عبد معروف
لا يختلف الجحيم الذي يحترق بناره المواطنون اللبنانيون عن الجحيم الذي يلتهم حياة اللاجئين الفلسطينيين داخل وخارج مخيماتهم في لبنان .
طوابير الاذلال امام محطات البنزين ..انقطاع الكهرباء وتقنين المولدات ..فقدان حليب الطفال والدواء و جنون الغلاء. تضرب اللاجئين وربما اكثر من غيرهم على الاراضي اللبنانيه.
وبعد سنوات من النضال والثوره واعداد الشهداء والمجازر دفاعا عن الكرامة الوطنيه وتحرير الارض..يسقط اللاجئ في لبنان في. مستنقعات الاذلال والعذاب في جهنم .
واذا كان شعبنا داخل فلسطين امام عدو فاشي لا يمكن مواجهته الا بالبندقيه والحجاره وهي اضعف الايمان ..فقياده الفصائل الفلسطينيه في لبنان لم يعد امامها ابواب للهروب من مسؤولياتها والبحث عن طرق لانقاذ حياة اللاجئ وتحمل مسؤولية معالجة ازماته سواء من خلال العلاقة مع الدولة اللبنانيه ومؤسساتها الرسميه او من خلال ممارسة الضغط على وكاله الاونروا ومنظمات الامم المتحدة..
هذا طريق يجب ان تتلمسه قيادة الفصائل الفلسطينيه وترسم خارطة طريق من اجل انقاذ اللاجئين من حالة الانهيار المعيشي الذي يتعضون له بصورة غير مسبوقة.
الفصائل هي من يتحمل مسؤولية العمل من اجل انقاذ اللاجئ ..ولا تكفي الاجتماعات والخطابات والمهرجانات والبيانات ..كل ذلك لا يحل مشكله ..بل عليها ان تضع برامج عمل محددة ..وواضحة ..وتتحمل المسؤولية لحماية الفلسطينيين من الجوع والقهر والفقر والحرمان الذين يتعرضون له .
وفي السياق، أعربت قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان عن تخوفها من تحركات شعبية عارمة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع حالات الفقر والبطالة بين اللاجئين الفلسطينيين.
وحملت قيادة الفصائل خلال اجتماعها سفارة دولة فلسطين، وكالة الأونروا مسؤولية حالة التردي المعيشي للاجئين الفلسطينيين في لبنان خاصة بعد أن بدأت السلطات اللبنانية ترفع من دعمها عن المواد الغذائية والأدوية والبنزين ما يهدد بمزيد من الانهيار المجتمعي خاصة داخل المخيمات الفلسطينية.
وعقدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، اجتماعها الخميس 8تموز في السفارة الفلسطينية في بيروت، وبحثت مختلف القضايا المتعلقة بأوضاع المخيمات الفلسطينية، ولا سيما الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها اللاجئين، بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان، والتي لها انعكاسات وارتدادات سلبية كبيرة على جميع مناحي حياة أبناء شعبنا ومعيشتهم من جهة، وتقصير الأونروا في تأمين المساعدات الطارئة الدائمة لكي يتمكنوا من مواجهة حالة الفقر والبؤس والحرمان التي عمَّت المخيمات والتجمعات الفلسطينية من جهة أخرى...
وأكدت الهيئة في بيان بعد الاجتماع، تمسكها بوكالة الأونروا والحفاظ على مؤسساتها والعاملين فيها، ودعتها للقيام بواجباتها تجاه اللاجئين في لبنان، واعتماد خطة طوارئ إغاثية شاملة مستدامة لهم، لمساعدتهم على تجاوز الأزمة المالية الكبيرة التي تخنق لبنان والشعب اللبناني، والتي جعلت أيضاً المخيمات الفلسطينية ترزح تحت وطأة الفقر المدقع الذي وصل إلى أدنى مستوياته.
وطالبت الهيئة إدارة الأونروا بالإسراع في تقديم المساعدات المالية وفق الآلية التي تضمن استفادة جميع العائلات الفلسطينية المحتاجة في لبنان، بالاستناد إلى معايير إنسانية واجتماعية دقيقة وصادقة وشفافة، وجعلها مستدامة... ودعت الهيئة إدارة الأونروا للإسراع في تقديم الإيجارات بشكل دائم، لعائلات مخيم نهر البارد الذين ما زالت منازلهم مدمرة لغاية اليوم والذين يسكنون في البركسات التي ستزيلها، والعمل على رفعها لتصل بحدها الأدنى إلى مئة دولار أمريكي للعائلة الواحدة، والالتزام بتقديم المساعدة النقدية لهم، وفق ما تم الاتفاق عليه مع القيادة الفلسطينية في لبنان.
وطالبت الهيئة الدولة اللبنانية لشمول اللاجئين الفلسطينيين في خطتها الإغاثية بالتعاون مع الدول المانحة والأونروا... وأكدت أنها ستتابع باهتمام كبير قضية مادة المازوت للمولدات التي توزع اشتراكات الكهرباء في المخيمات والتجمعات الفلسطينية مع المرجعيات السياسية والجهات اللبنانية المختصة في كافة المناطق.
لابد من التأكيد، على أن الأوضاع داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تزداد سوءا وترديا، ومن الواضح أن لا معالجات في الأفق تنقذ هذا الشعب من حالة الانهيار المعيشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق