدماء التي سالت والدمار الذي لحق بعمرانه لازال الهتاف يتردد ( الموت لأمريكا , الموت لإسرائيل) ..ستظل فلسطين قضية الأمة وكلمة سر وحدتها وعزتها وعنفوانها فمصير المطبيعن هو السقوط وسيظل العار يلاحقهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق