بقلم : سري القدوة
الاثنين 1 آذار / مارس 2021.
دوما شكلت الجماهير الفلسطينية محورا مهما للعمل الوطني وامتدت الحركة الجماهيرية في مختلف المناطق سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية ليرفع الشعب الفلسطيني ويتبنى شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام»، حيث عبرت القطاعات الشعبية الواسعة عبر تحركاتها عن حساسية سياسية عالية ومتقدمة حين رفعت هذا الشعار إدراكاً منها أن هذا الانقسام هو الذي أثقل الحركة السياسية الفلسطينية وأصابها في أماكن شديد التأثير على واقع الحال ومستقبل القضية والشعب .
إنهاء الانقسام هو المدخل الضروري لإعادة إحياء المؤسسات المشلولة وتجديد حيويتها وإصلاح أوضاعها الداخلية وآليات عملها، عبر الانتخابات العامة طبقاً لقانون التمثيل النسبي الكامل مجلس وطني، تشريعي، رئاسية، بلديات، اتحادات شعبية، مؤسسات مجتمعية وبما يدفع بالعلاقات الفلسطينية الداخلية خطوات إلى الأمام، حين تقوم على أسس ديمقراطية واضحة وشفافة مع الإدراك المسبق أن ضمان هذه الديمقراطية وضمان عدالة الأسس سيبقى رهنا بموازين القوى داخل الحالة الفلسطينية وبشكل خاص طبيعة التوجهات لمختلف الفصائل الاسلامية والوطنية في صفوف الجماهير وعلى المستوى الشعبي والرسمي وقدرتها على التأثير في قرارها .
بعد اكثر من ثلاثة عشره عاما علي الانقسام بات من المهم ان تكون الفصائل الفلسطينية علي قدر تحمل المسؤولية في التصدي للواقع الفاسد الذي نتج عن الانقسام من اجل توحيد الجهود الوطنية والاستمرار في الفعاليات الهادفة الي انهاء الانقسام ومسبباته للحفاظ وحماية انجازات الثورة من السرقة ومن اجل تعزيز الوحدة الوطنية ودعم المقاومة الشعبية الفلسطينية للتصدي للعدوان على الارض ووضع حد لأطول احتلال عرفه العالم .
بات المطلوب من كل الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية الاعلان عن برامجها السياسية وبشكل واضح والتي تحمل شعار الشعب يريد انهاء الانقسام وعدم السماح لبعض المستفيدين ان يمرروا انجدتهم الخاصة والاستمرار في الوضع القائم والذي ينهش في الجسد الفلسطيني والعمل على حشد الجهود الشعبية من اجل وضع حد لهذا الحقبة السوداء في التاريخ الفلسطيني مع اهمية الاستمرار والحفاظ على الجهود الوطنية للمقاومة والتصدي للاحتلال .
ما زال هؤلاء الخارجين عن الصف الوطني يسعون لإطالة عمر الانقسام ودعمهم للحقبة السوداء وممارساتهم نفس السياسة العقيمة ضاربين بعرض الحائط كل الفرص لتحقيق مصالحة تعيد للمواطن كرامته وتحفظ حقوقه في العيش بحرية فوق تراب وطنه والسعي الي تحقيق وحدة حقيقية لمواجهة الاحتلال ومصادرة الاراضي والعمل علي قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقدس عاصمتها .
ان الاصوات الوطنية الفلسطينية التي تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية باتت تعلو اليوم حيث يرفض الشعب الفلسطيني الاستمرار بالوضع القائم والجميع اكد حرصه على التغير المطلوب وضرورة اجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة والعمل على طى تلك الصفحات السوداء في التاريخ الفلسطيني والانطلاق نحو شراكة حقيقية تعيد للوطن كرامته وتطلق للمواطن فرصته في التعبير عن خياراته وممارسة حقوقه السياسية في اختيار من يريد بانتخابات حرة نزيهة ومستقلة تماما حيث حرصت القيادة الفلسطينية على تجاوز كل العقبات التي كانت تواجه المصالحة وبالفعل تم اصدار المرسوم الرئاسي الذي يسير العملية الانتخابية بمراحلها وتواريخها المتزامنة وعبر الجميع عن حرصه وتأكيده على اهمية تطبيق وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات القاهرة لتحقيق التفاهم الوطني على اجراء الانتخابات الفلسطينية بعيدا عن اي شكل من التوتر السياسي ومحاولات البعض لحرف البوصلة عن اتجاهها الصحيح لإنتاج جبهة وطنية وإسلامية لمواجهة الاحتلال ومخططات الاستيطان الاسرائيلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق