انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، في الأول من تموز 2021 لقاءً وطنيًا ضم فصائل العمل الوطني، وذلك في إطار زيارة الأخ المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة إلى لبنان لتعزيز انتصار شعبنا ومقاومته الباسلة في معركة "سيف القدس"، التي شكّلت تطورًا نوعيًا ونقلة استراتيجية في كفاحنا الوطني ضد المشروع الصهيوني الغاصب.
وقد تداول المجتمعون في اللقاء أسباب وتطورات معركة "سيف القدس" وتداعياتها على القضية الفلسطينية وصراعنا مع العدو الصهيوني، وأولويات العمل في المرحلة القادمة، وتأسيسًا على هذا الانتصار وبما يحقق أهداف الشعب الفلسطيني الوطنية الكبرى.
وتوقف المجتمعون أمام مبادرة المقاومة الفلسطينية في الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني ومخططاته لتهويد القدس والاستيلاء على المقدسات والأحياء فيها، ما يؤكد أن شعبنا الفلسطيني لن يقف في محطة انتظار الفعل، بل يعمل بشكل مباشر لحماية حقوقه الوطنية، واستعادة ما احتله العدو من أرضه.
كما توقف المجتمعون أمام الصورة الرائعة لوحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال من الداخل في القدس وغزة والضفة وأراضي 48، وفي الخارج في مخيمات اللجوء وفي الشتات، دفاعًا عن القدس بكل ما تمثل، والتفافًا حول المقاومة ما يؤكد أن الشعب الفلسطيني وبعد ثلاثة وسبعين عامًا من الاحتلال، ورغم كل مؤامرات ومكائد العدو لتقسيمه أو سلخ هويته، لا يزال شعبًا واحدًا متمسكًا بهويته وحقوقه الوطنية.
ووجه المجتمعون التحية لأبناء شعبنا بكل مكوناته، وحيث تواجد في داخل فلسطين وخارجها، والذي أكد أنه مستعد وقادر على تقديم التضحيات على طريق النصر والتحرير.
وأكد المجتمعون أن انتفاضة شعبنا من البحر إلى النهر ضد الاحتلال الصهيوني في معركة سيف القدس، وتأكيد وحدته حول المقاومة، يفرض العمل الجاد لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني المتمثل التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كل التراب الوطني، واعتباره قاعدة بناء التوافق الوطني على برنامج نضالي جامع.
ورأى المجتمعون أن وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، والمواجهة التي خاضها ببسالة في معركة "سيف القدس" تؤكد بأن المقاومة الشاملة بكل أشكالها وفي القلب منها الكفاح المسلح، هي السبيل لاستعادة الحقوق وتحرير أرضنا ومقدساتنا، وتحقيق عودة اللاجئين من أبناء شعبنا، ويتطلب ذلك إبقاء حالة الاشتباك الدائم مع العدو ميدانيًا بكل الأشكال.
وشدد المجتمعون على ضرورة العمل الجاد لاستكمال الوحدة الوطنية، من خلال تجديد الشرعيات للمؤسسات الوطنية، خاصة المجلس الوطني الفلسطيني، عبر انتخابات يشارك فيها شعبنا، حيث أمكن، وبالتوافق الوطني حيث يتعذر ذلك، وبما يحقق شراكة وطنية، وتعزيز مرجعية الشعب الفلسطيني في اختيار قيادته وممثليه.
وشدد الحضور على حماية الحريات في البيئة الوطنية الفلسطينية، وعدم المساس بها أيًا كانت خلافات الرأي والاجتهاد السياسي، ورفض كل أشكال تهديد الحريات العامة، فالحرية يصنعها الأحرار، مؤكدين إدانة جريمة اغتيال الناشط والمناضل نزار بنات، وضرورة محاسبة المتورطين في هذه الجريمة النكراء، وضرورة العمل المشترك لحماية الحريات العامة.
وثمن المجتمعون وقوف أمتنا إلى جانب شعبنا في معركة "سيف القدس"، موجهين الشكر لمن وقف إلى جانبنا ودعمنا سياسيًا وعسكريًا وماليًا، ويؤكدون أنه قد آن الأوان للعمل من أجل حشد طاقات الأمة وأحرار العالم في مواجهة الكيان الصهيوني حتى التحرير.
كما أكد اللقاء الرفض الكامل لمشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث أزالت معركة "سيف القدس" مبرراته المعلنة وغير المعلنة، وقد بات من الضروري وقف مسلسل التطبيع مع الاحتلال، وندعو القوى الحية في أمتنا للعمل لإسقاط كل ما تم في هذا المسار، حمايةً لأمتنا أملاً ثم دفاعًا عن القدس وفلسطين، القضية والشعب.
ووجه المجتمعون التحية للأجنحة العسكرية المقاومة في "غرفة العمليات المشتركة"، والتحية للشهداء الكرام والتحية للجرحى والدعاء لهم بعاجل الشفاء، والتحية لأسرانا البواسل، والتأكيد أن قضية تحريرهم ستظل أولوية وطنية، والتحية لشعبنا كل شعبنا، وهو يرسم صورة نصر عظيمة تضاف إلى سجل البطولة والشرف في تاريخنا ومسيرتنا الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق