محمد شهابي - قدس برس
باتت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على شفير الهاوية، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية العميقة التي وُصفت بالأسوء في تاريخ البلاد، ناهيك عن انعكاس تبعات جائحة "كورونا"، يضاف له تراجع الخدمات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأحكمت الأزمات الخناق على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بسبب استمرار تراجع صرف الليرة، وما تبعه من انقطاع الكهرباء، وفقدان مادة المازوت المشغلة لمولدات الكهرباء الخاصة، يضاف إلى الأزمة فقدان الأدوية والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.
الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد، بل طال حليب الأطفال وأدوية الأطفال الأساسية باتت هي الأخرى مقطوعة من الصيدليات، أما عن سعر ربطة الخبز فهي الأخرى ارتفع سعرها بحدود الـ3 أضعاف.
كما انعكس تدهور الأوضاع على القطاعات الصحية بشكل كبير خاصة مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وعدد من المراكز الصحية.
فيما أثر فقدان مادة المازوت من الأسواق المحلية، على قدرة الفلسطينيين التزود بالمياه، أمر بدأت ذيوله تظهر بمخيم "البرج الشمالي"، بعد الاعلان عن توقف وصول المياه إلى خزانات قاطنيه.
ويتزود الفلسطينيون داخل المخيمات بالمياه عبر الآبار الموجودة، فيتمّ سحب المياه منها عبر المولدات التي تحتاج إلى مازوت.
الأمر الذي دق ناقوس الخطر، وحاولت على إثره اللجان الشعبية في المخيمات وبالاتفاق مع أصحاب المولدات إلى تزويد الآبار بالفترة الكافية لسحب المياه منها من أجل ملئ خزانات اللاجئين، فيما يعمد قسم من اللاجئين إلى شراء المياه بأسعار مضاعفة.
عضو اللجنة الشعبية في مخيم "برج البراجنة"، سامر الأشقر، قال في حديثه لـ "قدس برس":"إن الأزمة الموجودة تعمّ الأراضي اللبنانية بكاملها، وقد انعكست على المخيمات بشكل كبير".
وأضاف الأشقر، "الأزمة أثرت على قدرة أصحاب المولدات تزويد المخيمات بالطاقة الكهربائية، ما انعكس سلبًا أيضًا على قدرة تأمين المياه من الآباء، فلم يعد بالمقدور تأمينها كما في السابق".
وتابع: "هذا الأمر أدى لحدوث بلبلة في المخيم، وخرجت مطالبات للأونروا والفصائل واللجان لضرورة حلّ هذه المسألة، والتوجه نحو إيجاد حل لناحية ضرورة تأمين مادة المازوت التي بدورها ستسهل تأمين الطاقة الكهربائية والمياه".
وحذر الأشقر، من إمكانية تفشي الأوبئة في حال ازدياد حدّة أزمة تأمين المياه، وذلك لصغر حجم المخيم وتلاصق المباني فيه، وكثرة قاطنيه".
من جهتها، انتقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، ما وصفته بـ "سياسة إدارة الظهر" التي تنتهجها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لمعاناة للاجين في لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعيّة بحجّة " العحز بالميزانيّة".
جاء ذلك، خلال اعتصام نفذته الهيئة اليوم الاثنين 26 تموز/يوليو، أمام مقر وكالة "الأونروا" في منطقة صيدا، حذّرت خلاله من كارثة إنسانية ستحل على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تؤدي إلى توترات إجتماعيّة وأمنية في المخيّمات، بفعل الانهيار المعيشي الشامل، وتبعات الأزمة اللبنانية، وسياسة التقليص التي تتبعها الوكالة.
وطالبت الهيئة، بخطّة طوارئ صحيّة وإغاثيّة عاجلة، وطالبت بوقف المماطلة والتأخير في صرف معونات جرى إقرارها سابقاً.
ويراهن الفلسطينيون على حلحلة سياسية محلية في لبنان ربما تساهم في التخفيف من الازمات التي تعصف بهم، خاصة مع إعلان تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة اللبنانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق