وكالة القدس للأنباء -سامر الحاج
"هل ستنجح ظروف البلاد وكورونا في إلغاء الإمتحانات الرسمية في لبنان؟"
سؤالٌ يطرحه التلاميذ في مخيم الجليل - بعلبك، مع اقتراب موعد التقديم الرسمي، ويتمنى أن يكون جوابه "نعم".
أقل من شهر يفصل طلاب لبنان عن مواعيد الإمتحانات الرسميّة، فاستعادت المدارس تعليمها الحضوري لإتمام تحضيراتها وتهيئة طلابها لخوض هذه الإمتحانات.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الشهادات المتوسطة، فماذا عن قرار وزارة التربية، هل ستُلغى البريفيه؟
لا محال، الإمتحانات الرسمية بفرعيها المتوسطة والثانوية ستُجرى في الوقت المحدد، لكن هل ستأخذ وزارة التربية وضع الطلاب النفسي بعين الإعتبار؟
لا يمانع الأستاذ م.ع، خلال حديثه ل"وكالة القدس للأنباء" إلغاء الشهادة المتوسطة (البريفيه) لهذه السنة واعتبار امتحانات المدارس هي مقياس الترفيع أو الإعادة، نظراً إلى الواقع النفسي الضاغط الذي يعانيه التلامذة، أما بخصوص الشهادة الثانوية فيجب الحفاظ عليها وإجراؤها في الوقت المناسب، مع الأخذ في الحسبان ما يمكن إتمامه من المناهج وقد ينفذ التخفيف إذا لزم الأمر.
في نفس السياق أيّدت الطالبة الجامعية ن.ح، إلغاء شهادة (البريفيه)، إذ لا مبرر لوجود هذه الشهادة أصلاً، باعتبار أن الممارسات الدولية للتقييم تتجه إلى التخفيف من هذا النوع من الامتحانات التي تستغرق وقتاً مقابل التغذية الراجعة لها.
وقالت: "لا مانع من انتهاء العام الدراسي الآن واستكماله في بداية العام الدراسي المقبل لكون الإصرار على الاستخفاف بالوضع الخطير الذي يعيشه التلامذة وأهاليهم، وانعدام العدالة الاجتماعية، وعدم قدرة الكثيرين على مواكبة التعليم عن بعد نفسياً وتقنياً، هو فضيحة تربوية، أما الامتحانات لشهادة الثانوية العامة، فلا يمكن أن تجرى في موعدها المحدد، ولا مانع من إعطاء الإفادات إذا كانت في وقت سابق قد أعطيت لسبب أو لآخر".
بدوره يعتبر الطالب محمد.ع، ل"وكالة القدس للأنباء" أن خوض الإمتحانات والشهادات الرسمية هذا العام هو بمثابة الضربة القاضية على اللاجئ الفلسطيني في لبنان، من حيث جودة التعليم المحروم منها، وعدم متابعة الدروس اليومية بسبب أعطال الكهرباء والإنترنت البطيئ حيث لا يُلبي طموحات الطالب، ناهيك عن البطالة وارتفاع سعر صرف الدولار حسب رأيه، حيث منع والده من العمل وتسجيله عند أستاذ خصوصي كي يتابع دروسه. ويقول محمد: "العامل النفسي مهم جداً لأي طالب قبل الشهادات الرسمية بشهر كامل.. فما بالك بمن تم إعلامه بشهادة رسمية قبل شهر واحد..؟" ويتابع: "كثير من الطلاب غير جاهزين للشهادات الرسمية ولكنها مفروضة علينا، ولا نظن أنّ نسبة نجاحنا فيها ستكون عالية إن كانت كسابقاتها من الشهادات.."
تأتي أزمة الكورونا لتُسقط ورقة التوت عن النظام التربوي اللبناني المتهالك. فضائح عدة تتمثّل بنهج أساسي "التعليم لمن يستطيع، أي أنّ من يملك رفاهية التعليم عن بُعد من انترنت سريع، كهرباء ٢٤ ساعة وبيت واسع، له حصراً الحق بالتعليم".
المشكلة تتبلور أيضاً في أساليب التعليم القديمة، فكيف بتعليم عبر التكنولوجيا وهو بعيد عنها؟ أسلوب تلقيني عالق عند نهايات القرن العشرين..! اذاً نحن اليوم نواجه خطة لحصر التعليم بمن يملك رفاهية التعليم، وتغييبه عن الفقراء والطبقات الدنيا بشكل عام. لابد اليوم من وضع خطة أساسها معالجة العام الدراسي آخذة بعين الاعتبار وضع الطلاب، من خلال وضع برنامج يحاكي أسوأ سيناريوهات تأجيل استكمال العام الدراسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق