عبد معروف
حذرت منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة من حالة الانهيار التي يتعرض لها لبنان، وأكدت المنظمات في بيانات متفرقة على أن الشعب اللبناني وصل إلى مرحلة قاسية ومعيشة صبعة تهدد حياة المواطنين ومستقبل الأجيال القادمة .
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسف) أن الركود الاقتصادي المتمادي هو مجرد أزمة من الازمات الكثيرة التي تتضافر لتزيد حجم التدهور الحاصل في لبنان، ومن الازمات الاخرى تأثير جائحة كوفيد19 والانفجارين الهائلين في مرفأ بيروت في آب2020 وعدم الاستقرار السياسي المستمر.
ورأت( اليونيسف) في تقرير لها، أن في لبنان يوجد أعلى نسبة من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد سكان البلاد، حيث يأوي لبنان 1.5مليون لاجىء سوري وأكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني.
ويتابع تقرير(اليونيسف)،إزاء التضخم الكبير الذي ضرب لبنان واتساع نسبة البطالة فيه، يجد السكان صعوبة متزايدة في الوصول الى الخدمات الاساسية- التي تستمر جودتها في التراجع بسرعة هائلة.
وقد زاد الفقر بين اللبنانيين بنسبة الضعفين في 2020،وكانت نسبته 28 في المئة عام 2018، بينما ارتفع الفقر المدقع ثلاث مرات ليصل الى 28 في المئة بعدما كان 9 في المئة .
ويبقى الاكثر تضررا من كل ما حدث ويحدث، الاطفال في جميع أنحاء لبنان. والاسوأ، أنه مع عدم وجود بوادر حل تلوح في الافق للأزمة الشديدة، فإن الخطر يبقى يحوم حول صحة هؤلاء الاطفال وسلامتهم ومستقبلهم الذي أضحى على المحك.
ويشدد التقرير على أن عدد الأهالي ممن يجدون إستحالة في إعالة أطفالهم يزداد. لذا، بعد
استنفاد جميع الخيارات المتاحة، يدفع اليأس الكثيرين منهم الى إتخاذ إجراءات يائسة لدعم أسرهم، بينها إرسال أطفالهم الى العمل بدل المدرسة، ودفع بناتهم الى الزواج في عمر مبكر، وغض النظر عن تخطي صغارهم لوجبات طعام رئيسية، وتراكم دينا لا يستطيعوا تحمله ولا سداده.
نرى أطفالا لا تزيد أعمارهم عن ست سنوات يسرحون في الشوارع ويعملون في الحقول الزراعية ومرائب السيارات او في البناء تحت عين الشمس. ويتعرض هؤلاء حيث يعملون الى مخاطر الاستغلال والعنف وسوء المعاملة.
ليس سهلا الحصول على وظيفة في لبنان بعدما ارتفعت نسبة البطالة الى 34 في المئة، خصوصا لطالبي العمل من فئة الشباب الذين كانوا، حتى قبل استفحال أزمة، أكثر عرضة للبطالة من غيرهم.
تضافرت الازمات ، بدءا من الوضع الاقتصادي المتردي للغاية، إنتقالا الى ضرورات الاغلاق العام بسبب تفشي وباء كوفيد19،لترفع منسوب القلق والتوتر بين الافراد والاسر، مما يؤدي الى زيادة مخاطر العنف، بخاصة تجاه النساء والفتيات اللواتي يصبحن في وضع جد ضعيف.
تتأثر كل الفئات في لبنان، جراء أزمات المعقدة، من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين.
تؤثر الازمات المتفاقمة على كل جوانب حياة الاطفال في لبنان، من تعليم الى تغذية الى صحة نفسية. 80 في المئة من هؤلاء أصبحوا أسوأ حالا مما كانوا عليه في بداية عام 2020 .وذلك إستنادا الى تقييم سريع أجرته (اليونيسف)، في نيسان 2021 .
وأكدت اليونيسف أن الاطفال في لبنان معرضون للخطر خطر، لأنهم يفتقرون الى المال لشراء الطعام أو الدواء أو سواهما من المستلزمات الاساسية الاخرى، ولأن لبنان يفتقر الى وجود نظام حماية إجتماعية متماسك، تلجأ كثير من الاسر الى إيجاد آليات للتكيف غالبا ما تكون سلبية وتعرض الاطفال الى الخطر. 9 في المئة من الاسر أرسلت أطفالها الى العمل. و15 في المئة منها عمدت الى إيقاف أطفالها عن التعليم واضطرت 60 في المئة من الاسر الى شراء الطعام من خلال مراكمة الديون أو إقتراض المال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق