نقول
بكل أسف بأن عملاء الغرب حكام الاستبداد في بلادنا لم يتركوا مجالا لقوى المعارضة
للمشاركة
في الحكم او لتداول السلطة بشكل سلمي و ديمقراطي . كلما جرت انتخابات نزيهة
و جاءت
النتائج على غير رغباتهم انقلبوا على تلك النتائج و استخدموا الجيش و الشرطة
و
الحلول الامنية و فتحوا المعتقلات و نصبوا المشانق ، و فتكوا بالمعارضين و كمموا
الافواه .
الشيئ
الطبيعي الذي يقبله العقل السوي ان يذعن السياسيون لارادة الشعب و يقبلوا بمن
اختارهم
دون
اكراه او شراء ذمم ، و ان يتم تسليم السلطات فورا و بكل شفافية للجهة المختارة ، و
ان يعمل
الجميع
لانجاح عمل الادارة الجديدة خدمة للشعب و الامة . هذا الشيئ الذي تمارسه
الديمقراطيات
في كل
انحاء العالم ، لهذا لا نرى ازمات حقيقية لا في مجال السياسة و لا الاقتصاد و لا
في اي
امر
آخر . تُعطى الفرصة للادارة الجديدة لتطبيق خططها التنموية و الاجتماعية و
السياسية حتى
نهاية
فترتها القانونية . إذا اخفقت لن ينتخبها الشعب مرة اخرى و اما اذا حققت نجاحات
فيكون
لها
حظوظ قوية بالتجديد . الامر عندنا مختلف تماما ، لان مفاهيم الديمقراطية مختلفة
!
الديمقراطية
عندنا تتمثل بإبقاء الجهة الحاكمة على رأس السلطة بكافة مؤسساتها ، و لا يُمنع
من
وجود بعض المعارضين في البرلمان او في الحكومة . و يتخلل الممارسة الديمقراطية
الكثير
من التشوهات التي تنفي عنها كل المعاني الديمقراطية عدا الاسم . الديمقراطية عندنا
تمتزج
بالمال و شراء الضمائر و بالتهديد و الطائفية و العشائرية و المناطقية و بالخداع
و الوعود الكاذبة ، ربما لا يقرأ البرنامج
الانتخابي احد من الناس ليفهم على اي اساس
ينتخب
و ماذا يتحقق لو فاز هذا او ذاك ؟ الديمقراطية ممتزجة بالجهل و غياب المفاهيم
الصحيحة
التي تُبنى على اساسها الاوطان و تتطور بها بها الشعوب و يتحقق بها التقدم .
لقد
شوه المستبدون الديمقراطية و حالوا دون التغيير السلمي و حرموا الشعوب من حقوقهم
باختيار
من يرونه اهلا للحكم . و لو ترك الامر للشعب و اختار فئة من الناس لانقلبوا
عليهم
باستخدام ما في ايديهم من القوة ، هذا ما حصل في الجزائر و مصر و ليبيا و فلسطين
و تونس
. لسان حال الاستبداد هو : الديمقراطية تعني اختياري و ليس اختيار غيري ، و الحرية
هي
مفهومي و ليس المفهوم العام ، و السلطة ملكية خاصة لا تنبغي لاحد غيري . فماذا بقي
للمعارضة
و للشعوب غير التمرد و الثورة ؟ هل تركوا لهم الا النموذج الطالباني ؟ لقد بلغ
العجز
اعلى مستوياته في كافة بلداننا ، و الفساد لا يطاق ، و تستفحل الازمات على كافة
المستويات ، و الشعوب تزداد افقارا ، و البلاد
مرهونة للسياسات الخارجية ، و اصبحت
القصور
الحاكمة تزدحم بوكلاء الصهاينة و الامريكان . فماذا تركوا للشعوب من هوامش
للطاعة
و الخنوع و الاستسلام لاراداتهم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق