بقلم : سري القدوة
الاثنين 3 أيار / مايو 2021.
التصعيد الاحتلالي الخطير في القدس والاستهداف الممنهج للمقدسات والمقدسيين والعدوان السافر على المكان والإنسان الفلسطيني من خلال سياسة استعمارية تهدف إلى تهويد المدينة وأسرلتها ومنع مواطنيها الأصليين من ممارسة حريتهم في العبادة خلال الشهر الفضيل ومنعهم من ممارسة حياتهم العادية ومباشرة أعمالهم وتواصلهم الاجتماعي في حالة قمع غير مسبوقة على الإطلاق .
هذا التصعيد الاحتلالي على القدس والمقدسيين ليعبر عن أزمة عميقة لدى حكومة الاحتلال أدت بها إلى اللجوء إلى معاقبة المقدسيين وفرض ضريبة إفلاسها عليهم واستمرار سياسة هدم المنازل المتواصل ومصادرة المباني وترحيل المواطنين في هجمة شرسة غير مبرره لم يشهد العالم مثيلا لها .
المؤسسة الامنية التابعة للاحتلال ترعى رسميا اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وتقوم بتنظيمها وتوفر لهم الحماية والحراسة ليتسنى لهم القيام بعدوانهم المتمثل بتدنيس المسجد الأقصى وشرعنة دخول المستوطنين على باحات المسجد الأقصى تمهيداً لتقسيمه والسيطرة التامة على إدارته وتمكين المتطرفين المتدينين اليهود من البدء بتنفيذ مخططاتهم الرامية لمصادرته وبناء الهيكل المزعوم مكانه مستغلة انشغال العالم بقضاياه في ظل انكسار الموقف العربي .
نثمن عاليا وقفة أهلنا المقدسيين في وجه هذا التصعيد الخطير والتصدي له بالبقاء ورفض إخلاء الساحات المتاخمة لبوابات القدس العتيقة برغم الاعتداءات على الشبان المقدسيين الذين رابطوا في الأحياء والشوارع والأزقة واشتبكوا مع قوات الاحتلال دفاعا عن كرامتهم الوطنية والشخصية ودفاعا عن عاصمتهم المقدسة نيابة عن كل الفلسطينيين وعن الفصائل والأحزاب والحركات ونيابة عن كل العرب والمسلمين وذلك لأنهم وحدهم حراس المدينة المقدسة وحماتها الحقيقيين وهم المرابطين في ربوع بيت المقدس .
مقاومة المقدسيين للاحتلال ضمن معركة مقدسة يخوضونها وحدهم وان إسنادهم والوصول إليهم ومشاركتهم معركة الدفاع عن القدس والمقدسات فرض عين واجب وأن كل متقاعس عن ذلك شيطان أخرس يسمح بصمته وسلبيته للاحتلال بالاستفراد بالفلسطينيين المقدسيين وبالمدينة المقدسة والمقدسات، والمطلوب من القوى والفصائل الفلسطينية أولاً الوقوف عند استحقاقاتها والتزاماتها حيال القدس العاصمة وعلى الامة العربية والمسلمين بضرورة التحرك لإنقاذ المدينة المقدسة من براثن الاحتلال وسياساته العنصرية الهادفة إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين وتفريغ المدينة من أهلها واستكمال تهويدها الكامل .
في ظل تلك الجرائم التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي لا بد من التمسك بالعملية الديمقراطية وعدم القبول بإجراء الانتخابات في سائر الاراضي الفلسطينية دون القدس ولا بد من تحديد موعد اخر لإجراء الانتخابات بالقدس ترشيحا ودعاية وتصويتا كون الانتخابات في القدس مسألة سياسية بالدرجة الاساسية وليست فنية او تقنية ولا بد من القيام بالمشاورات واستمرار جهود الحوار الوطني مع كافة الفصائل لبلورة موقف وإجماع وطني يرفض الانتخابات بدون القدس لأن إجراءها دون القدس يعني التسليم لصفقة القرن .
وبعد ان استنفذت كافة الوسائل لتوفير أدوات الضغط على حكومة الاحتلال وانطلاقا من ان الشعب الفلسطيني مصمم على خوض مساره الديمقراطي باعتباره مدخلا لإنهاء الانقسام وتكوين الشراكة الوطنية وتجديد النظام السياسي لابد من استئناف الحوار الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة وجامعة تأخذ على عاتقها انهاء الانقسام وسيادة النظام وإعادة وحدة المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومنح الفرصة لحكومة الوحدة من اجل العمل بكل حرية لإعادة بناء وهيكلة المؤسسات الفلسطينية من اجل ان تكون غزة جزءا من فلسطين وان يكون لفلسطين حكومة واحدة وقانونا واحدا وشرطة واحدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق