وقد أشار إلى أن الإجابة عن سؤال ما العمل، يرتبط بالقدرة على تجيير ما تحقق، فالنصر الحقيقي هو مواءمة القوة المعنوية والمادية بين الفعل الميداني والسياسي، وتحويلها إلى عناصر قوة جديدة تؤدي لتحقيق الأهداف الوطنية الاستراتيجية.
وقال:
١- في تكريس لمفهوم الوطنية، فإن المقاومة قدمت أداءً وطنيًا، بتحديد الهدف ومجموع القوى ومساحة الصراع، فكانت الإرادة الشعبية بأجلى صورها، حيث أكد الشعب أنه يمكنه أن يغير في الواقع ويفرض معادلات جديدة، بما يجعل استثمار النصر وطنيًا وليس فصائليًا.
٢- في محددات المشروع الوطني الفلسطيني، فالمساهمة التي جمعت الكل الفلسطيني المحدد للمشروع الوطني الجامع، الذي يتطلب استعادة المبادرة السياسية بمشروع سياسي فلسطيني ينبني على إنجازات الشعب والمقاومة، وعلى الفلسطينيين الاستعداد للمعركة السياسية والدبلوماسية القادمة، ومعركة البناء الوطني، الذي يحتاج الى استثمار للنصر في قلب المشروع الوطني، وليس خارجه أو على حسابه او استبعاد أي طرف فيه.
وتابع بطرح سؤال ما العمل لأنصار العدالة لفلسطين، قائلًا:
ثمة معادلات يجب البناء عليها والتوقف عندها سيحولها إلى مجرد حالة عابرة و مثيرة للقلق وتحتاج للتوقف عندها وأهمها:
أ- الاستثمار العربي العملي ضد التطبيع خلال معركة سيف القدس، انتفاضة أيار والشيخ جراح وفلسطين كاملة، ووسط الاتفاق الوجداني والشعبي العربي حتى الآن لم يتم سحب سفير أية دولة من الدول العربية والإسلامية المطَبِعة مع إسرائيل أو قطع علاقاتها معها، وهذا يؤكد أن الانتفاضة الجديدة وإن حركت المشاعر النبيلة للشعوب، واستنهضت الوعي القومي العربي غير أنها لم تترجم بإنجاز جدي ونتائج ملموسة.
ب- استثمار دولي لتجريم الكيان، التحول الكبير في الرأي العام العالمي لصالح فلسطين، وخروج مظاهرات غير مسبوقة في أعدادها، نصرة لفلسطين في كثير من مدن أوروبا، والأميركتين ووجود جيل أمريكي وأوروبي جديد متحرر من عقد الماضي وأسطورة "الهولوكست"، وينظر إلى القضية الفلسطينية بواقعية كما هي اليوم غير أن كل ذلك لم يغير كثيراً في موقف الحكومات، فقد استطاع الاحتلال التأثير على سياسات الاتحاد الأوروبي، وعلى العديد من صناديق التمويل، التي باتت تفرض شروطًا وأجندات لا تقبلها المؤسسات الفلسطينية، مما قلّل فرص الاستفادة من التمويل، ووضع المؤسسات الفلسطينية ـ وبالذات في القدس ـ "في حالة مالية قاسية"، فالعديد من المؤسسات أغلقت أبوابها، وتم تقييد حركة المقاطعة الـBDS ، وبعض الإعلام يتبنى الرواية الصهيونية، كما يجب ألا ننسى هجمة محاربة المحتوى الفلسطيني في مواقع التواصل الاجتماعي.
ت- إطلاق نداء عاجل (استثمار فلسطيني في السياسة والمصالحة والوحدة والمقاومة لحماية النصر) من خلال الدعوة إلى وحدة وطنية عاجلة على المستوى القيادي الأعلى، ومركز اتخاذ القرارات الإستراتيجية، منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث يكون الكل الفلسطيني مكونًا أصيلًا، وتحديًا جديًا، لإدامة الاشتباك التاريخي الشامل مع الاحتلال، وضرورة التمسك بكل إنجاز وطني، والبناء عليه، وكذلك بمنظمة التحرير الفلسطينية جبهة وطنية عريضة لمرحلة التحرر الوطني، وممثلا شرعيًا ووحيدا للشعب، وبيت جامع للكل الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق