العربي الجديد: انتصار الدّنّان
15-06-2021
15-06-2021
ربحي سخنيني، فلسطيني من بلدة طبريا يقيم حالياً في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت. وُلد في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في سورية عام 1959، وقد بدلت الحرب في هذا البلد حياته، فبعدما كان يعيش حياة مستقرة مع عائلته، اضطر بعد الحرب إلى ترك المكان الذي ولد فيه واللجوء إلى لبنان، والعيش في مخيم برج البراجنة الذي عرفه سابقاً، باعتباره عاش قبل الحرب الأهلية في لبنان من أجل الدراسة.
يقول سخنيني: "درست مساعد مهندس ميكانيك للمعدات الصناعية في سورية، وذلك بعدما كنت قد باشرت دراسة هندسة الميكانيك في جامعة بيروت العربية، قبل أن تندلع الحرب الأهلية اللبنانية التي حتمت تركي التخصص في السنة الجامعية الثالثة. وفي سورية عدّلت شهادتي إلى مساعد مهندس، وعملت في مجال هندسة الميكانيك الصناعي، وتحديداً في تركيب المعدات". يتابع أنه "عام 2012، عدت مجدداً إلى لبنان بسبب الحرب التي اندلعت في سورية، وقصدت مخيم برج البراجنة، المكان الطبيعي الذي يلجأ إليه الفلسطيني، باعتباره ينتمي إلى البيئة ذاتها التي تحتضن قسماً كبيراً من الفلسطينيين. في البداية، قدِمت مع ابني وابنتي، واستأجرت منزلاً متواضعاً لأن الوضع المادي لم يسمح لي بغير ذلك، ثم شرعت في البحث عن عمل على غرار ابني. وقدّمنا لمدة 15 يوماً طلبات عمل في عدد كبير من مكاتب الهندسة في بيروت، ثم فقد ابني الأمل في إيجاد عمل فعاد أدراجه إلى سورية. أما أنا فاتصل بي صديق مقيم في لبنان، وأخبرني بأن فرصة عمل تتوافر لي، في شرق بيروت، براتب تجاوز 1500 دولار شهرياً. وبالفعل بدأت بالعمل على رافعة، فتحسنت أحوالي المادية، وأرسلت مبلغاً جيداً إلى عائلتي كي يحضر باقي أفرادها إلى لبنان، وهو ما حصل".
روي سخنيني أنه بعد مرور ثلاث سنوات على عمله في الشركة التي أرشده إليها صديقه، شعر بألم في صدره استدعى إجراء عملية قلب مفتوح، فبات لا يستطيع العمل في المهنة ذاتها، وتحوّل من الهندسة إلى العمل الفني الخاص بتدوير الخشب الذي كان هوايته أساساً. وقد أقام معارض عدة لأعماله في بيروت ومخيم البرج ومخيمات أخرى في لبنان، والتي لاقت أصداءً جيدة، وسمحت له بأن يبيع عدداً منها.
يتحضّر سخنيني حالياً لتنظيم معرض لأعماله الخشبية، ولأنه حريص على البيئة اهتم بالتفتيش عن الخشب العتيق المرمي، وقطعٍ بات أصحابها لا يستخدمونها مثل الشبابيك التي باتت تستبدل بألومنيوم وزجاج، وأبواب وطاولات قديمة، ثم يعمل على قصها وحفها ورشها، وإعادة تدويرها من جديد، لصنع قطع لتخزين البهارات تستخدمها السيدات في المطبخ، وأخرى تستخدم في الحمام لتعليق المناشف، ووضع فرشات ومعجون الأسنان.
يقول: "أهوى منذ أن كنت صغيراً العمل الفني والرسم والنقش على المرايا والحفر على الخشب. كما أحببت العمل في الشأن الاجتماعي، وتطوعت في منظمة الشبيبة بالجبهة الديمقراطية عام 1977، حيث عملت في مجالي الثقافة والتنظيم حتى عام 1991". ويضيف: "عملت في الشق الوطني لأنني كنت مؤمناً بقضيتي، في حين زاولت مهنتي كي أصرف على أولادي، وأوفر لهم احتياجاتهم. ومن الأعمال التي نفذتها أيضاً الرسم على المرايا بطلاء أظافر والحفر عليها، وصنعت مجسمات مختلفة بالخشب المدوّر، وأعمل الآن على مجسم حديقة معلقة في يافا. وبين الأدوات التي أستخدمها الورق والكرتون والنحاس والقش. وصنعت مجسم طاحونة للزيتون".
ويُشير سخنيني إلى أنه اشتغل مع زوجته وأولاده أثواباً تستخدم القطبة الفلسطينية، وأغطية للطاولات والكراسي. وطرّزوا قطعاً وضعوها في إطارات، وكلها من التراث الفلسطيني. ويؤكد أنه لا يتقاضى دعماً من أي مؤسسة، "فعملي يعتمد على مجهودي، وأستفيد منه مادياً من خلال المعارض التي أنظمها، وأبيع فيها مجسمات ولوحات".
يتابع: "أعد لإقامة معرض بعنوان "التضامن مع الشعب الفلسطيني"، في سبتمبر/أيلول المقبل في السفارة الفلسطينية. وسأعرض مجسمات تمثل الأقضية الـ20 في فلسطين المحتلة، وستكون كلها من قطع الخشب المدوّر، لمحاولة تقديم عمل غير كلاسيكي يلقى استحسان الجميع، ويلفت النظر إلى أعمالي وقيمتها الفنية".
وقد أنجب سخنيني ثمانية أولاد، جميعهم تعلموا. بعضهم يعيش معه في لبنان، وبعضهم سافروا إلى أوروبا. وهو يعلق على ذلك قائلاً: "شتتتنا الحرب، وصرنا نعيش في بلدان عدة، فأحد أولادي في ألمانيا ولدي ابنة في السويد، كما يعيش آخر في باريس، وبعضهم في بيروت. ولا نعرف إلى متى سنظل على هذه الحال".
يقول سخنيني: "درست مساعد مهندس ميكانيك للمعدات الصناعية في سورية، وذلك بعدما كنت قد باشرت دراسة هندسة الميكانيك في جامعة بيروت العربية، قبل أن تندلع الحرب الأهلية اللبنانية التي حتمت تركي التخصص في السنة الجامعية الثالثة. وفي سورية عدّلت شهادتي إلى مساعد مهندس، وعملت في مجال هندسة الميكانيك الصناعي، وتحديداً في تركيب المعدات". يتابع أنه "عام 2012، عدت مجدداً إلى لبنان بسبب الحرب التي اندلعت في سورية، وقصدت مخيم برج البراجنة، المكان الطبيعي الذي يلجأ إليه الفلسطيني، باعتباره ينتمي إلى البيئة ذاتها التي تحتضن قسماً كبيراً من الفلسطينيين. في البداية، قدِمت مع ابني وابنتي، واستأجرت منزلاً متواضعاً لأن الوضع المادي لم يسمح لي بغير ذلك، ثم شرعت في البحث عن عمل على غرار ابني. وقدّمنا لمدة 15 يوماً طلبات عمل في عدد كبير من مكاتب الهندسة في بيروت، ثم فقد ابني الأمل في إيجاد عمل فعاد أدراجه إلى سورية. أما أنا فاتصل بي صديق مقيم في لبنان، وأخبرني بأن فرصة عمل تتوافر لي، في شرق بيروت، براتب تجاوز 1500 دولار شهرياً. وبالفعل بدأت بالعمل على رافعة، فتحسنت أحوالي المادية، وأرسلت مبلغاً جيداً إلى عائلتي كي يحضر باقي أفرادها إلى لبنان، وهو ما حصل".
روي سخنيني أنه بعد مرور ثلاث سنوات على عمله في الشركة التي أرشده إليها صديقه، شعر بألم في صدره استدعى إجراء عملية قلب مفتوح، فبات لا يستطيع العمل في المهنة ذاتها، وتحوّل من الهندسة إلى العمل الفني الخاص بتدوير الخشب الذي كان هوايته أساساً. وقد أقام معارض عدة لأعماله في بيروت ومخيم البرج ومخيمات أخرى في لبنان، والتي لاقت أصداءً جيدة، وسمحت له بأن يبيع عدداً منها.
يتحضّر سخنيني حالياً لتنظيم معرض لأعماله الخشبية، ولأنه حريص على البيئة اهتم بالتفتيش عن الخشب العتيق المرمي، وقطعٍ بات أصحابها لا يستخدمونها مثل الشبابيك التي باتت تستبدل بألومنيوم وزجاج، وأبواب وطاولات قديمة، ثم يعمل على قصها وحفها ورشها، وإعادة تدويرها من جديد، لصنع قطع لتخزين البهارات تستخدمها السيدات في المطبخ، وأخرى تستخدم في الحمام لتعليق المناشف، ووضع فرشات ومعجون الأسنان.
يقول: "أهوى منذ أن كنت صغيراً العمل الفني والرسم والنقش على المرايا والحفر على الخشب. كما أحببت العمل في الشأن الاجتماعي، وتطوعت في منظمة الشبيبة بالجبهة الديمقراطية عام 1977، حيث عملت في مجالي الثقافة والتنظيم حتى عام 1991". ويضيف: "عملت في الشق الوطني لأنني كنت مؤمناً بقضيتي، في حين زاولت مهنتي كي أصرف على أولادي، وأوفر لهم احتياجاتهم. ومن الأعمال التي نفذتها أيضاً الرسم على المرايا بطلاء أظافر والحفر عليها، وصنعت مجسمات مختلفة بالخشب المدوّر، وأعمل الآن على مجسم حديقة معلقة في يافا. وبين الأدوات التي أستخدمها الورق والكرتون والنحاس والقش. وصنعت مجسم طاحونة للزيتون".
ويُشير سخنيني إلى أنه اشتغل مع زوجته وأولاده أثواباً تستخدم القطبة الفلسطينية، وأغطية للطاولات والكراسي. وطرّزوا قطعاً وضعوها في إطارات، وكلها من التراث الفلسطيني. ويؤكد أنه لا يتقاضى دعماً من أي مؤسسة، "فعملي يعتمد على مجهودي، وأستفيد منه مادياً من خلال المعارض التي أنظمها، وأبيع فيها مجسمات ولوحات".
يتابع: "أعد لإقامة معرض بعنوان "التضامن مع الشعب الفلسطيني"، في سبتمبر/أيلول المقبل في السفارة الفلسطينية. وسأعرض مجسمات تمثل الأقضية الـ20 في فلسطين المحتلة، وستكون كلها من قطع الخشب المدوّر، لمحاولة تقديم عمل غير كلاسيكي يلقى استحسان الجميع، ويلفت النظر إلى أعمالي وقيمتها الفنية".
وقد أنجب سخنيني ثمانية أولاد، جميعهم تعلموا. بعضهم يعيش معه في لبنان، وبعضهم سافروا إلى أوروبا. وهو يعلق على ذلك قائلاً: "شتتتنا الحرب، وصرنا نعيش في بلدان عدة، فأحد أولادي في ألمانيا ولدي ابنة في السويد، كما يعيش آخر في باريس، وبعضهم في بيروت. ولا نعرف إلى متى سنظل على هذه الحال".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق