ازدادت
في الآونة الاخيرة الممارسات القمعية في الضفة الغربية و بالاخص بعد مقتل
نزار
بنات ، ممارسات تنذر بكارثة في الواقع الفلسطيني الذي اعتاد على حرية التعبير .
الشعب
الفلسطيني التواق لبناء نظام حر يخلصه من عشرات السنين من القمع و التنكيل
الذي مارسته
عليه سلطات الاحتلال لا يمكن ان يساق بالعصا و الارهاب ، و هو الذي
قدم
الدماء من اجل حريته و كرامته و استقلاله . انه شعب حر بطبيعته قوي بإرادته
مقاوم
صلب لا يقبل الضيم و القهر و الفساد . فالاجهزة الامنية التي تنسق مع قوات
الاحتلال
و تتجنب مواجهته تقوم باعتقال العشرات بل
و المئات من الأكادميين و المثقفين و
السياسيين
و الصحفيين و عموم المواطنين على خلفية مواقفهم السياسية و الفكرية و آرائهم
باداء
السلطة و اجهزتها في المناطق الخاضعة للسيطرة الجزئية للسلطة . و لو قامت
السلطة
بدورها في اقالة الحكومة و محاسبة الفاسدين و محاكمة المسؤولين عن اعمال
القمع
و التنكيل و وقف التنسيق الامني و الاصطفاف مع الشعب و المقاومة ، لو قامت
بكل
هذا لهدأت من غضب الشارع و خففت من الاحتقان الناتج عن عدم رضى الناس
على
ممارسات السلطة و افرادها و اجهزتها . ان الممارسات القمعية و اطلاق ايادي
الاجهزة
الامنية في مواجهة الشارع لن ينتج عنه الا على انقسام في المجتمع الفلسطيني ،
و على
صراع بين السلطة و شعبها في وقت يقوم به العدو باعتداءاته على الضفة و غزة و
استيلائه
على الاراضي و المقدسات و تنكيله اليومي بالمواطنين الفلسطينيين . ان قيادة
المنظمة
و الفصائل المختلفة امام مسؤولية تاريخية لوقف هذا الانهيار في الواقع الفلسطيني
و هذا
يتطلب محاسبة المسؤولين عن كل اعمال القمع و التنكيل ، و اطلاق سراح المعتقلين
على
خلفية مواقفهم ، و اطلاق حرية الصحافة و التعبير ، و تشكيل حكومة جديدة مستقلة
بالتوافق
بين كافة الفصائل و القوى و الهيئات الفلسطينية ، للتخفيف من الاحتقان و توحيد
المواقف
لمواجهة المخاطر التي تتهدد الشعب الفلسطيني على كافة المستويات و بالاساس منها
اعمال
التهويد في القدس و الاستيلاء على الاراضي و الاعتداءات اليومية على المواطنين
الفلسطينيين
من قبل الجنود و المستوطنين الصهاينة . ان الاسلوب الامني لن يحقق للسلطة
سيطرتها
و لن يمنع الشعب الفلسطيني و قواه السياسية و الاجتماعية من التعبير و الجهر
بالمواقف
، فهذا الشعب عصي على التدجين و كرامته لا تسمح له بالسكوت عن قول الحق .
ان
الشعب الفلسطيني شعب ابيّ ضحى عشرات السنين إن لم نقل مئات السنين من اجل
عزته و
كرامته و حريته ، و لن يرضخ بالتهديد و الوعيد ، بل يتفهم من خلال الاصلاح
و
التصحيح و محاسبة المفسدين ، و يتجاوز من اجل الوطن و في سبيل مواجهة الاحتلال .
الاجهزة
الامنية مطالبة بوقف تنسيقها مع الاحتلال ، و تحسين علاقتها مع شعبها ، و القيام
بدورها
في مواجهة مكائد الاجهزة الصهيونية في تجنيد العملاء و اختراق مجتمعنا الفلسطيني
و نشر
الفساد و الرذيلة و المخدرات لافساد شبابنا و تحطيم مجتمعنا . الاجهزة الامنية
مطالبة
بحماية
شعبنا و مقاوميه و التصدي للمستعربين و المستوطنين و جنود الصهاينة الذي يعتدون
على
مواطنينا و ممتلكاتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق