بقلم : سري القدوة
السبت 11 أيلول / سبتمبر 2021.
ممارسات سلطات الحكم العسكري الاسرائيلي تتصاعد وتقوم بتطبيق إجراءات تدريجية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بصورة استفزازية تعبر عن أطماع ونوايا خبيثة وتهدف إلى عرقلة إقامة الدولة الفلسطينية حيث تقوم بالاعتداءات على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه من هدم منازل المواطنين وتشريدهم في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية لصالح سياسة توسيع الاستيطان وزيادة أعداد المستوطنين وتوسيع نطاق المستوطنات في عمق الأراضي الفلسطينية.
وتتواصل ممارسات الاحتلال ايضا لاستهداف المسجد الابراهيمي في الخليل كما تتواصل حملات الاحتلال التعسفية والقمعية للنيل من ارادة الشعب الفلسطيني وقدسية الاماكن الدينية لديه حيث تمارس سياسة الاستفزاز للمشاعر الدينية وقامت بدعم المستوطنين المتطرفين واعتداءهم على سطح المسجد الإبراهيمي ورفع أعلام إسرائيلية ولافتات تحمل عبارات استفزازية على أسواره بالرغم من ادراكهم بان المسجد الإبراهيمي إسلامي وخاص بصلاة المسلمين وعباداتهم وحدهم كما اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونظموا جولات في باحاته وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم وخلال الاقتحام رفع ما يسمى جماعة طلاب لأجل الهيكل علم الاحتلال وتجولت في باحات الأقصى وهم يرددون عبارات الهيكل ويزعمون أن الأقصى ملك لشعب إسرائيل على حد تعبيرهم.
تلك الممارسات الهمجية والعنصرية لا يمكن ان تمر او السكوت عليها فهي بالدرجة الاولي تأتي ضمن ممارسات الاحتلال التهويدية ولسرقة وتزوير التاريخ العربي والإسلامي وتهدف الى خلق واقع التهويد للقدس والخليل والأراضي الفلسطينية المحتلة بدعم كامل من قبل حكومة الاحتلال للجماعات المتطرفة من المستوطنين والتي تتجاهل مشاعر العرب والمسلمين في جميع انحاء العالم وتعبر عن ممارسة العنصرية وتنشر الكراهية بين الشعوب.
المسجد الأقصى المبارك غير قابل للتقسيم الزماني أو المكاني وهو حق مقدس للمسلمين وحدهم وهو جزء لا يتجزأ من عقيدتهم لما لديه من تاريخ اسلامي ومكانة دينية اكدتها كل الاديان السماوية فهو لا يخضع للتقسيم او المساومة او التجارة ولا بد من التأكيد في كل الاوقات على ان زيارة المسجد الاقصى وزيارة الأراضي الفلسطينية المبارك وهما يرزحان تحت الاحتلال العسكري لا بد وان تكون بالتنسيق المباشر مع وزارة الاوقاف والشؤون الدينية ويشترط خلو أي زيارة فردية أو جماعية لفلسطين وقدسها من أي إجراء يصب في مصلحة تطبيع علاقات المسلمين مع الاحتلال الذي يعمل على تهويد المسجد الاقصى ويحتل الاراضي الفلسطينية وإن أي زيارات للمسجد الاقصى يجب ان تكون من البوابات الفلسطينية الشرعية ومن خلال الأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.
ولأنهم يجهلون التاريخ ولا يدركون الحقيقة وواقع المسجد الاقصى المبارك هذا الصرح الاسلامي الشامخ والإرث الديني لدى جميع المسلمين بإنحاء العالم، ولأنهم يجهلون مكانة مدينة القدس التاريخية وأهميتها، ولأنهم يسعون فقط الى تغير هذه الوقائع التاريخية ويمارسون سياستهم الاحتلالية وفرض واقع التهويد على المسجد الاقصى والأماكن المقدسة المحيطة به، وينطلقون من خلال دعم الاحتلال بشكل مطلق ولا يمكن ان يكون هناك اي أحقية للصلاة في المسجد الاقصى لغير المسلمين وتقسيمه زمانيا ومكانيا بين اتباع الديانات كون هذا الامر يثير السخط والاستهجان والاستغراب لان مثل هذه الممارسات تدعم العنصرية وتعزز الكراهية وتتنكر لكل القيم الدينية بين الشعوب كون المسجد الاقصى للمسلمين وحدهم دون غيرهم، ولا يمكن التفريط او تغيير هذه الحقائق الدينية المعروفة لدى الجميع وتتوارثها الاجيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق