(مازن كريّم)- خدمة قدس برس
واصل سعر الليرة اللبنانية الانخفاض أمام الدولار الأمريكي؛ حيث وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء "الأكثر تداولًا" إلى 24 ألف ليرة؛ ما زاد من مصاعب العاملين في القطاع الزراعي من أبناء مخيم الرشيدية" للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان).
وتعتاش نحو 200 عائلة في المخيم، بشكل مباشر من العمل في القطاع الزراعي، باتت أوضاعهم في غاية الصعوبة؛ إذا يتقاضى العامل 100 ألف ليرة (4 دولارات) في اليوم الواحد.
ويؤكّد المزارع الفلسطيني أمين شحرور، أن "المعاناة لا تقتصر على العمال، بعد تراجع مردود القطاع الزراعي، وتدهور أوضاع المزارعين بشدّة؛ جرّاء أزمة العملة".
وأوضح شحرور لـ"قدس برس": "أشتري البذور والمبيدات الحشرية والأسمدة بالدولار، لكني أبيع منتجاتي الزراعية بالليرة اللبنانية، وهذا يعني أني لا أجني أي أرباح".
وأضاف: "كنا نشتري بعض الإحتياجات الخاصة بالزراعة، بـ15 ألف ليرة لبنانية، وبعد انخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وصل سعرها إلى 250 ألف ليرة".
وتابع: "تراجع سعر شرحة العلت (الهندباء) من (3.5) دولار، إلى (0.25) دولار؛ حيث حافظت على سعرها بالعملة اللبنانية ( خمسة آلاف ليرة)، وهذا يزيد من المصاعي التي تثقل كاهل المزارعين".
ولفت شحرور إلى أن "أُجرة العامل اليوميّة كانت قبل سنتين 25 ألف ليرة لبنانية (17 دولار)، فيما يتقاضى العامل اليوم 60 ألف ليرة لبنانية (2.5 دولار)؛ "ما دفع كثير من العمال إلى تجنب العمل في الزراعة".
بدورها، قالت اللاجئة "أم أيمن" إن "القطاع الزراعي يعاني من مشكلتي ارتفاع سعر صرف الدولار، وجائحة كورونا التي دمرت كل العالم وليس نحن فقط".
وبينت لـ"قدس برس"، أن "ارتفاع الدولار أثّر على المزارعين؛ لأن المواد التي يحتاجها المزارع تثمّن بالدولار، في حين بقيت أسعار المنتجات الزراعية بالليرة اللبنانية؛ ما زاد كلفة المواد الأولية وخفّض أسعار البيع".
وأشارت "أم أيمن"، إلى أن المواسم الزراعية تتفاوت؛ "فأحياناً يكون الموسم ممتاز، وأحياناً تأتي ضربات طبيعية بفعل الطقس والمنخفضات الجوية، بالإضافة للصعوبات التي نواجهها في تصريف المنتجات في ظل عملية الاستيراد من الخارج التي تنعكس سلباً على أسعار منتجاتنا".
ويحدد فرع جنوب لبنان للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بعد التشاور مع أرباب العمل، الأجرة اليومية للعامل من أبناء مخيّمات صور العاملين في مجال الزراعة وقطاف الحمضيات للموسم الحالي، بـ 120 الف ليرة لبنانية (4 دولارات)، يقتطع منها 20 ألفًا بدل مواصلات".
وأشار "الاتحاد" في بيان اطلعت "قدس برس" عليه، إلى أنّ هذا الاتفاق مؤقّت، إلى حين استقرار الأوضاع الماليّة والاقتصادية والمعيشيّة وتحديد الحد الأدنى لأجور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق