سري القدوة
الخميس 11 شباط / فبراير 2021.
ما اصعب ان ترحل عنا وتتركنا ونحن على تواصل يومي معك نتابع الحدث الفلسطيني ونعرف ونلهم من تجربتك وتقديرك للمواقف بكل شغف فحرصنا ان نتعلم منك ونستفيد من تجاربك ومعرفتك الاعلامية فأنت موسوعة اعلامية والأرشيف الوطني الذي نتفقده برحيلك، وأنت من نشعر بالحب الى ربوع الوطن ونتابع اخبار فلسطين التاريخية كما كنت تحب ان تسميها في تفاصيل كتاباتك حيث تعالج الوجع والألم الفلسطيني الكبير، رحيلك عنا اخي الحبيب والزميل الاعلامي عبد الحميد الهمشري سيترك فراغا كبيرا في مساحة تفكيري ولكني سابقي على عهدك الذي طالما حدثتني عنه وسأدافع عن حلمك في العودة الى ارضك التي طالما حلمت بها حيث وصية الاجداد .
غيب الموت الحق الاخ الاعلامي عبد الحميد الهمشري بعد حياة حافلة بالنضال المخلص لفلسطين وشعبها وان الشعب الفلسطيني يودع أخا عزيزا وصديقا وفيا ومناضلا صلبا قدم الكثير لفلسطين وشعبها وكان مثالا للعطاء والتضحية متمسكا بالثوابت الوطنية والشرعية الفلسطينية التي تربت عليها الاجيال عبر مسيرة طويلة من الكفاح والنضال من اجل الحرية ونيل الاستقلال وتقرير المصير، فكان مثالا للإعلامي والباحث وعلما من أعلام فلسطين ومسيرتها التحررية مدافعا صلبا عن فلسطين فاضحا جرائم الاحتلال الاسرائيلي ومدافعا عن الثورة في كل المراحل التي مرت فيها حيث تمترس في مواقع النضال منذ تأسيسها وخاصة في الكويت وكان الكلمة الامينة المعبرة عن صوت فلسطين النقي والحقيقي متمسكا بالمبادئ الثورية الوطنية الاصيلة واهتم بالبحث عن تاريخ فلسطين وتوثيق مراحل تهجير الشعب الفلسطيني فكان موسوعة وطنية شاملة عبرت عن الروح الوطنية والثوابت والحقوق الفلسطينية التاريخية للشعب العربي الفلسطيني، متابعا ادق التفاصيل للإحداث الفلسطينية والعربية موثقا كل مراحل النضال من الكفاح الى الانتفاضة الى البحث عن رحلة التشرد واللجوء، ليكتب عن ربوع الوطن وقري ومدن فلسطين التاريخية وتراب فلسطين الغالية التي تشكلت في معالم وتفاصيل حياته كاشفا جرائم الاحتلال وبشاعة التهجير والمعاناة التي تحملها ابناء الشعب الفلسطيني والمجازر التي ارتكبت بحقه ليكون صوت فلسطين النقي والحقيقي، وأننا اصدقاء وزملاء الراحل الكبير سنبقى الاوفياء ونبقى على عهده ووصاياه في صدق الانتماء والالتزام بأهداف شعبنا العادلة.
رحيل الصديق والحبيب الزميل عبد الحميد الهمشري ابو زاهر يشكل وجعا وألما لكل من عرفه وتعامل معه وان الكتابة عنه تحتاج الى مجلدات كونه موسوعة فلسطينية حفظ التاريخ وعاشر الاجيال واستلهم واقع المعاناة وبقي في حياته وفيا ومخلصا للقضية والوطن، ورحيله يؤلمنا ويشكل الوجع الكبير في قلوبنا فهو من تابع معنا ادق التفاصيل وكان على تواصله معنا دوما يحمل في مداخلاته حرصه الوطني على فلسطين ووحدتها وتكامل العلاقة بين الاجيال، فتشكلت فلسطين في ملامحه فهو سيظل في قلوب وعقول ونبض وعروق ابناء الشعب الفلسطيني فهو خير من حمل الامانة وعبر بصدق عن الانتماء الوطني لفلسطين الارض والشعب والقضية وعمل بكل قوة وحق من اجل الحفاظ على وحدة وقوة المؤسسات الفلسطينية وحماية الحقوق الفلسطينية والحفاظ على التاريخ ملخصا الواقع والهجرة في تاريخ سيمتد للأجيال القادمة .
إننا نتقدم من أسرة الفقيد ومن عائلته والشعب الفلسطيني والزملاء الاعلاميين في فلسطين والأردن بأصدق مشاعر التعزية والمواساة برحيل الفقيد الوطني الكبير ابن فلسطين التاريخية عبد المجيد الهمشري داعين الله عزَّ وجلَّ أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله جميل الصبر وحسن العزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق