بيروت 1-3-2021 وفا- وسام ابو زيد
منذ بدء جائحة كورونا يقدم الجسم الطبي الفلسطيني في لبنان نموذجاً مشرفاً في التصدي لهذا الوباء الخبيث، وهو لم يبخل في تقديم التضحيات الجسام على طريق مواجهة الجائحة، فقدم العديد من الشهداء خلال انغماسهم المباشر في تأدية دورهم وواجبهم الانساني اثناء معالجة المصابين بالفيروس.
وتشير آخر الاحصائيات الدورية التي تقدمها وكالة الاونروا المعنية اساساً برعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين حول اعداد المصابين، بأن عدد الاصابات بين ابناء شعبنا منذ بدء الوباء بلغ 7068 اصابة ادخل منها 876 حالة الى المستشفيات، في حين بلغ عدد الوفيات 228، وبحسب الوكالة فان عدد الحالات النشطة تبلغ 1255 حالة.
وقال مدير عام مستشفى الشهيد محمود الهمشري الدكتور رياض ابو العينين لـ "وفا"، "قبل بدء جائحة كورونا بدأنا في مستشفى الشهيد محمود الهمشري تجهيز أنفسنا في حال وصل الوباء إلى لبنان وإستشعرنا الخطر القادم بسبب مراقبتنا لسرعة تفشي الفيروس في الكثير من الدول، ومع وصوله إلى لبنان كنا من السباقين في الحصول على جهاز فحص ال PCR (جهاز كشف الاصابة بكورونا) بتمويل من سفارة دولة فلسطين."
وأضاف، "قمنا بالحملات داخل المخيمات للمصابين والمخالطين وقمنا بتجهيز خمسة غرف عند مدخل الطوارئ لإستقبال مرضى كورونا وتقديم العلاج الممكن لهم ومن يحتاج إلى دخول مستشفى نقوم بالتواصل مع الصليب الأحمر اللبناني لنقله إلى المستشفيات التي تستقبل هذه الحالات. ولكن مع إزدياد الحالات داخل المخيمات وعدم توفر أسرة شاغرة في المستشفيات اللبنانية اضطررنا لفتح قسم العناية الفائقة في مستشفى الهمشري وإستقبال مرضى كورونا ومن ثم نقل قسم الأطفال إلى طابق آخر وإستبداله بقسم لاستقبال مرضى كورونا، ونحن الآن نستقبل 12 حالة في هذا القسم بالإضافة إلى 10 حالات في قسم العناية الفائقة."
وأكد ان تعليمات وتوجيهات الرئيس محمود عباس كانت ومنذ البداية بتوفير كافة السبل لتأمين العلاج اللازم لمرضى كورونا حيث وضع كافة الإمكانيات في تصرف السفير أشرف دبور الذي لم يبخل يوماً بتقديم كافة المستلزمات الطبية من أجهزة حديثة ولباس الوقاية الخاص للطاقم الطبي وتوفير ما يلزم كي نكون جاهزين للأسوأ.
ويتابع "الحمد لله اليوم أصبح لدينا مستشفى فلسطيني يستقبل المرضى الفلسطينيين وأيضاً الأشقاء اللبنانيين والسوريين علماً بأننا استقبلنا 4 حالات لبنانيين مصابين بكورونا وخرجوا بعدما تعافوا."
ولفت الى ان الرئيس محمود عباس قام بدعم مباشر للطابق الخامس من أجل أن يستقبل المرضى المصابين بوباء كورونا حيث شارفت التجهيزات على النهاية لتأمين بعض الأجهزة من لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني بإشراف السفير الفلسطيني، وخلال أسبوع من الآن إن شاء الله سنفتتح هذا القسم وسيستقبل 6 حالات عناية فائقة و18 حالة مصابة بالفيروس.
وتابع، "خلال عام كامل قمنا بحملات لأخذ مسحات PCR من كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وفي بعض المناطق أخذنا مسحات وعينات من بعض الأشقاء اللبنانيين والسوريين نتيجة للتداخل السكاني في هذه المناطق، ولم نفرّق بين جنسية أو دين وهذه الحملات ساهمت كثيراً في الحد من إنتشار هذا الوباء خاصة أنها لم تكن فقط لأخذ المسحات وإنما كانت هناك حملات توعية أيضا من مخاطر هذا الوباء."
وحول الحملات الميدانية التي قام بها مستشفى الهمشري يقول ابو العينين، " أطلقنا مؤخراً من مستشفى الهمشري خطة طوارئ وقائية غير مسبوقة حيث قمنا بزيارة كافة المرضى المصابين بهذا الوباء داخل منازلهم في مخيم عين الحلوة ومعاينة المرضى ووصف الدواء لهم وتقييم وضعهم الصحي وقمنا بنقل بعض المرضى الى المستشفى بحسب الحالة الطبية، ولاقت الخطة نجاحاً كبيراً لذلك وسعنا دائرة عملنا لتشمل معظم المخيمات، وما زالت الخطة قيد التنفيذ لتشمل إن شاء الله كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية."
ولفت الى ان هذه الخطة هي وقائية ضرورية لمتابعة المرضى داخل منازلهم وكي لا نصل إلى مرحلة يأتي هذا المريض إلى المستشفى ولا يجد سريراً شاغراً له.
وحول الوضع الصحي لأبناء شعبنا في ظل هذه الجائحة يؤكد ابو العينين، انه ولغاية اللحظة يمكن وصفه بالجيد، لافتاً الى التخوف من القادم وذلك لإنه ليس هناك إلتزام كامل من أبناء شعبنا بالإجراءات الوقائية اللازمة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية.
ودعا أبناء شعبنا لإتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التي تحميه من إنتشار هذا الوباء وعدم إقامة الحفلات وإقفال المقاهي والمحافظة على التباعد الإجتماعي.
وتوجه الى ابناء شعبنا في لبنان بالقول: "ان عدم إصابتك بهذا الفيروس هو مسؤولية فردية فلنحمي أنفسنا ونحمي عائلاتنا ومجتمعنا من هذا الوباء القاتل."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق