أبو شاهين: الإدارةَ الأمريكيةَ مستمرةُ في مشروع التوطين

عقدت الهيئة النسائية لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، أمس الأحد، مؤتمرها الأول بعنوان "العمل النسوي الفلسطيني في لبنان: التحديات الراهنة والدور المطلوب"، في "قاعة الدكتور رمضان شلَح" في "مسجد ومجمع الفرقان" بمخيم برج البراجنة، وذلك بحضور ممثلات عن الهيئات النسائية الفلسطينية واللبنانية، وقياديين وكوادر في الحركة.

أبو شاهين:

وألقى مسؤول مسؤول الساحة اللبنانية في "حركة الجهاد الإسلامي"، الأخ علي أبو شاهين، كلمة في افتتاح المؤتمر شدّد فيها على مسيرة نضال المرأةُ الفلسطينيةُ في كلِّ المَيادينِ وسَاحاتِ المُواجَهَةِ، داعياً المؤتمرات إلى أن "يكون على سلَم أولوياتكنَ السعي لتعزيز الدور النضالي للمرأة الفلسطينية في لبنان، وتعزيز العمل المشترك، وأن يتم العمل على تشكيل إطار تنسيقي جامع للهيئات والمنظمات النسائية الفلسطينية في لبنان".

وقال:" إن ما يتعرض له لبنان اليوم يأتي في جزء منه نتيجة الضغوط التي تمارسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الحكومة اللبنانية للرضوخ لمجموعة من الشروط، في مقدمتها ما يتعلق بالقبول بتوطين الفلسطينيين في لبنان. لا أحد ينكر الأزمات السياسية الداخلية في هذا البلد، ولا الفساد المستشري في كل المرافق تقريباً، ولكن ذلك لا ينبغي أن يعمي أبصارنا عما يخطط لشعبنا ولمخيماتنا، ومحاولات الزج بها في أتون الفتن والاقتتال الداخلي، الذي رفض شعبنا ان يشارك فيه ونأى بنفسه عنها، منذ اندلاع الأزمة الحالية في لبنان".

ولفت أبو شاهين إلى أن "القرار الظني الذي صدر عن القضاء العسكري يوم الخميس الماضي، والذي وثق فيه استخدام عناصر إرهابية لهويات فلسطينية مزورة، يؤكد أن ثمة من يعمل على استهداف مخيماتنا أمنياً بهدف تصفية وجودها خدمة للمشروع الصهيوني في شطب حق العودة. كما أن اتفاقية الإطار بين الإدارة الأمريكية الحالية ووكالة الأونروا تؤكد أن الإدارة الأمريكية مستمرة في خنق اللاجئين الفلسطينيين والتضييق عليهم، وصولاً إلى إجبارهم على القبول بمخططات التوطين أو التهجير. ولا يجب بحال من الأحوال أن نقبل بالرضوخ لكل هذه الضغوط".

وشدد على أن "أهلنا المحاصرين في قطاع غزة قدموا نموذجاً في الصمود والثبات، رغم الحصار الجائر والظالم المستمر منذ خمسة عشر عاماً، واستطاعوا خوض حروب ضد الكيان الصهيوني وآلته الإجرامية... وأهلنا في مخيمات لبنان ليسوا أقل صموداً ولا صبراً على الحصار... والتاريخ يشهد بذلك".

وختم أبو شاهين كلامه متوجهاً بالتحية إلى الأسيرة المحررة أنهار الديك، التي تحدَت السجَان رغم آلام الحمل، وإلى الأخت أم عبد الرحمن، زوجة الأخ الشيخ خضر عدنان، التي تقدم نموذجاً حياً لدعم المرأة المجاهدة لزوجها في وجه العدو الصهيوني والاعتقالات المتكررة التي خضع لها، وصولاً إلى تحمل الإهانات من عملاء التنسيق الأمني في معتقلات السُلطة".

ريما فخري:

بدورها، شددت عضو المكتب السياسي في "حزب الله"، الدكتورة ريما فخري، في كلمة الهيئات النسائية في الحزب، على دور العمل النسوي على امتداد محور المقاومة في بناء جيل مقاوم مناصر لقضية فلسطين، مشيرةً إلى أنه "هناك صعوداً واضحاً لقوى محور المقاومة على حساب محور الشر الأمريكي الصهيوني الذي يعاني من شرخ في ما بين قواه المتحالفة".

وقدّمت فخري مجموعة من التوصيات إلى المؤتمرات، ركزت خلالها على أهمية التمسك بالوحدة، ومجاراة العلوم والتقنيات الحديثة، وتنمية روح المبادرة الفردية والجماعية، وتعزيز دور المرأة الجهادي في المواجهة والميدان.

وختمت كلامها موجهة التحية إلى "المرأة الفلسطينية الحرة، الأسيرة، المرابطة المقاومة والشهيدة التي تضحي بروحها دفاعاً عن القدس وفلسطين وكرامة الأمة".

من جهتها، ألقت مسؤولة الهيئة النسائية في الشمال، الأخت جمانة رمضان، كلمة الهيئة النسائية للحركة، أكدت خلالها بأن "الهيئة النسائية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان نشأت كأولى المؤسسات الحركية في هذه الساحة، وكان للأمين العام الأول للحركة، الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي، مساهمات فكرية وعملية كبيرة في ترسيخ دور المرأة المسلمة والجهادية، كما قدم خلفه الدكتور رمضان عبد الله شلح، رحمه الله، كل الدعم اللازم لتطوير عمل الهيئة النسائية في فلسطين وخارجها، ولا سيما في لبنان. واليوم، يظللنا الأمين العام المجاهد، الأخ زياد النخالة، باحتضانه للهيئة النسائية وتقديم كل الدعم اللازم والمطلوب لتطوير أدائها".

وقالت: "نحن في الهيئة النسائية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان، نرى أنفسنا ليس امتداداً لأخواتنا في حركة الجهاد الإسلامي فحسب، بل وللمرأة الفلسطينية عموماً في صمودها وجهادها ومشاركتها بواجب الجهاد والنضال في شتى الميادين والساحات".

ولفتت إلى أن "الهيئة النسائية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان أنجزت خلال مسيرتها العشرات من الأعمال والبرامج، من دورات تحفيظ للقرآن الكريم، وتخريج دفعات من حافظات كتاب الله، إلى تقديم الرعاية والدعم للمحتاجات من بنات شعبنا، إلى تمتين أواصر التواصل المجتمعي في مخيماتنا الفلسطينية في لبنان. كما ساهمت أخواتنا جنباً إلى جنب إخواننا في كل الاستحقاقات، سواء في المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية أو المطالبات المعيشية، وصولاً إلى الزحف مرات عديدة إلى مارون الراس في وقفات إسناد لشعبنا في الداخل المحتل. إن المرأة الفلسطينية عموماً، والأخوات في الهيئة النسائية لحركة الجهاد الإسلامي خصوصاً على استعداد تام للقيام بكل ما يطلب منهن دفاعاً عن قضيتنا".

وقالت: "إننا نتطلع إلى الخروج من مؤتمرنا هذا بقائمة من التوصيات وبرامج العمل المكثفة، بما يستجيب للتحديات القائمة".

واختتم الافتتاح بتكريم ثلة من الأخوات اللواتي نهضن بالهيئة النسائية منذ تأسيسها في العام 2000، إضافة إلى ثلة من الأخوات الحافظات لكتاب الله.

وعقد المؤتمر ثلاث جلسات جرى خلالها تقييم الوضع الإداري والداخلي، وسبل تعزيز دور المرأة الفلسطينية في مخيمات لبنان على المستويات كافة، ورفع معنويات أبناء شعبنا في المخيمات.

وجرى خلال المؤتمر انتخاب الأخت شيماء حسن، مسؤوله للهيئة النسائية في لبنان، وفوز كل من الأخوات: جمانة رمضان، وفاتن الخطيب، ومفيدة الرّحيل، أعضاءً في الهيئة الإدارية.


2

3

4

5

6

8

7

9

11

10

12

13

14

15

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق