استخدام الفزاعة وخرافة التهديد الإيراني للكيان الصهيوني ...!

 


بقلم د. عبدالرحيم جاموس 

 سوف يستمر قادة الكيان الصهيوني بإستخدام الدور الإيراني في المنطقة  كفزاعة للتغطية على سياساتهم في انكار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ، كما ستستمر   ايران في العمل على مد هيمنتها ونفوذها في المنطقة والعالم العربي ، بإسم العداء للكيان الصهيوني ودعم المقاومة في فلسطين ولبنان .. والعداء للولايات المتحدة الامريكية..!

هكذا  وعلى ضوء  ذلك يحدد نتن ياهو أمس الخميس  في كلمة و حديث له  في قاعدة جوية لسلاح الجو الصهيوني في فلسطين المحتلة حيث قال* أن ايران وتواجدها في سوريا  تمثل التحدي الأكبر لكيانه ، مؤكدا انه يعمل على اخرج ايران وجيشها من سوريا ومنعها من تثبيت اية صوارخ دقيقة في لبنان . كما وصف ايران انها تمارس الكذب على العالم وعلى منظمة الطاقة الذرية  بشأن استخداماتها  للطاقة الذرية، وقال لن نسمح لإيران بإمتلاك  القنبلة الذرية..!*

ايران تتلقى ضربات من سلاح الجو الصهيوني في الاراضي السورية واحيانا العراقية  واحدة تلوَ الأخرى باتت شبه يومية في الآونة الأخيرة ،  دون أي  رد منها أو عليها سواء مباشرة  او غير مباشرة  ، من قبل وكلائها او قوى المقاومة في لبنان او في فلسطين وعموم المنطقة التي تهتف الموت لإسرائيل ، ولم نرى منها سوى الموت للعرب ..!

ابو عبيدة  الناطق بإسم قوى المقاومة الإسلامية في غزة يصرح  من غزة  ويعلن  ويتوعد  ايضا بالأمس *ان اقدم الكيان الصهيوني على ضم اراضي  الغور والضفة فإنه يعد بمثابة اعلان حرب ..

 وسوف يكون الرد عليه مزلزلا... *

  قال  المخدوعون اذا صرح الملثم صدقوه..!

الى متى يستمر هذا   العبث والأستغلال ... واللعب الوقح من قبل الطرفين  الصهيوني والإيراني  على حساب الشعب الفلسطيني اولا و على حساب بقية الشعوب العربية ثانية ؟!

اذا كانت فعلا  ايران تمثل  تحدي وتهديد خطير للكيان الصهيوني ،  لماذا لا يتم الرَّد عليها داخل اراضيها كي توقف تمددها في كل من العراق وسوريا ولبنان  وبقية الدول العربية ،  لما يمثله هذا التمدد من تحدي كبير وخطير للكيان الصهيوني ؟

 لماذا يقتصر الرَّد عليها فقط في الاراضي العربية و السورية تحديدا.؟

لماذا لم تطلق ايران ولو طلقة واحدة  على الكيان الصهيوني ردا على اعتداءته على قواعدها في سوريا وغيرها  ، وهي اي قواعدها  لا تبعد عن حدوده سوى  بضع كيلومترات ...؟

ماذا تنتظر ايران حتى ترد عليه  مباشرة او بطريقة غير مباشرة ، عبر قوى المقاومة على ان تزودها باسلحة وصواريخ ذات فعالية تدميرية حقيقية  ، تكون موجعة  فعلا حتى يكون  ردا  مؤثرا ومزلزلا  ورادعا حسب  تعبير  ابو عبيدة ..؟

 كيف لنا ان نفهم  دور قوى المقاومة المتحالفة مع ايران و في نفس الوقت  يتم توفير الدعم المادي لها بإنتظام  من قبل الشقيقة قطر بتعاون وتنسيق علني ومباشر مع الكيان الصهيوني ..؟!

حقيقة  نحن نشهد  ونعيش  في مسرح اللامعقول من الأحداث الغريبة والشاذة  التي تشهدها منطقتنا العربية ،  لقد باتت فيها الطاسة ضايعة ، كل ذلك  للتغطية على جرائم  الكيان الصهيوني في مواصلة سياساته القائمة على التوسع والإستيطان والضم والقضم  والإنكار للحقوق الوطنية  المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني  وغير القابلة للتصرف في وطنه ،في حدها الأدنى المتمثل في حق العودة للاجئين الفلسطينيين  وانهاء الإحتلال للاراضي المحتلة في حزيران 1967م وحق تقرير المصير  واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس ..

 لقد آن الأوان لوقف هذا العبث المركب واللا معقول  في المنطقة  ،  على ايران التخلي عن لعب دور الفزاعة لدول المنطقة و التي دفعت بالبعض لطلب الحماية الخارجية  ....، و قد  وفرت  الذريعة والغطاء  للكيان الصهيوني  للتمدد في بناء علاقات  امنية وعسكرية وتطبيعية  وغيرها مع البعض من الدول في المنطقة لمواجهة فزاعة التمدد الإيراني ، كما وفرت الغطاء للكيان الصهيوني  للتهرب من الإستحقاقات الواجب عليه  تنفيذها  من اجل ان يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة ، حتى يسود الامن والسلام في المنطقة..

إن استمرار هذة السياسات  العبثية والعدوانية غير العقلانية التي ينتهجها الكيان الصهيوني المتكامل مع  دور الفزاعة الإيرانية ، تمثل التحدي الكبير والخطير للامن والسلم ولمستقبل شعوب المنطقة ، يجب ان تتوقف  وان يوضع لها حد  ، حتى تستعيد المنطقة امنها واستقرارها .

د. عبدالرحيم جاموس 

26/06/2020م

Pcommety@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق