بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي
سجن ريمون الصحراوي
جاء في المثل المصري "رحنا على جمل وارجعنا على بطة"، وكم رغبت أن أضيف على بطة عرجاء. هناك من الشباب والصبايا من يطبق هذا المثل في حياته بطريقة تثير الدهشة! وهذا المثل يقال عندما تكون هناك فجوة كبيرة بين الطموح في الأذهان والتطبيق على أرض الواقع حيث يأتي الواحد منا ثم يضع لنفسه بداية كل سنة أو فصل دراسي أو دورة عمل أو بعد مولود جديد الخطط الواعدة والبرامج الحافلة ويبني قصورًا من جليد في آب الفلسطيني، وهذا يعني أنه سيحصد من هذه الخطط والبرامج الطموحة صفرًا كبيرًا!
وهذا للأسف ما ينطبق على خطط الطاعة في شهر رمضان (الورد الرمضاني اليومي) عندما يركب البعض على (الجمل) في الساعات الأولى للصيام، فيقرأ ثلاث أو أربعة أجزاء من القرآن، ضبط اللسان بشكل حديدي، استقامة في الأخلاق، تسبيح واستغفار، فعل أصناف الخيرات الكثيرة. ويومًا بعد آخر وقبل أن يصل إلى اليوم العاشر يتحول الجمل إلى بطة! ويكتفي هذا الهمام المقدام بالإمساك عن الطعام والشراب نهارًا؛ لأنه أغلب الظن نائمًا، وفي الليل يملأ جوفه بالطعام والشراب فيصاب بالتخمة والبطنة، فإذا قام للصلاة ما عرف ركوعه من سجوده. الله جل وعلا لم يجعل رمضان للعبث واللعب والسهو واللهو، بل جعله مضمارًا لخلقه يستبقون فيه إلى طاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف قوم فخابوا كما قال العارفون بالله.
رمضان شهر الهمة والأقدام فاحذروا الكسل فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق