وكالة القدس للأنباء - زهراء رحيّل
لم تفاجيء العاصفة التي ضربت لبنان، أهالي المخيمات والتجمعات في منطقة صور ، جنوب لبنان، بخاصة في تجمع جل البحر ومخيم الرشيدية، لجهة تعرضها لكوارث اعتادوها سنوياً في فصل الشتاء ، نتيجة تدفق أمواج البحر ودخولها إلى منازلهم، وانهيار سقوف المنازل وتشقق الجدران، وسحب الرمال من تحت أسس البيوت المتواضعة بسبب هطول الأمطار الغزيرة ، وقد فشلت كل المحاولات والمناشدات في السماح ببناء جدران لصد الموج، أو إدخال مواد بناء لإعادة الإعمار أو الترميم، لرفض الدولة اللبنانية ذلك.
في هذا السياق، أكد حمد درويش مسؤول اللجنة الشعبية في تجمع جل البحر، حمد درويش ل"وكالة القدس للأنباء" أن وضع التجمع سيء للغاية، فمعظم البيوت تدخلها مياه الأمطار اثناء هذه العاصفة القوية، وهناك بيت محمد أحمد القاسم في حالة خطيرة، ومياه البحر جرفت الرمال من تحته، ما أدى إلى انهيار الشرفة بالكامل، وهناك خوف على باقي المنزل". وأضاف: "لقد اضطرت العائلة المكونة من ٥ أفراد إلى ترك المنزل في هذا الظرف القاسي جدا".
وبيّن أهالي التجمع، أنهم طالبوا مراراً وتكراراً ببناء سد بحري لوقف زحف البحر نحو منازلهم، لكن كل مساعيهم باءت بالفشل، وقد تعرض مؤخراً حوالي ٣٠ منزلاً لسقوط أجزاء منها حتى باتت مهددة بالسقوط، جراء الرياح الشديدة والأمطار، ليرتفع بذلك أعداد البيوت الآيلة للسقوط إلى ٧٠ منزلاً.
ولم تختلف معاناة مخيم الرشيدية، عن معاناة إخوانهم في جل البحر، فقد نجا الأهالي إلى الآن من آثار المنخفض الجوي حسب ما أكده مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، جمال سليمان، متمنياً "بقاء استقرار الأمور وعدم تدهور الأوضاع."
ورصدت " وكالة القدس للأنباء" في مخيم برج الشمالي تأثر بعض المنازل جراء العاصفة ، ودخول المياه إلى بعض المنازل، وتساقط قطع إسمنتية من منزل مازن موسى، الذي نجا وعائلته بفضل العناية الإلهية.
هذا الواقع المأساوي الذي يهدد حياة عشرات العائلات الفلسطينية، يتطلب تحركاً سريعاً ومسؤولاً من قِبل كل الجهات المعنية، وفي مقدمتها"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" لإنقاذ أرواح بريئة معرضة بالموت في أية لحظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق