زهرةٌ رمضانية (9) .. ياء وياء

 



بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي

سجن ريمون الصحراوي


جاءَ في المقولة الغاضبة: "كل الشقاء يأتي من ياء الملكيّة، ياء الجشع والطمع". هذه المقولة على ما فيها من صواب تحمل نصف الحقيقة وليس كلها، ولا شك عندي أن لياء الملكية في اللغة العربية ولغة الحياة كذلك مدلولها المهم عند أهل الاختصاص، وأكاد أجزم أن هذه الياء تحدد نمط عيشنا، فإما أن نسقط سقوطا حرًا في شقائها فنعيش عندها في الوحلِ والطينِ الأرضي! أو نعيش العلوَّ والصعود وهذا هو النصف الآخر المشرق لهذا الحرف!

وبالعودةِ للمقولة، فعندما تستفحل ياء الملكية في شخصٍ ما، لا يتوقف عن القول "مالي.. سيارتي.. عمارتي.. أرضي.. عمالي.. شركتي.. أملاكي.. حياتي وأنا حر فيها"، وهذا يؤدي إلى هوس الحيازة والسيطرة، فيظن الإنسان نفسه المعطي والمانع، الموصل القاطع والعياذ بالله.

ما نريده من ياء الملكية في زماننا أن تكون "مرادفةً"، تكونِ الوجه الآخر للبذل والعطاء والمساعد والتضامن (للزكاة والصدقة)، للأمانةِ وإحقاق الحقوق والكرم. وهذا المفهوم يتجلى فينا عندما نعلم جيدًا أن المعطي والرازق والواهب هو الله، وأن العباد عباده والملك ملكه. بهذا الفهم تكون ياء الملكية طريقًا إلى السمو والروحية والسماوية.

في رمضان العطاء.. اجعلوا ياء الملكية طريقًا إلى الجنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق