بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ دعاء عبد الحليم
تشهد المخيّمات الفلسطينية في لبنان أزمة مياه حادّة جرّاء انقطاع الكهرباء ونفاد المازوت من مولّدات آبار المخيم.
في مخيّم برج البراجنة جنوبي العاصمة بيروت، كيفما تسير بالشارع تسمع أنّات ساكنيه وآهاتهم جلّها عن الغلاء وانقطاع الكهرباء والمياه.
أصبحنا نعمل ونأخذ قروضاً لدفع فاتورة الكهرباء والمياه
التقى فريق بوابة اللاجئين الفلسطينيين الشاب العشريني أحمد خليل أثناء وقوفه بجانب صهريج للمياه، وعند سؤالنا له عن سبب استجلابه للمياه قال: "أصبحنا نعمل ونأخذ قروضاً لدفع فاتورة الكهرباء والمياه، جاءنا مصروفٌ لم يكن بالحسبان، لكنّ والدتي مريضة بالسرطان والضغط لا تستطيع النوم بدون تكييف كما تحتاج للاغتسال اكثر من مرة في اليوم للتخفيف من آلامها خصوصا أنّ الطقس حارّ جدًا".
ويضيف أحمد: " كما رأيتني الآن أعطي صاحب صهريج مياه الخدمة 300 ألف ليرة لبنانية وصاحب صهريج مياه الشرب 150 ألف ليرة لبنانية وبعد أيّام سأدفع مليوني ليرة ثمن اشتراك المولّد، هذه الفاتورة باهظة جداً، وخصوصًا المياه أنا أدفعها كل ثلاثة أيّام، لا أعرف ماذا سنفعل إلى أين ستصل بناالأوضاع وكيف سندبّر أمورنا في المستقبل؟ فنحن نعيش كلّ يومٍ بيومه، ونسعى لتأمين مستلزمات العائلة وهي الحد الأدنى من مقوّمات الحياة المياه والكهرباء".
عائلة أحمد مكوّنة من ٤ أشخاص لكنّ أخته وأولادها اضطروا للانتقال عندهم بسبب انقطاع الكهرباء بشكل تام في منزلهم،و هذه العائلة الكبيرة بالتأكيد تستهلك كمية كبيرة من المياه سواء للاستحمام أو للغسيل أو للطبخ أو لأعمال المنزل، وينهي كلامه "البيت بلا ميّ ما بينعاش"!
أهالي المخيم تشبه قوافل النمل التي تسعى طوال النهار نحو رزقها
بالمشهد المبكي وصفت اللاجئة الفلسطينية اسمهان شرقية مشهد أهالي المخيم وهم يبحثون عن صنابير للمياه بين أزقّة المخيم ينزل منها ماء علّهم يحصلون على بعض مياهها، وشبّهت اسمهان أهالي المخيم بقوافل النمل التي تسعى طوال النهار نحو رزقها، وقالت" الناس بالمخيم رجالاً ونساء واطفالاً يركضون هنا وهناك للحصول على المياه سواء الخدمة منها او الشرب".
أزمة المياه تفاقمت حديثًا من الانقطاع الطويل للكهرباء، لكنّها أزمة قديمة بحسب أم وليد عائشة وهي أحد سكان جورة التراشحة.
تقول عائشة: "بالنسبة لنا نحن أهالي جورة التراشحة نعاني كثيراً من انقطاع المياه عن بيوتنا، والسبب كما تقول اللجنة الشعبية تعطّل مولّد البئر أو إطفاء المولّد الذي يغذّي شبكات المياه بالكهرباء".
وتوضح عائشة أنّهم يضطرون في هذه الحالة اللجوء إلى شراء غالونات مياه الشرب لاستخدامها عوضاً عن مياه الخدمة، وتشير إلى أن ّبعض العائلات أوصلت أنابيب مياه للشرب إلى المنازل لاستخدامها في حال انقطاع مياه الخدمة، لكن هذا الأمر يستطيع القيام به فقط فئة العائلات الميسورة ماديّاً خصوصاً أنّ الأسعار تضاعفت كثيراً، وعن نفسها تقول: أنا لا أستطيع اعتماد هذه الآلية لتوصيل المياه الى بيتي، بسبب ابتعادها عن الشارع العام، وعدم تمكّن نبريج سيارة الصهريج من الوقوف داخل الأزقّة الضيقة.
"بصراحة المي روح الحياة" بهذه العبارة ردّت اللاجئة فاديا خربيتي على فريقنا.
نطالب الأونروا بإيجاد حل لهذه الأزمة
خربيتي تعاني منذ زمن من مشكلة انقطاع المياه عن بيتها تقول: "مشكلة المياه تترافق مع مشكلة الكهرباء، لكن لا يمكن بأي شكلٍ كان الاستغناء عن الماء فتفاصيل الحياة برمّتها مرتبطة بالمياه".
وتضيف: " المياه في مخيم برج البراجنة بحدّ ذاتها مشكلة، فهي عدا عن ارتباطها بالكهرباء، ملوّثة مالحة وكلسيّة تجبرنا على تغيير أدوات المنزل كل فترة بسبب تعرضها للصدأ والتلف، وهذه كلفة إضافية تقع على كاهل اللاجئ.
تطالب خربيطي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بإيجاد حل سريع للأزمة وتحمل مسؤولياتها، كما تدعو جميع المسؤولين إلى العمل العمل لإيجاد وقود يستطيع من خلاله أصحاب المولدات تأمين الكهرباء بتكلفة معقولة".
ويسود في المخيمات الفلسطينية بلبنان عامة، ومخيم برج البراجنة بشكل خاص حالة من السخط جراء غياب أي دور للجان الشعبية الموجودة في المخيم، في إيجاد حل لأزمة الكهرباء وما ينتج عنها من أزمات على رأسها المياه.
وشهد المخيم ليلة الجمعة 30 تموز/ يوليو 2021 احتجاجات صاخبة وقطع للطريق الرئيسي جراء انقطاع الكهرباء بشكل تام نتيجةو توقف أحد مشغلي المولدات عن تشغيل المولدات الخاصة به والتي يعتمد عليها أهالي المخيم في ظل غياب شبه كامل لشبكة الكهرباء الحكومية منذ أشهر بسبب أزمة حادة في توفر الوقود بلبنان.
وبعد توجيه رسائل عدة إلى مدير "أونروا" الاقليمي في لبنان "كلاوديو كوردوني" من أجل أن تساهم الوكالة في حل الأزمة، كان جوابه بحسب ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي كان رده بأن المولدات ملكيتها خاصة والمخيمات تدار من قبل اللجان الشعبية وأن الوكالة تبذل جهوداً من أجل استيفاء احتياجات المخيمات من الوقود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق