وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
اعتاد أهالي المخيمات الفلسطينية، ضمن تقاليد العيد المتبعة منذ عشرات السنين، شأن بقية المسلمين في العالم،أثناء زيارة قبور موتاهم صبيحة العيد، وضع غصن الآس عليها، ولكن هذه النبتة العطرة على قدر قيمتها الدينية، أصبح لها قيمة مادية، وذلك بسبب إرتفاع سعرها بشكل لافتٍ عما كان عليه في السابق، حيث قفز سعر الحزمة الواحدة منها من الـ 1000 ليرة إلى الـ 6000 ليرة وما فوق، وهذه الأسعار تختلف من مقبرة إلى أخرى، وتباع عادة على مداخل المقابر.
فبالإضافة إلى سعر شجيرة "الآس" المرتفع نسبياً، يضاف مسألة بيع مياه الخدمة في المقابر لغسل الأضرحة، والمزهرية المخصصة لوضع غصن "الآس" عليها، حيث تخطى سعر الغالون الـ 5 ليتر الـ 7000 ليرة.
وفي هذا السياق، التقت "وكالة القدس للأنباء" بائع "الآس"، أبو رامي، وهو من عرب البدو، أمام "مثوى شهداء الثورة الفلسطينية" ببيروت، فأكد أن "مهنة بيع نبتة (الآس) مهددة بالإنقراض، بسبب إرتفاع سعرها من قبل التجار، فأصبحت تدر علينا الربح القليل، فمعظم زوار القبور يشترون حزمة واحدة بدل من شراء ثلاثة حزم على الأقل، كما كان الحال في الماضي".
وأضاف: "للأسف زيارة القبور أصبحت مكلفة على الأهالي، فكلما ارتفع عدد الموتى أو الشهداء زاد الطلب على "الآس"، وتكثر الحاجة أيضاً إلى شراء المياه لغسل القبور".
وأوضح: "بعض الأشخاص يقومون بزرع الآس على قبور موتاهم، وأحياناً يجلبون المياه من منازلهم لسقي القبور، وذلك بهدف التوفير".
وأمل أبو رامي في نهاية حديثه، بأن "تتحسن الأوضاع الاقتصادية في البلد، وتعود الأمور إلى طبيعتها بكل مناحي الحياة، كي لا يظلموا الموتى في قبورهم، كما أن لهذه النبتة المباركة (الآس) حضورها الخاص، لا يمكن الاستغناء عنها في مقابر المسلمين".
وهكذا لم يسلم الموتى في قبورهم من الأزمةالإقتصادية التي تكاد تخنق حتى الأحياء!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق