وكالة القدس للأنباء - سامر الحاج
في وقتٍ يتألم فيه الجميع نتيجة تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية، والبحث عن بصيص أمل أو حليب للأطفال ودواء، يستغل البعض الأزمات لتحقيق مصالح ومكاسب صغيرة.
وفي هذا السياق، اعتبرت النازحة الفلسطينيّة من سوريا إلى مخيّم الجليل بعلبك، أم علي، لـ"وكالة "القدس للأنباء"، أنّ ما يحصل الآن في البلد لم تشهده في سوريا بوقت الحرب والقصف والحصار، قائلة: "في عزِّ الأزمة في سوريا لم تقطع الكهربا، ولم تنقطع المواد الغذائيّة مثلما يحصل الآن في لبنان".
وتضيف أم علي أن نتيجة الظروف الراهنة التي تمر بها البلد والأزمة الاقتصادية التي انعكست على الواقع المجتمعي وزادت من أعباء المعيشة على المواطن، أدى إلى الكثير من المشاكل والمتاعب التي تنتج بسبب استغلال البعض لظروف هذه الأزمة التي يمر بها المواطن و"اللاجئ والنازح" ومن أمثال هؤلاء الكثير من أصحاب الممتلكات الّذين لا يرحمون ما يعانيه الناس من أزمات اقتصاديّة وغلاءٍ في الأسعار في كافة المجالات الحياتيّة، إلاّ أنّ نسبة الجشع والطمع عند المالكين زادت في الآونة الأخيرة، فزاد الطمع حتى وصل لنا، وارتفعت أسعار البيوت ضعفين، والبعض الآخر يريد الدفع بالدولار.
من جهة أخرى وخلال اتصالٍ هاتفي من مراسل وكالة القدس للأنباء" مع أحد أصحاب البيوت المؤجرة في مخيّم الجليل بعلبك، حيث يعيش في ألمانيا، قال أبو يوسف: "إنّ الأزمة الإقتصاديّة في لبنان تعصف بالجميع من مالكين ومستأجرين، قائلاً: "صاحب المنزل هو حر في ماله وأملاكه ولا أحد يستطيع أن يملي عليه أمراً هو غير مقتنع به"، فاليوم أجار المنزل في المخيّم لا يتعدى الـ20 دولاراً، وهذا المبلغ لا يسمن ولا يغني مقياساً بما كان قياساً في السابق الأجار بـ200 دولار في الشهر الواحد".
ويضيف أبو يوسف أنه اشترى أكثر من منزل في المخيّم في ما مضى لإستثمارهم في الإيجارات بِيَد أن صافي الأرباح كان أكثر من 10 آلاف دولار سنوياً، بينما اليوم لا يتعدى المبلغ ألف دولار سنوياً، قائلاً: "إن بقي الوضع هيك، بدي أبيع هالبيوت وبلا هالإستثمار ووجع الراس مع الناس".
بدوره، يقول عامر لوكالة "القدس للأنباء" إنّ عملية ارتفاع الإيجارات التي بدأت في المخيّم هي بسبب الطمع والجشع، حيث رسم الإيجار في المخيّم هو بالعملة اللبنانيّة وليس ذنب الناس ارتفاع سعر الصرف إن أصبح الدولار بـ 20 ألف أو أكثر، فهذا لا ينطبق على المستأجر أن يزيد الدفع عند كل ارتفاع للدولار في السوق السوداء"، وأردف قائلاْ: "اللّه يخلصنا من عيشة المخيّمات والظلم، وطموحي اليوم قبل بكرا أهاجر وأشوف مستقبل لأولادي، لأنه هون فش أمل ببكرا".
من جهته، قال مسؤول جبهة التحرير الفلسطينيّة في منطقة البقاع، ومسؤول الملف الإجتماعي في اللّجنة الشعبيّة في مخيّم الجليل،أبو وائل، وليد عيسى، لوكالة "القدس للأنباء": "إنّ الوضع الإقتصادي الكارثي في لبنان حال بين جميع المواطنين واللاجئين والنازحين، وتدهور سعر صرف الدولار أصبح اليوم يساوي 18000، ألقى بعبء إقتصادي كبير على الجميع، وتأثيره أصبح واضحاً وجلياً في كل مستويات المعيشة وعلى دخل الفرد في لبنان، حيث أن الرواتب اليوم لا تساوي 5% من قيمتها".
ودعا عيسى اللّجان الشعبيّة في مخيّم الجليل بعلبك، لعقد اجتماعٍ سريعٍ وعاجل للبحث في عدة قضايا، أهمها "ظاهرة غلاء الإيجارات في المخيّم" بما يتوافق مع الجميع وخاصة بين المالك والمستأجر، مؤكداً أن اللّجان الشعبيّة وفي اجتماعاتٍ سابقة اتخذت قراراً بدفع إيجار البيوت والمحال التجارية داخل المخيّم على تسعيرة صرف الدولار 1500 ليرة لبنانيّة، واستطاعت توفير وحماية المستأجرين طيلة هذه الفترة.
وناشد عيسى" القيم الأخلاقيّة عند أصحاب البيوت والمحال التجارية في المخيّم، الّذين هم من أهل المخيّم أولاً وأخيرا؛ وفي ظل الظروف العصيبة التي يعاني منها البلد أن يكونوا يد العون لأهلهم هنا، وأن يقفوا وقفة رجلٍ واحد، وأن يبقى المخيّم عنواناً للرقي، ومنارة وعَلَم للتعايش والتكاتف"..
بين مطرقة الفقر وقهر اللجوء، يقف الإنسان عاجزًا ليصبح الحصول على لقمة العيش والمبيت في منزلٍ يحفظ كرامة اللاجئ هي أكبر أحلامه، تتفاوت الإيجارات ولكنها تبقى بشكلٍ عام مرتفعة، فهل سنشهد ارتفاعات أكبر في الأيام المقبلة..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق