هكذا عاش مصابو كورونا معاناتهم في " الجليل" ..وهذه نصائحهم

 


وكالة القدس للأنباء - سامر الحاج

أرغم انتشار فيروس كورونا دول العالم على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجويّة، وفرض حظر للتجوال، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق دور العبادة؛ ومع ارتفاع عدد الإصابات والوفيّات يومياً انقلبت الحياة في العالم رأساً على عقب، وباتت الأخبار المتداولة والشغل الشاغل عند الجميع هي "كوفيد19"، وكيفية الخروج من هذه الدوّامة التي ضربت أرجاء المعمورة، ومع كل ذلك يتبقى شهادات حيّة من مخيم الجليل - بعلبك وجواره تدعو إلى التفاؤل، إذ هزم أكثر المصابون هذا الوباء، ومنحوا أملاً لبقيّة المصابين في "معركتهم".

بعزيمةٍ لافتة، تحدثت السيدة م.ن، لـ"وكالة القدس للأنباء" عن لحظاتها الأولى مع الفيروس فقالت: "عندما أبلغتني المستشفى بإصابتي تسلل الخوف إلى داخلي، خصوصاً وأنّ أولادي صغار في السنّ".

وروت علامات إصابتها: "كنت في المدرسة، وعند وصولي للمنزل ارتفعت حرارتي، وطلبت من زوجي التوجه إلى المستشفى الحكومي للقيام بفحص للكورونا، والتزمت الحجر المنزلي بعد أن ظهرت نتيجة التحاليل إيجابية"، وأعلنت عن إصابتي لكل الأصدقاء عبر "الواتساب".

واستطردت: "لا أخفيكم سرّاً أن خبر ثبوت إصابتي كان مرعباً.. مكثت 20 يوماً بالمنزل، شعرت في أوّل الأيّام بارتفاع في درجة الحرارة، لكنّ الأطباء أعطوني الأدوية حتى انخفضت لأني تصرفت بمسؤولية، فامتنعت عن الذهاب إلى المدرسة وبقيت في المنزل، وتواصلت عبر الخط الساخن لمعرفة الإجراءات التي يجب أن اتخذها، فكان الرّد بوجوب البقاء بالمنزل".

ونصحت م.ن، المصابين "بالتسلح بالإيجابية، والتمسّك بالتفاؤل، والتحلِّي بالأمل كسلاحٍ فتّاك ضد الوباء".

بدوره اعتبر بكر تفال لـ"وكالة القدس للأنباء"، أنّ" تجربة الإصابة بكورونا تكمن صعوبتها فى الجانب النفسي، خاصة في ظل العزل في غرفة مغلقة وتناول الأدوية وعدم التصرف بحريّة وشكلٍ طبيعي"، موضحاً أنّ "التقيّد هو شيء صعب"، مشيراً إلى أنّه "طوال فترة العزل كانت الأعراض شديدة، كإرتفاع درجة الحرارة والإرهاق والسعال الجاف، ناهيك عن وجع المفاصل الشديد وأوجاع الظهر والعظام".

وأضاف تفال: "المشكلة أنّ كلفة الفحوصات كانت على نفقتي لي ولزوجتي، وكانت وقتها بسعرٍ أغلى من سعر اليوم، وعندما يُطلب منك الحجر المنزلي لمدة قد تصل شهراً كاملاً، فيجب تأمين احتياجات هذه العائلة من أكل وشرب ودواء، وهذا ما لم نره من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  -الأونروا"، ولا من مؤسسات المجتمع المدني والفصائل الفلسطينيّة، واقتصرت المساعدات على بعض المعقمات وأدوات التنظيف"، داعياً الناس لتوخي الحذر من هذا الفيروس وإتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية لمواجهته.

عينات من الإصابات وتذليل الصعوبات

في نفس السياق يشرح الصيدلي والمُمرض أسامة الحاج لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن الحالات التي عاينها وكان قريباً جداً منها ويقول: "عاينت الكثير من حالات كورونا في المخيّم والحمد للّه أعمل جاهداً لتذليل الصعاب بدءاً من اقترابي من المريض ومعاينته وتركيب الأمصال، لنصل إلى عملية البحث عن الدواء وشراءه حيث أصبح في ظل الوضع الإقتصادي في البلد من المُستحيلات ايجاده وتأمينه، علاوة عن أسعاره الباهظة".

ويتابع الحاج، "بشكلٍ عام يشعر المصاب بكورونا بأوجاعٍ بكل الجسد، ومعظم الناس من المصابين يتعافون دون ‏الحاجة إلى علاجٍ خاص، ولكن الأعراض تشتد ‏لدى شخص واحد تقريباً من بين كل 5 أشخاص ‏مصابين بمرض كوفيد19 فيعاني من صعوبة في ‏التنفس، وتزداد مخاطر الإصابة بمضاعفات وخيمة ‏بين المُسنّين والأشخاص المصابين بمشاكل صحيّة ‏أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والرئة ‏أو السكري أو السرطان، وينبغي لجميع الأشخاص، ‏مهما كانت أعمارهم، التماس العناية الطبيّة فوراً إذا ‏أصيبوا بالحمى أو السعال المصحوبَين بصعوبة في ‏التنفس "ضيق النفس" وألم أو ضغط في الصدر أو ‏فقدان القدرة على النطق أو الحركة، ونوصي قدر ‏الإمكان، بالاتصال بالطبيب أو بمرافق الرعاية ‏الصحيّة مُسبقاً، ليتسنى توجيه المريض إلى العيادة ‏المناسبة.

ويضيف الحاج، "في ظل عدم وجود علاج لفيروس كورونا المستجد حتى الآن، يظل السبيل الوحيد للتحصن ضد الإصابة هو اتباع الإجراءات الاحترازية من التزام المنزل وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة والحفاظ على مسافة متر على الأقل بين المحيطين"، كما ننصح باتباع نظام غذائي صحّي بتناول بعض الأغذية التي تعمل على تقوية وتحفيز الجهاز المناعي للجسم وتمده بالطاقة والفيتامينات كوسيلة أخرى لتقليل نسبة الإصابة بالفيروس.

الوضع بشكلٍ عام سيء بالنسبة إلى اللاجئين والمواطنين على حدٍ سواء، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم من الفئات الأكثر ضعفاً وهشاشة، ونسب البطالة في صفوفهم باتت مرتفعة جداً مقارنةً بالأعوام الماضية، كما أنّ هناك خشية من أزمة صحيّة وغذائيّة تنعكس على جميع المقيمين على الأراضي اللبنانيّة، تأتي أزمة جائحة كورونا التي انعكست بشكل سلبي على اللاجئين، وبات معظمهم يفضلون العلاج في منازلهم عوضاً عن التوجه للمستشفيات، وذلك بسبب التمييز الذي يلاقونه هناك وشعورهم بالإهانة، هذا الأمر شكل عبئاً إضافياً عليهم بحيث أنّ الجهات المعنيّة بشؤونهم كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" ومنظمة التحرير الفلسطينيّة تقفان مكتوفتا اليدين بانتظار حلولٍ من صنع القدر..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق