القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك عددا من الدول في منطقتنا والتي تعاني من انهيار في قيمة عملتها ناهيك عن الازمات الاقتصادية والمعيشية والتي ازدادات حدتها بسبب جائحة الكورونا.
في سوريا ولبنان والعراق واليمن كما وفي غيرها من الدول هنالك معاناة من اوضاع معيشية وحياتية كارثية وهنالك مخاوف من حدوث مجاعة وتدهور في الامن الغذائي ففي هذه الدول هنالك معاناة حقيقية وهنالك اسر بأكملها لا تجد قوتا لابنائها وخبزا وحليبا لاطفالها ودواء لمرضاها .
ان المعاناة في سوريا وفي لبنان كما وفي غيرها من الاماكن انما يجب ان تحرك العالم لكي يهب لنصرة هذه الشعوب التي تعاني من هذه المأساة ومن هذه الكوارث الاقتصادية والتي يبدو انها تأتي في اطار الابتزاز السياسي ، أما من يدفعون الثمن فهم الفقراء والمحتاجون.
جبابرة هذا العالم المتسلطون على قدراته يتخذون قراراتهم الجائرة ، أما الشعوب فهي التي تعاقب وهي التي تتضور جوعا وتعاني من هذه العقوبات الجماعية.
ان هذه المشاهد المروعة في سوريا وفي لبنان كما وفي غيرها من الاماكن يجب ان تهز الضمائر الحية ان وجدت .
اين هو العالم من كل هذا ؟ ولماذا تعاقب الشعوب بالتجويع من اجل تمرير مشاريع سياسية واجندات استعمارية ومصالح للدول الكبرى ؟
لماذا هؤلاء الذين يتغنون بحقوق الانسان في عالمنا يتجاهلون ان هنالك شعوبا فقيرة تدفع فاتورة هذه السياسات في منطقتنا العربية .
ان الحصار الجائر الذي تتعرض له سوريا وما يحدث في لبنان من ابتزازات سياسية يدفع ثمنها الشعب البسيط انما هي امور لا يمكن الصمت امامها .
يقولون ان الجوع كافر ونحن كمؤمنين نقول بأنه لا يجوز الصمت عندما نرى امامنا اناس يجوعون ولا يجدون ما يأكلونه وان وجدوا فيجب ان يبذلوا جهدا كبيرا للوصول الى لقمة العيش الكريمة .
لا يجوز القبول بهذا الوضع المتردي المعيشي الذي تمر به سوريا وكذلك وضع مماثل في لبنان وان تعددت الوسائل ولكن الجوع واحد والمعاناة واحدة هنا وهناك .
ان سياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها السوريون واللبنانيون لا يجوز ان تمر مر الكرام ونحن كفلسطينيين وان كنا نعيش معاناتنا وآلامنا واحزاننا في ظل ما يمارس بحق شعبنا الا اننا لا يمكننا ان نتجاهل معاناة اشقائنا في لبنان وفي سوريا كما وفي غيرها من الاقطار العربية الشقيقة .
نطالب المؤسسات الاممية والحقوقية والانسانية في عالمنا ونناشد الاحرار في كل مكان بأن يرفضوا ما يحدث من سياسات للتجويع والتركيع وامتهان للكرامة الانسانية.
متى كان لبنان يعيش في مثل هذه الظروف ومتى كانت سوريا تمر بمثل هذه الاوضاع والتي في وقت من الاوقات كان عندها اكتفاء ذاتي في كل شيء ، أما اليوم فأشرار العالم يتآمرون ويخططون ويريدون تدمير هذا المشرق وتجويع ابناءه لكي يمرروا سياساتهم وممارساتهم واجنداتهم .
فلسطين الجريحة والمتألمة لا يمكن ان تكون صامتة متفرجة أمام معاناة اشقاءنا في هذه الاقطار العربية الشقيقة ، فعندما يتألم احد الاعضاء يتألم الجسد كله .
نطالب بإزالة سياسة العقاب الجماعي عن سوريا ووقف سياسات الابتزاز الممارسة بحق لبنان كما وغيرها من الاقطار العربية الشقيقة .
التفتوا يا جبابرة هذا العالم الى الشعوب الفقيرة فأنتم في الوقت الذي فيه تأكلون البيتزا والهمبورغر وتشربون الكوكا كولا واخواتها هنالك شعوب لا تجد خبزا وحليبا لاطفالها فأين هي الانسانية وقيمها من كل ما يحدث ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق