لاجئو "البارد" و"البداوي" : عاجزون عن تأمين مونة الشتاء


 وكالة القدس للأنباء - ربيع فارس

بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان، وانهيار العملة المحلية، أصبح من الصعب على اللاجئ  الفلسطيني  في لبنان تأمين مونته كما كان يفعل سابقاً،  بخاصة مونة الشتاء التي باتت تشكل عبئاً كبيراً عليه،  إذ كان في الماضي القريب يعتبر الزيتون،الزعتر وزيت الزيتون، لقمة الفقير، وتحل مشكلة الطعام في بعض الأحيان لدى بعض العائلات، لكن المسألة اختلفت اليوم وصارت هذه "المائدة" المتواضعة صعبة المنال بسبب غلائها.

 وللاطلاع على حقيقة هذا الوضع ،جالت "وكالة القدس للأنباء" على المخيمات الفلسطينية في الشمال، واستمعت إلى  آراء الأهالي حول ظروفهم المعيشية وتقييمهم لما آلت أليه هذه الأمور. 

 صار الزيتون والزعتر حلماً !

 في هذا السياق ،تقول  اللاجئة زينة منصور من مخيم البداوي:" إجا وقت المونة وصار لازم نمون، بس في شغلتين، الأولى أسعار المونة يلي صارت خيالية، يعني إذا بدك تمون مثل قبل بدك "بقرة جحا" لتقدر تشتري غراضك.

 والنقطة الثانية فش كهربا حتى تقدر تحط شي بالفريزر،  لأنو تاني يوم رح يخرب، يمكن تقولوا فيه اشتراكات، بس الاشتراكات طايري، لإنو عم ياخدو عالدولار وعالأمبير ١٧$ والبراد ما بشتغل إلا على ٢ أمبير وأنت طالع."

وأضافت :"طيب بدنا نحكي عن الزيتون يلي كنا دايماً نقول منعيش على الخبزة والزيتونة، وصار حلمنا بهالزيتونة.كيف بدنا نشتري الزيتون وصار سعر الكيلو ٣٥ و ٤٠ ألف. كنا نجيب ونمون ٣٠ و ٣٥ كيلو  وأوقات أكثر ، هلأ عم نجيب كيلو كيلو لنقدر ندفع حقه، ويا ويلي على زيت الزيتون وهو الأساسي بحياتنا عالقليلة إذا بدنا نلف لفة زعتر، أو ناكل لقمة لبنة، بس صار سعرا خرافي، صارت لمن استطاع اليه سبيلا ، تنكة الزيت ب ١٠٠$ يعني نكبة لحالا، وشو بدنا نحكي لنحكي، باختصار هالسنة فش مونة".

اسعار المنتوجات التمونية خيالية

بدوها بيّنت اللاجئة ازدهار  عبد الله  من مخيم البارد  أنه"مع ارتفاع سعر الدولار المستمر وارتفاع البنزين، باتت أسعار المنتوجات التمونية خيالية، حيث لم يعد هناك قدرة على شراء وتخزين أي نوع من المنتوجات والخضار التي كنا نعهدها سابقاً، مع لفت النظر أن البرادات لم تعد تعمل مع قطع الكهرباء المستمر، وارتفاع اسعار اشتراك المولدات"

دفايات الغاز اصبحت من الذكريات !

من جهته أكد محمد السعدي من مخيم نهرالبارد أن "أوضاع الناس باتت صعبة للغاية، لا أعتقد أن الناس تجهز لفصل الشتاء كما في السابق، فأغلب الناس تعيش كل يوم بيومه بسبب البطالة والغلاء الفاحش، فشراء المونة أصبحت حسب الحاجة وعلى قدر الاستطاعة،  ووسائل التدفئة أصبح الناس يشترون الدفايات المستعملة، وإصلاح ما يمكن إصلاحه لتمشية الحال، هذا إن وجدت الكهرباء، ولكن دفايات الغاز حدث ولا حرج، أصبحت من الذكريات والأثريات بسبب غلاء جرة الغاز"

عاجزون عن التموين في ظل ارتفاع  الأسعار

 من جهته قال ماهر اسماعيل من مخيم نهر البارد  :"إن معاناة أهالي مخيم نهر البارد ما زالت كبيرة، وازدادت الأمور تعقيداً بارتفاع الدولار والغلاء في الأسواق، وتقصير الأونروا والمؤسسات والجمعيات والهيئات المحلية والدولية." وتابع : "في فصل الشتاء كان أهل المخيم يجهزون أمورهم من( غاز, زيت زيتون زيتون  وغيرها ) ولكن في ظل الغلاء عجزوا على شراء مثل تلك الاحتياجات ، ووسائل التدفئة،كما عجز بعض الأهالي على الإناره لغلاء تسعيرة كهرباء الاشتراك."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق