بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي
سجن ريمون الصحراوي
قبل اثنين وعشرين عامًا بالتقدير، وفي مدينتي المحاصرة بالأسوار الاحتلالية (قلقيلية) اعتدت السير في أحد الشوار الفرعية مرارًا وتكرارًا خلال اليوم الواحد. على أحد جدران هذا الشارع الجانبية كان مجهول قد رش بالدهان وبالخط العريض وباللون الأسود جملة تقول: "أيها العالم من الجنون أن تكون فلسطينيًا، ولكن من الجنون أن لا أكون أنا فلسطينيًا".
وفي كل مرة عبرت فيها الشارع وقفت خصيصًا لقراءة هذه العبارة والتي أجهل من قالها ثم أمضي في سبيلي ثانية، وكنت أسأل نفسي وكأني أبحث عن إجابة للغز ما، لماذا من الجنون أن يكون العالم فلسطينيًا؟! وهل فعلًا إذا فقد الفلسطيني فلسطينيته سيكون هذا حدثًا يدعو إلى الجنون؟! ولا أعلم إذا كنت وقتها قد وفقت إلى إجابة، ولكن الأكيد أنني كنت أجد متعة خفية وأنا أقرأ هذه العبارة محاولًا الإجابة على لغزها.
ولا أخفيكم سرًا إذا قلت أنني لا أزال إلى لحظتي هذه أجد المتعة نفسها وبنضوج أكثر كلما خطرت في بالي هذه العبارة، لماذا؟ ربّما أعرف، فهل تعرفون؟
في رمضان الولاء والاتصال الروحي دعونا نجدد وحدة المصير مع أرض الرباط ومهبط الأنبياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق