دعمًا وتأييدًا للشرعية الفلسطينية وعلى رأسِها سيادة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن"، وللسلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية، وحفاظًا على منظمة التحرير الفلسطينية، نظمت حركة "فتح" - قيادة منطقة صيدا وقفةً جماهيريةً أمام مقر قيادة حركة "فتح" - شُعبة عين الحلوة، اليوم الخميس ١-٧-٢٠٢١.
وعلى وقع الأناشيد الوطنية ورفع أعلام فلسطين ورايات حركة "فتح"، توافدت الجماهير من أبناء شعبنا وحركتنا العملاقة من مخيمات صيدا وتجمعاتها لتعبر عن تأييدها لقيادتنا الشرعية، يتقدمها قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، ورئيس الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين في لبنان اللواء معين كعوش على رأس وفد من ضباط وعناصر الهيئة، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة المنطقة وكوادرها ومناصري الحركة، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، ومسؤول العمليات العميد خالد الشايب، وأمناء سر الشعب التنظيمية لحركة "فتح" في منطقة صيدا وأعضاؤها وكوادرها، ورئيس الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في لبنان م.منعم عوض، وأمين سر المكتب الكشفي الحركي في لبنان خالد عوض، وقائد القوة المشتركة في عين الحلوة عبد الهادي الأسدي، ومسؤول العلاقات في الأمن الوطني العقيد أبو نادر العسوس، إلى جانب ممثلين عن فصائل "م.ت.ف" واللجان الشعبية ومختلف الاتحادات والمنظمات الشعبية والمكاتب الحركية في الشعب التنظيمية، وضباط وكوادر وعناصر من قوات الأمن الوطني الفلسطيني، وممثلين عن لجان الأحياء والقواطع، وحشد غفير من أبناء شعبنا في مخيمات صيدا.
بدايةً استمع الحضور للنشيدين الوطنيين الفلسطيني واللبناني ونشيد حركة "فتح"، تلت ذلك كلمة لعريف الوقفة عضو قيادة منطقة صيدا مسؤول الإعلام يوسف الزريعي، مما جاء فيها: "يتساءل بعضنا أو كلنا لماذا الهجمة على حركة فتح؟
باختصار أيها الإخوة، أيتها الأخوات، فقد بات معروفًا أنه بعد كل معركة نضالية تخوضها حركتنا العملاقة وتوجع فيها الاحتلال، تشتعل الحرب من جديد على حركة "فتح"؛ كيف لا وهي التي أفشلت صفقة القرن والمشروع الأمريكي، وهي التي تخوض معركة المواجهة الميدانية في القدس والأقصى وحي الشيخ جراح وباب العمود وسلوان وحي البستان وبطن الهوى وقرية بيتا وفي كل نقاط المواجهة مع المحتل الارهابي وقطعان مستوطنة".
وأضاف: "حركة "فتح" أيها الإخوة بقيادتها في الصف الأول هم وجميع كوادر الحركة في خطوط المواجهة الأولى مع المحتل في الليل والنهار، وما هذه الهجمة على حركة "فتح" سوى رد فعل طبيعي على هذه الحركة والمعركة التي تخوضها من أجل الحرية والاستقلال، وكل المؤامرات لن تثنيها عن درب النضال حتى التحرير".
وتابع الزريعي: "لا يؤلمنا إخواني حرب المحتل علينا وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، لكن ما يؤلمنا هو تماهي من هم من أبناء جلدتنا وتساوق مواقفهم مع مواقف الاحتلال ومطالبه، وهنا لا يسعني إلا أن أقول:
حين يعلو الموج في وجه السفينة
وتبلغ القلوب الحناجر
يبدأ ضعاف النفوس بالقفز منها
ظانين بأن في ذلك نجاتهم
حينها وحينها فقط
يموتون حتى وإن نجوا".
ثم كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح اليوسف، مما جاء فيها: "في حضرة فلسطين يزهر الورد بدماء الشهداء
وتقوى عزيمة الشعب بمواقف القادة العظماء.
فلسطين ليست للبيع، جملة تختصر مسيرة الثورة منذ انطلاقتها، والرئيس أبو مازن رمز الشرعية وحامي المشروع الوطني الفلسطيني وسيبقى حامل الأمانة التي لا تنازل عنها. راهن البعض أن فلسطين ستتآكل وأن الرئيس يقدم المزيد من التنازلات، ولكن برهنت المحطات التاريخية الفاصلة أن هذا الرهان خاسر.. بل واهم.. وإلى زوال".
وقال: "الرئيس أبو مازن قائد الثورة، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دولة فلسطين، وقد عاهد الله والشهداء وشعبنا العظيم أن يدافع عن القضية بكل قوته وعن حركة "فتح"، بإرثها وحاضرها ومستقبلها بدمه ولو وصل الأمر إلى الشهادة، وها هو يقود السلطة الوطنية إلى بر الأمان وسط الأمواج المتلاطمة، ونحن نعاهده من هنا من مخيمات لبنان أن نبقى أوفياء له وللقضية ولمنظمة التحرير الفلسطينية ولدماء الشهداء الأبرار والجرحى. مهما اشتدت الضغوطات وحاول البعض حرف المسار ستبقى البوصلة نحو فلسطين قبلة الثوار والأحرار بلا محاور ولا إملاءات أو صفقات".
وأضاف اليوسف: "إننا في قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وباسم قادتها وكوادرها ومناضليها وباسم عموم أبناء شعبنا الفلسطيني نعلن عن تأييدنا ودعمنا المطلق لسيادة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن" وللشرعية الوطنية الفلسطينية التي يمثلها رئيس دولة فلسطين وللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهو على رأس السلطة الوطنية من أول المدافعين عن القضية والشعب يحمل الأمانة ويحافظ على الإرث النضالي الذي تركه القادة العظماء وفي المقدمة منهم الرئيس الخالد ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو إياد والرفيق الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية أبو العباس".
وأكد دعم وتأييد مواقف الرئيس الداعية للفصائل الفلسطينية بمختلف مشاربها إلى الوحدة والتلاقي وتناسي الخلافات وبناء جسور التآخي والعمل سويًا لدحر الاحتلال وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشددًا على أن أبناء شعبنا الفلسطيني يعرفون جيدًا من يعرقل مسار المصالحة الوطنية ويضع العقبات والشروط الاستفزازية، وداعيًا من أخذتهم نشوة النصر إلى مراجعة حساباتهم ومواقفهم.
ورأى أن القيادة الفلسطينية وفصائل المنظمة وعلى رأسها الرئيس أبو مازن نجح بالوقوف سدًا منيعًا في وجه كل الضغوطات الأمريكية والغربية والعربية، ولم يقدم أي تنازل يخص القدس واللاجئين وثوابتنا الوطنية، لافتًا إلى أن صفقة القرن قد سقطت تحت أقدام الصمود وأمام إرادة التحدي ورحل ترامب مهزومًا وبقي الرئيس أبو مازن قائدًا للشعب الفلسطيني شاء من شاء وأبا من أبا.
وتابع: "اليوم نعلن وبصوت عالٍ أننا نقف خلف الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، ونرفض أن يغرد البعض خارج السرب الفلسطيني الموحد وخاصة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فشعبنا في الداخل في غزة والضفة الفلسطينية وأراضي الثمانية وأربعين والقدس يتطلعون إلينا بأمل كبير وقد عبروا عن ولائهم الوطني خلال معركة الدفاع عن القدس ومنع تدنيس الأقصى وإخلاء حي الشيخ جراح، وشعبنا يتطلع إلى دعم انتفاضته الشعبية بعيدًا عن حسابات المحاور والشروط والتراشق الإعلامي والاتهامات الباطلة والثوابت الوطنية الفلسطينية ويتمسك بحق العودة كحق تاريخي لا يمكن التنازل عنه أو المساومة عليه.
إننا في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان نشدد على أهمية التفاف أبناء شعبنا بجميع شرائحه الاجتماعية ومكوناته وفصائله وانتماءاته السياسية حول القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة ونحيي قوات الأمن الوطني الفلسطيني حاملة المسؤولية الأمنية الوطنية والمدافعة إلى جانب شعبنا عن حقوقه المشروعة ونؤكد أهمية الإسراع بتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وفق ما أكده الرئيس أبو مازن والمنظمة وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الميدانية والسياسية من خلال تطبيق الاتفاقيات الخاصة بإنهاء حالة الانقسام لمواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي الذي لا يستهدف منظمة التحرير الفلسطينية فحسب، وإنما يستهدف الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني وقضيته العادلة".
وقال اليوسف: "إن قضيتنا ليست للبيع ولن نتنازل عن حقوقنا المشروعة ولن نقبل بالتوطين أو الوطن البديل أو التهجير، وليس لنا مكان تحت الشمس في الكرة الأرضية سوى فلسطين سنعود إليها عاجلاً ام آجلاً وستشرق شمس الحرية والنصر آت".
وختم كلمته بتوجيه التحية إلى أهلنا الصامدين في بيتا وحي الشيخ جراح وحي سلوان والمرابطين في الأقصى، راجيًا الحرية للأسير المناضل الغضنفر أبو عطوان وكل الأسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني، والرحمة والمجد لكل شهداء فلسطين قادة ومناضلين وعلى رأسهم صانع المجد لفلسطين وعزتها رمز فلسطين ورمز الكرامة الوطنية الفلسطينية الشهيد الرمز ياسر عرفات.
كلمة حركة "فتح" ألقاها اللواء ماهر شبايطة فقال: "ستبقى "فتح" الثورة رغم الحراك الداخلي الفلسطيني المتناغم مع مخططات الاحتلال الإسرائيلي والدول الإقليمية ذات الأجندات المشبوهة والمقيتة والموجهة غير الصادقة والتي جعلت من أهم أهدافها الضيقة سياسة غير صائبة في علاقتها مع حركة "فتح". هؤلاء الذين تنكروا بها وأصبحت أيديهم مأجورة وأفكارهم مسمومة واعلامهم منبوذة وأهدافهم خبيثة ونقدوا العهد والقسم. وتارة يتناغم الخطاب التحريضي الإسرائيلي المنشأ بوصف ليبرمان لأبو مازن بالإرهابي الدبلوماسي، ويعلقون صوره وهو في عين القناص أي اغتياله جسديًا".
وأضاف: "الرئيس الثابت على الثوابت الحافظ لعهد الشهداء والأسرى، أسقط صفقة القرن بكلمة لا، وفي المقابل تصاعد خطاب التحريض ضده مع تشديد الحصار المالي والضغط السياسي للنيل من مواقفه وسياسته. قرصنت إسرائيل أموال الشهداء والأسرى، فرد لو بقي قرش فهو لهم، نسي المثقفون الانتهازيون كل ذلك ونسوا تاريخه في دروب النضال الوطني الفلسطيني بانطلاقة الثورة عام ١٩٦٥، عليهم أن ينتبهوا قبل أن يندفعوا في هجومهم، لأنهم سيفشلون كما فشلوا سابقًا".
وتطرّق اللواء شبايطة إلى الاعتداء على سماحة مفتي القدس، الذي يمثل معيار صدق المرابطين والمجاهدين والمقاومين لتحرير الأرض والمقدسات، والذي اعتقل وعذب مئات المرات، مردفًا: "رويدًا رويدًا أيها الواهمون فالرعاع لا يصنعون وحدة وطنية، ولا يبنون وطنًا بل يمزقون وحدة الوطن والأرض والشعب والمقدسات".
وتابع: "وبالأمس كذلك تهجموا على قِبلة الثوار والمقاومين الشهيد الرمز أبو عمار وعلى رجال الفتح وصقورها وهم شرف الأمة ومعيار صدق من يحمل السلاح في مواجهة الأفعى الصهيونية.. وأبو عمار هو من احتضن الشيخ أحمد ياسين ورفاقه وكل المناضلين الشرفاء في أمتنا".
وأكد اللواء ماهر شبايطة أن حركة "فتح" هي التي أطلقت أول رصاصة باتجاه العدو الصهيوني، وهي صانعة القرار الوطني المستقل، وأبناؤها من استشهدوا دفاعًا عن سيدة العواصم بيروت وعن المخيمات التي ذبحها وحاصرها شارون، وثوارها وقادتها هم معيار الوطنية والعروبة والإسلام، وهم المثل والمثال لصدق المقاتلين وعزيمة المكافحين، وصبر المجاهدين لتحرير الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأضاف: "أما غيرهم من دعاة المقاومة والممانعة فما زالوا أطفالاً في مدارس ومعسكرات "فتح" وقواتها العاصفة وصقورها في أرض فلسطين. مهلاً مهلاً أيها المقاومون الجدد، فإن التشكيك في رفاق السلاح لا يصنع نصرًا في معركة الوجود وما أنتم إلا حلقة، من حلقات معجزة الثورة الفلسطينية، معجزة "فتح" وثوارها وأشبالها، فكفى عبثًا بالقضية الفلسطينية، التي لا تباع ولا توهب ولن تكون ورقة بيد إقليمية أو دولية للمساومة والصفقات".
وقال: "تطل علينا اليوم تحالفات انتهازية جمعت جماعات متناقضة في عقائدها ومذهبها وتبعيتها ذات المحاولة التآمرية المحمومة الرامية لتصفية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وضرب حركة "فتح" بوصفها حامية المشروع الوطني التحرري. هي تحالفات جيّشت فضائياتها المحمومة للطعن بالسلطة الوطنية والشرعية الفلسطينية والتحريض على إشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بشعارات فوضوية".
وتابع: "من المعيب والمحرم استغلال دم الضحية نزار بنات لأغراض سياسية وحزبية وفئوية خدمةً لأجندات خارجية. إن ما يحصل هو استكمال للانقلاب على الشرعية الفلسطينية واستكمال للربيع الإسرائيلي المسمى بالربيع العربي. ولهؤلاء نقول ولمن خلفهم إن المشروع الوطني ليس للمقامرة وليس للمساومة، وسنحمي المشروع التحرري بدمائنا وأجسادنا، لأن بالفتح رجال أسود وفرسان يأبون الذل والهزيمة رضعوا العزة والكرامة صغارًا وبأرواحهم حموا القرار الوطني المستقل منذ العام ١٩٦٥، وحموا الأقصى مسرانا بصدورهم فداءً للقدس وفلسطين، رجال الفتح أبطال المقاومة الذين يهرب منهم الجبناء كالفئران".
ووجّه اللواء شبايطة التحية من مخيّم عين الحلوة إلى الرئيس محمود عبّاس رمز الأمة وقائدها مؤكدًا التفاف شعبنا حوله ودفاعه عنه وعن منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الفلسطينية التي يمثلها، وعن السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتنا الأمنية والتصدي لحملة التشويه ضدها.
وأضاف: "سنتصدى لاستغلال هذه القضية من قبل المأجورين الذين تلطخت أيديهم بالدم الفلسطيني، ولن نسمح بربيع إسرائيلي جديد في الضفة الأبية، من أجل التربع على كرسي الحكم والمال المشبوه. أولويتنا التهدئة الشاملة لكل الوطن والقدس أولاً لإعادة الإعمار مسؤولية وطنية تتحملها دولة فلسطين وليست مسؤولية فصيل أو حزب أو جماعة".
وختم قائلاً: "أولويتنا القدس واللاجئين ومنظمة التحرير، والوحدة والشراكة الحقيقية ليست خطف غزة والانفصال عن الوطن وتكريس الانقسام السياسي والجغرافي. سنتصدى للمشروع التآمري مظاهرة مقابل مظاهرة، واعتصام مقابل اعتصام، وشارع مقابل شارع، لنا الجنة ولهم النار. المجد للشهداء، إننا لمنتصرون، وإنها لثورة حتى النصر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق