القدس – شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة على الزووم بدعوة من مجلس الكنائس العالمي ومقره في جنيف حيث شارك في اعمال هذه الندوة الافتراضية عدد من ممثلي الكنائس والنشطاء الفاعلين في هذا المجلس وقد كان سيادته المتحدث الرئيسي في اعمال هذه الندوة من القدس. وقال سيادته في كلمته بأنه يطيب لي ان اشارككم في هذه الندوة من رحاب مدينتنا المقدسة مهوى افئدة الملايين من المؤمنين في عالمنا ، انها المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولا يجوز لاحد ان يحتكر القدس له وان يتجاهل حضور الاخرين فالقدس مدينة التنوع وهي مدينة السلام والمحبة وهذه هي رسالتها . ولكن واقع القدس اليوم يختلف فالاحتلال حولها الى مدينة صراع وعنف وكراهية وتطرف ولذلك اذا مااردنا ان نتحدث عن السلام يجب اولا ان نتحدث عن العدالة لان السلام هو ثمرة من ثمار العدل وعندما تغيب العدالة فعن اي سلام نتحدث . ان كلمة السلام جميلة ومذكورة في الكتب المقدسة ولكن حولها بعض السياسيين الى اكذوبة كبرى وهم يتغنون بهذه الكلمة ويتشدقون بها ولكن هدفهم هو جعل الفلسطينيين في حالة استسلام وضعف وقبول بالامر الواقع المفروض عليهم على الارض من قبل الاحتلال . الفلسطينيون يرفضون الاستسلام ولم ولن يقبلوا في اي يوم من الايام بأن يُفرض عليهم سلام هو في واقعه استسلام وتراجع وتنازل عن الحقوق والثوابت التي لطالما دافع عنها الفلسطينيون وقدموا في سبيلها التضحيات الجسام . القدس مدينة ايماننا وعاصمتنا الروحية والوطنية كفلسطينيين ونحن نرفض كافة السياسات الاحتلالية الغاشمة التي هدفها تزوير تاريخ القدس واقتلاعها من الجسد الفلسطيني وهذا لن يحدث ولن تتمكن اية قوة غاشمة من اقتلاع مدينة القدس وتصفية الحقوق الفلسطينية والنيل من عدالة هذه القضية التي هي انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث . المسيحيون الفلسطينيون هم مسيحيون متمسكون بأصالتهم الايمانية وكما تعلمون فإن المسيحية انطلقت من فلسطين وارضنا المقدسة هي مهد المسيحية والمسيحيون في ديارنا هم امتداد لاقدم واعرق حضور مسيحي في هذا العالم كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية واستعادة الحقوق السليبة . المسيحيون الفلسطينيون اصبحوا قلة في عددهم ولكنهم ليسوا اقلية ولهم حضور مميز في كافة الميادين وهم يدافعون عن وطنهم وعن قيم العدالة والكرامة الانسانية بكل صدق وامانة . نحن نرفض العنصرية والكراهية بكافة اشكالها والوانها ونطلب بأن يُرفع الظلم الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني . هنالك مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والتي تستهدفها السلطات الاحتلالية ونحن نتمنى منكم ومن كافة الكنائس العالمية ان ترفض هذا الاجراء الاحتلالي العنصري. فهذه مؤسسات مدنية والاحتلال يستهدفها لانها تؤدي رسالة انسانية اجتماعية ووطنية خدمة لشعبنا المظلوم . في فلسطين كل فلسطيني مرشح لكي يوصف بأنه ارهابي ويكفي ان تكون وطنيا محبا لبلدك ومدافعا عن قضية شعبك لكي تكوم مرشحا لهذه التسمية من قبل السلطات الاحتلالية التي تجسد الارهاب الحقيقي من خلال ممارساتها وسياساتها العنصرية بحق شعبنا . وضع سيادته المشاركين في صورة ما تتعرض له مدينة القدس من انتهاكات واستهداف يطال المقدسات والاحياء والاموات وابناء القدس في كافة تفاصيل حياتهم. كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق