وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
على الرغم من فرز "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" عمال نظافة ضمن مشروع الـ40 يومًا لمساعدة عمالها المثبتين لديها، في رفع أكياس القمامة من الطرقات والأزقة في الفترة الصباحية، إضافة إلى مشاريع فرز النفايات وتكنيس الشوارع التي تطلقها مؤسسات خدماتية في فترة ما بعد الظهر، إلا أن مشكلة النفايات المكدسة عند رأس كل زاروبة في مخيم شاتيلا في العاصمة بيروت، تبقى مشكلة بحاجة إلى حلول جذرية تنهي معاناة الأهالي.
عمال النظافة إن كان لدى "الأونروا" أو لدى المؤسسات الخدماتية يقومون بعملهم على أكمل وجه، لجهة تنظيف الشوارع من النفايات التي تتسبب بالأذى والأضرار الصحية للناس، كونها تصبح مرتعًا للحشرات والجرذان والروائح الكريهة، وتزداد الأمور صعوبة وتصبح أكثر مشقة عليهم خلال العمل تحت أمطار الشتاء وبرده القارس.
في شارع أريحا على سبيل المثال وليس حصرًا، الواقع في الطرف الشمالي للمخيم، يوجد مكب نفايات في زاروبة المصري، قريب جدًا من روضة أطفال التي عملت إدارته جاهدة على تجميل منظر الزاروب، فأطلقت لهذا الغرض ورشة دهان للجدران ورسومات توعوية تحذر من مخاطر النفايات على صحة الأطفال، إلا أن الناس تجاهلت كل التحذيرات واستمرت برمي أكياس القمامة خارج المستوعبات.
ودعا عضو اللجنة الشعبية في المخيم، خالد أبو النور، في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، إلى تأسيس مجلس محلي لروابط الأحياء للمراقبة والمتابعة، من أجل حث الناس على رمي النفايات داخل المكب في أوقات محددة ومعاقبة من يثبت تورطه في الأزمة".
وأضاف: "نعم، الكثافة السكانية الهائلة التي تعيش على حدود مساحة جغرافية صغيرة، تضاعف من جهد عمال النظافة، ولكن المشكلة تكمن أيضًا باستهتار الناس وعدم الوعي والإدراك لخطورة أفعالهم".
وختم: "هذا العمل الشنيع لا يليق بمخيمنا، والكل معنيٌ في حل المشكلة قبل تفاقمها، والتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة داخل المخيم، الذي يعاني أهله من أوضاع معيشية صعبة للغاية في ظل انتشار المتحور إميكرون وتقليص وكالة الأونروا لخدماتها الصحية والاستشفائية وغيرها ".
هذه المشكلة تصعب من مهمة موظفي "الأونروا"، لذلك إرتأت إدارة شؤون خدماتها في المخيم إلى تشغيل عمال إضافيين للعمل في رفع القمامة والصرف الصحي بشكل يومي يتم استبدالهم بعد 40 يومًا".
ويؤكد في هذا السياق، الموظف في "الأونروا" خالد مطر، وهو يعمل سائقاً لعربة نقل النفايات، لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "الكثير من الناس ليس لديها حس المسؤولية، ودائمًا نلاحظ خلال عملنا بأن الناس لا يربطون أكياس نفاياتهم، ويرمونها بشكل عشوائي، ما يؤدي ذلك إلى الإنسداد في مجاري الصرف الصحي وغرق الزواريب في المياه العادمة، وتصعب بذلك علينا المهمة ".
ويضيف: " نقوم بنقل عشرات (الحاويات) خلال فترة الصباح، إلى مكب النفايات القريب من المخيم، ما يشير ذلك إلى إرتفاع كبير في البنية السكانية، حيث يعيش في المخيم الآلاف من جنسيات مختلفة".
وطالب مطر في ختام حديثه، الأهالي وبقية السكان التحلي بالمسؤولية تجاه عدم إخراج أكياس نفاياتهم في الليل، وإبقائها في المنزل حتى بدء دوام عمال الأونروا عند الصباح".
هذا السلوك اللا أخلاقي في رمي النفايات بشكل عشوائي يجب أن ينتهي.. فهناك من يكنس وينظف الشوارع والأزقة من الشوائب، وآخر يرميها من جديد ليعيد أزمة النفايات إلى بداياتها.
هذا كله يحتم علينا بذل المزيد من الجهود لإيجاد الحلول قبل تفاقم الأزمة ، لأن الإصابة بالأمراض والأوبئة التي قد تتسبب بها المزابل المتنقَلة لا تميز بين أحد، فالأمن الصحي هو لكافة أبناء المخيم، والكل مستهدف ومعني لحل المشكلة ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق