العربي الجديد- انتصار الدنان
19-09-2021
19-09-2021
كثر هم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان الذين لا يولون رياضة السباحة أهمية، في ظل عدم توفّر مسابح في المخيمات نتيجة ضيق مساحة تلك التجمعات السكنية. لكنّ ثمّة مسبحاً في مخيّم عين الحلوة الواقع في مدينة صيدا جنوبي لبنان، هو مسبح "حطّين"، يتدّرب فيه اليوم الأطفال على السباحة، على أيدي مجموعة من الشبان الفلسطينيين اللاجئين من سورية.
أمجد غازي صالح، من هؤلاء الشبان، تعود أصوله إلى مدينة صفد في منطقة الجليل، وهو يقيم اليوم في مخيم عين الحلوة، فيما كان في الأساس لاجئاً في مخيم السبينة جنوبي سورية. يخبر "العربي الجديد": "جئت إلى لبنان في عام 2012 بعد اندلاع الحرب في سورية حيث كنت أعمل في البناء، علماً أنّني كنت كذلك مدرّب سباحة ومنقذاً في مسبح تشرين الدولي بدمشق. فأنا حائز على شهادات دولية في التدريب والإنقاذ". يضيف صالح أنّه "في عام 2016، قررت مع مجموعة من الشبان الذين كانوا يعملون معي في المسبح ذاته، إنشاء مشروع للتدريب على السباحة. وقد راودتني الفكرة عندما بدأت الهجرة من لبنان إلى أوروبا عبر البحر، وصرنا نشاهد حالات غرق عديدة بسبب عدم تمكّن الناس من السباحة، وتحديداً الأطفال".
وعن الصعوبات التي واجهته وزملاءه في عملية التدريب، يقول صالح: "عندما شرعنا في التحضير لمشروعنا، واجهتنا مشكلات عديدة، بسبب المكان الذي اخترناه تحديداً. فمسبح حطّين يقع في منطقة تُعَدّ إسلامية، ولم تكن مشاركة الإناث في تدريبات السباحة أمراً مسموحاً به، علماً أنّ ثمّة أمهات أردنَ تعليم بناتهنّ. فحاولنا كسر الحواجز، وخُصّص يومان للسباحة للإناث كان حينها المسبح مغلقاً". يضيف صالح: "لقد استهدفنا في تدريبنا الأطفال ابتداءً من 6 أعوام وحتى 13 عاماً للفتيان، وحتى 12 عاماً للفتيات، إذ يُمنَع على اللواتي تخطّينَ هذه السنّ من ممارسة السباحة". ويتابع أنّه "بعد التدريبات التي استمرّت لبعض الوقت، شاركنا في بطولات على صعيد لبنان ومع بلدية مدينة صيدا. ونحن اليوم نعمل على تشكيل فريق يحمل اسم فلسطين والانتساب إلى الاتحاد الرياضي الفلسطيني. كذلك نهدف إلى إنشاء أكاديمية لتدريب السباحة في لبنان، تحديداً في المخيمات الفلسطينية".
ويكمل صالح أنّه "في بداية شهر يوليو/تموز الماضي، فتحنا المجال لتدريب الأطفال، وبلغ عدد المنتسبين في الدورة الأولى 70 طفلاً وفي الدورة الثانية 50، علماً أنّنا نتقاضى من المنتسب مبلغاً رمزياً قدره 150 ألف ليرة لبنانية، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية". يُذكر أنّ هذا المبلغ يساوي بحسب سعر الصرف الرسمي 100 دولار أميركي، إنّما في السوق الموازية يساوي نحو ثمانية دولارات. ويشرح صالح: "ندرّب الأطفال على أربعة أنواع من السباحة؛ السباحة الحرة وسباحة الصدر وسباحة الفراشة وسباحة الظهر. ونعمل كذلك على تدريب مدرّبين ومنقذين. وبينما يكون تدريب الكبار مساءً، ندرّب الأطفال صباحاً. وهكذا، صار عددنا 13 مدرباً، والجميع (19-25 عاماً) متمكّنون من أنواع السباحة الأربعة. كذلك صار لدينا فريق من عشرة أطفال، متمكّنين من نوعَين من السباحة، وعدد منهم من ثلاثة أنواع". ويلفت صالح إلى أنّ "المسبح في المخيم هو المتنفس الوحيد لهؤلاء الأطفال، وهو ضروري، لأنّ السباحة تساعد على تقوية الجسم وتخفيف الضغط النفسي عن الأطفال الذين باتوا رهينة أزمة كورونا، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمنعهم من مزاولة الرياضة في أندية ومسابح في خارج المخيم، نظراً إلى تكلفتها المرتفعة".
هيناتا محمد، من بين المتدرّبين في مخيم عين الحلوة، تبلغ 11 عاماً، وهي لاجئة سوريّة في لبنان، من الحسكة شمال شرقي سورية. تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "أهلي سمحوا لي بالالتحاق بالدورة في المسبح. هنا أتدرّب على السباحة، وألهو مع رفاق لي. فهذا هو المكان الوحيد الذي أقصده لقضاء بعض الوقت في خارج المنزل". تضيف هيناتا: "أنا أحبّ هذه الرياضة، وأطمح إلى إكمال التدريب لأصير بطلة فيها وأحترفها وأمثّل بلدي سورية". يُذكر أنّ هيناتا صارت تجيد السباحة الحرة وسباحة الصدر، فهي منذ عامَين تخضع مع أخوَيها للتدريب.
من جهته، يقول المتدرب براء عبد الله، البالغ من العمر 12 عاماً، وهو لاجئ فلسطيني من سورية، تحديداً من مخيم اليرموك جنوبي دمشق، لـ"العربي الجديد": "أتدّرب على السباحة مذ كنت في التاسعة من عمري، لأنّ هذه الرياضة تساعد على تقوية الجسم. كذلك أجد هنا مساحة للترويح عن نفسي مع رفاق تعرّفت إليهم خلال التدريب". ويؤكد براء: "أرغب في أن أصير مدرّب سباحة مهماً".
أمّا عبد الله صالح، وهو كذلك متدرّب يبلغ من العمر 12 عاماً، وهو لاجئ فلسطيني من مخيم سبينة في سورية، فيقول لـ"العربي الجديد": "منذ أربعة أعوام، أتدرّب على السباحة، وأرغب في أن أصير مدرّباً بدوري، وأن أشارك في مباريات دولية لأرفع اسم فلسطين". يضيف عبد الله: "نحن نشعر بضغط نفسي كبير، خصوصاً بعد انتشار فيروس كورونا الجديد والتعلّم عن بُعد، وكذلك انقطاع الكهرباء الدائم في المخيم. لذا، فإنّ السباحة تساعدني عن الترويح عن نفسي من دون أن أتكلّف أجرة نقل، لأنّ المكان قريب من بيتي".
أمجد غازي صالح، من هؤلاء الشبان، تعود أصوله إلى مدينة صفد في منطقة الجليل، وهو يقيم اليوم في مخيم عين الحلوة، فيما كان في الأساس لاجئاً في مخيم السبينة جنوبي سورية. يخبر "العربي الجديد": "جئت إلى لبنان في عام 2012 بعد اندلاع الحرب في سورية حيث كنت أعمل في البناء، علماً أنّني كنت كذلك مدرّب سباحة ومنقذاً في مسبح تشرين الدولي بدمشق. فأنا حائز على شهادات دولية في التدريب والإنقاذ". يضيف صالح أنّه "في عام 2016، قررت مع مجموعة من الشبان الذين كانوا يعملون معي في المسبح ذاته، إنشاء مشروع للتدريب على السباحة. وقد راودتني الفكرة عندما بدأت الهجرة من لبنان إلى أوروبا عبر البحر، وصرنا نشاهد حالات غرق عديدة بسبب عدم تمكّن الناس من السباحة، وتحديداً الأطفال".
وعن الصعوبات التي واجهته وزملاءه في عملية التدريب، يقول صالح: "عندما شرعنا في التحضير لمشروعنا، واجهتنا مشكلات عديدة، بسبب المكان الذي اخترناه تحديداً. فمسبح حطّين يقع في منطقة تُعَدّ إسلامية، ولم تكن مشاركة الإناث في تدريبات السباحة أمراً مسموحاً به، علماً أنّ ثمّة أمهات أردنَ تعليم بناتهنّ. فحاولنا كسر الحواجز، وخُصّص يومان للسباحة للإناث كان حينها المسبح مغلقاً". يضيف صالح: "لقد استهدفنا في تدريبنا الأطفال ابتداءً من 6 أعوام وحتى 13 عاماً للفتيان، وحتى 12 عاماً للفتيات، إذ يُمنَع على اللواتي تخطّينَ هذه السنّ من ممارسة السباحة". ويتابع أنّه "بعد التدريبات التي استمرّت لبعض الوقت، شاركنا في بطولات على صعيد لبنان ومع بلدية مدينة صيدا. ونحن اليوم نعمل على تشكيل فريق يحمل اسم فلسطين والانتساب إلى الاتحاد الرياضي الفلسطيني. كذلك نهدف إلى إنشاء أكاديمية لتدريب السباحة في لبنان، تحديداً في المخيمات الفلسطينية".
ويكمل صالح أنّه "في بداية شهر يوليو/تموز الماضي، فتحنا المجال لتدريب الأطفال، وبلغ عدد المنتسبين في الدورة الأولى 70 طفلاً وفي الدورة الثانية 50، علماً أنّنا نتقاضى من المنتسب مبلغاً رمزياً قدره 150 ألف ليرة لبنانية، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية". يُذكر أنّ هذا المبلغ يساوي بحسب سعر الصرف الرسمي 100 دولار أميركي، إنّما في السوق الموازية يساوي نحو ثمانية دولارات. ويشرح صالح: "ندرّب الأطفال على أربعة أنواع من السباحة؛ السباحة الحرة وسباحة الصدر وسباحة الفراشة وسباحة الظهر. ونعمل كذلك على تدريب مدرّبين ومنقذين. وبينما يكون تدريب الكبار مساءً، ندرّب الأطفال صباحاً. وهكذا، صار عددنا 13 مدرباً، والجميع (19-25 عاماً) متمكّنون من أنواع السباحة الأربعة. كذلك صار لدينا فريق من عشرة أطفال، متمكّنين من نوعَين من السباحة، وعدد منهم من ثلاثة أنواع". ويلفت صالح إلى أنّ "المسبح في المخيم هو المتنفس الوحيد لهؤلاء الأطفال، وهو ضروري، لأنّ السباحة تساعد على تقوية الجسم وتخفيف الضغط النفسي عن الأطفال الذين باتوا رهينة أزمة كورونا، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمنعهم من مزاولة الرياضة في أندية ومسابح في خارج المخيم، نظراً إلى تكلفتها المرتفعة".
هيناتا محمد، من بين المتدرّبين في مخيم عين الحلوة، تبلغ 11 عاماً، وهي لاجئة سوريّة في لبنان، من الحسكة شمال شرقي سورية. تقول لـ"العربي الجديد" إنّ "أهلي سمحوا لي بالالتحاق بالدورة في المسبح. هنا أتدرّب على السباحة، وألهو مع رفاق لي. فهذا هو المكان الوحيد الذي أقصده لقضاء بعض الوقت في خارج المنزل". تضيف هيناتا: "أنا أحبّ هذه الرياضة، وأطمح إلى إكمال التدريب لأصير بطلة فيها وأحترفها وأمثّل بلدي سورية". يُذكر أنّ هيناتا صارت تجيد السباحة الحرة وسباحة الصدر، فهي منذ عامَين تخضع مع أخوَيها للتدريب.
من جهته، يقول المتدرب براء عبد الله، البالغ من العمر 12 عاماً، وهو لاجئ فلسطيني من سورية، تحديداً من مخيم اليرموك جنوبي دمشق، لـ"العربي الجديد": "أتدّرب على السباحة مذ كنت في التاسعة من عمري، لأنّ هذه الرياضة تساعد على تقوية الجسم. كذلك أجد هنا مساحة للترويح عن نفسي مع رفاق تعرّفت إليهم خلال التدريب". ويؤكد براء: "أرغب في أن أصير مدرّب سباحة مهماً".
أمّا عبد الله صالح، وهو كذلك متدرّب يبلغ من العمر 12 عاماً، وهو لاجئ فلسطيني من مخيم سبينة في سورية، فيقول لـ"العربي الجديد": "منذ أربعة أعوام، أتدرّب على السباحة، وأرغب في أن أصير مدرّباً بدوري، وأن أشارك في مباريات دولية لأرفع اسم فلسطين". يضيف عبد الله: "نحن نشعر بضغط نفسي كبير، خصوصاً بعد انتشار فيروس كورونا الجديد والتعلّم عن بُعد، وكذلك انقطاع الكهرباء الدائم في المخيم. لذا، فإنّ السباحة تساعدني عن الترويح عن نفسي من دون أن أتكلّف أجرة نقل، لأنّ المكان قريب من بيتي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق