وكالة القدس للأنباء
إهمال لافت وغياب شبه كامل لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" وللمؤسسات والجمعيات المعنية بمتابعة حالات كورونا داخل مخيم الرشيدية، وكأن الأمر متروك لمناعة الأشخاص في تحدي الوباء، دون الأكتراث إلى حجم الكارثة التي قد تحصل في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن. إلى متى يبقى مخيم الرشيدية بلا دفاع مدني ومؤسسات معنية بمتابعة الحالات اليومية؟.
بالإضافة إلى المعاناة التي يمر بها مريض كورونا، نتيجة العوارض، فأنه يعاني من الأمرّين من حجم اللامبالاة في متابعة حالته، ومعرفة مصير عائلته والمخالطين له، فلا دفاع مدني في المخيم ينقلهم لإجراء الفحوصات، ولا خلية أزمة تعمل للمتابعة الصحية للمرضى وتدارك الوضع ومنع تفشي الوباء.
وناشد (م.م) المصاب بـ"كورونا" عبر "وكالة القدس للأنباء"، المعنيين بـ"تأمين مكان داخل المخيم لحجر المصابين، لأن منازلنا غير مجهزة، والغرف قريبة من بعضها، والخوف يلازمنا من نقل العدوى إلى أهلنا". وطالب "الأونروا" بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا، وفعل كل ما بوسعها لوقف تغلغل وباء كورونا داخل المخيمات.
بدوره، شكا المريض (م.ح.) من عدم وجود ممرضين وأطباء داخل المخيم لمتابعة حالات كورونا، موضحاً أن "مستشفى بلسم الوحيدة داخل المخيم لا تستقبل حالات كورونا".
وأشار إلى أن "الكادر الصحي يجب أن يظهر في ذروة المرض لكي يقوم بواجبه، لأن عمله يتطلب منه ذلك"، داعياً إلى "ضرورة القيام بحملات صحية يومية لمعاينة المرضى عن كثب، واعطائهم العلاج اللازم".
من جهتها، قالت المريضة (س.س)، إنه "منذ البداية اتصل بنا دكتور العيادة وسأل عن حالتنا، ومن بعدها لم يتصل ثانية، واتصل بنا دكتور الدعم النفسي بالأونروا واطمأن إلى حالتنا، فرغم أهمية ذلك، إلا أنه لا يكفي، فيجب أن يكون هناك متابعة دقيقة للمرضى عن طريق طبيب أو ممرض، وليس عالهاتف فقط، فقد تتطور الحالة شيئاً فشيئاً دون علم المريض أو أهله".
ولفتت إلى أن "مريض كورونا لا يتناسب له جميع الأدية، وهناك حالات تأذّت من بعض الأدوية نتيجة جهل المريض، لأنه يوجد أدوية لا تصلح للمريض، ويجب أن يكون هناك طبيب يتابع وضع حالته".
بناءً على ما سبق، فإن مخيم الرشيدية شبه متروك من المؤسسات والحملات الصحية والدفاع المدني الفلسطيني، ويفتقر إلى الأطباء والممرضين لمتابعة حالات كورونا، لذلك يجب استغلال مستشفى بلسم لإيجاد مركز خاص فيها لعلاج المرضى، والتخفيف من آلام أعراض كورونا، ويجب أن يتم معاملة المخيم أسوة بباقي المخيمات من حيث الجمعيات والمؤسسات ومراكز العلاج، وأن يكون هناك آلات أجهزة تنفس للمرضى الذين يحتاجون إليها، لأنه إذا لم يتم تأمين ذلك بأسرع وقت ممكن، فأن الأمور ستخرج عن السيطرة، وسيتفشى الوباء بشكل أسرع داخل المخيم، لا قدر الله.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، من المسؤول عن تشكيل دفاع مدني وجمعيات طبية لمتابعة حالات كورونا داخل مخيم الرشيدية؟، وماذا تنتظر "الأونروا" والجمعيات لتتحرك في هذا الشأن؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق