أصدر مركز العودة الفلسطيني في لندن تقريرا بعنوان "القدس، غزة، الضفة ثم كل فلسطين" يوثق فترة العدوان العسكري الأخير على قطاع غزة، والذي أعقب تصدي الفصائل الفلسطينية بغزة لتصاعد اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جراح وتوسيع دائرتها لتشمل المرابطين والمصلين في المسجد الأقصى، بمدينة القدس الشرقية المحتلة.
ويحصر التقرير بالأرقام والاحصائيات والمواد المصورة مجمل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، ابتداء من أحداث حي الشيخ جراح ومحاولات التهجير القسري والاخلاء بحق قاطنيه، وما قابلها من احتجاجات فلسطينية شعبية حاشدة في كافة أنحاء الأراضي المحتلة ومنها أراضي الـ48، وصولاً إلى تدخل المقاومة الفلسطينية ثم العدوان العسكري على قطاع غزة وتفاصيل الفترة ما بين 10 – 21 أيار من العام 2021م.
وأشار إلى تعامل قوات الاحتلال مع هذه المواجهة وكأنها تخوض حرباً شاملة، إلا أن حقيقة الأمر، لم تكن متكافئة ما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى وتدمير كبير في ممتلكات المواطنين والبنية التحية بقطاع غزة جراء الغارات الجوية العنيفة، إضافة إلى العديد من الأسرى والجرحى والشهداء في القدس والضفة الغربية وأراضي الـ48.
وأشار إلى اضطرار الآلاف من السكان إلى إخلاء منازلهم قسراً بالعديد من المناطق والأحياء بقطاع غزة، بسبب القصف العنيف، والتهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برية، حيث يربط التقرير مشهد النازحين بما حدث في الحروب السابقة ومشهد النكبة عام 1948.
ونبه إلى مشاركة عشرات الطائرات الحربية في العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة لتعميق حالة الترويع والترهيب بينهم.
ولفت في سياق متصل، إلى حالة الوحدة التي شهدتها فلسطين المحتلةً في كافة أرجائها، خلال فترة العدوان على قطاع غزة، حيث اعتبر أن انتفاض الفلسطينيين في الداخل شكل علامة فارقة أكدوا من خلالها رفضهم لما يسمى بـــ"الأسرلة" وطمس الهوية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948.
كما يتطرق التقرير إلى فترة ما بعد وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل فجر 21 مايو أيار 2021، ونهاية العدوان على قطاع غزة، الذي واجهته المقاومة بشجاعة كبيرة وبدعم شعبي واسع، منبها إلى أنه بالرغم من الدمار والخسائر التي لحقت بكل فلسطين التاريخية خلال العدوان، إلا أن تلك الفترة شهدت عودة القضية الفلسطينية إلى واجهة القضايا السياسية الدولية والإقليمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق