يا جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح.
ما حصل في مخيم برج الشمالي، مخيم الشهداء أمس 12/12/2021 كان مؤلماً ومؤسفاً ومفاجئاً خاصة أنه أدى إلى سقوط أربعة شهداء من المشاركين في التشييع إضافة إلى عدد من الجرحى، وهذا المشهد المأساوي هزَّ أركان المخيم أمنياً وسياسياً واجتماعياً، لأنه وضع الجميع أمام مجموعة من التعقيدات والتحديات الأمنية، والمخاوف لدى أهالي المخيم المشاركين في التشييع.
إن المخاطر الحقيقية التي برزت بوجه جميع الأطراف وهم يدفنون الشهيد، وهو ضابط مهندس من حركة حماس، والذي استشهد مباشرة بعد الانفجار الذي حصل في احد ملاجئ قاعة تابعة لحركة حماس، وفوجئ الأهالي بذلك في مخيم برج الشمالي، ولم يقع جرحى أو شهداء آخرون.
وطالما أن القاعة تابعة لحركة حماس فهي معنية أن توضِّح تفاصيل ما جرى وأبعاده للفصائل الفلسطينية حتى توضع الأمور في نصابها، وتُّعالج مخلَّفات الانفجار بما يطمئن الأهالي.
وهذا ما كانت حركة فتح حريصة عليه حتى لا ينتشر الذعر في المخيم المكتظ بالسكان.
حركة فتح كانت تدرك منذ بداية الحدث المؤلم أنها معنية وطنياً وفلسطينياً واجتماعياً وأمنياً بتشييع الشهيد الذي له تاريخ نضالي مشرِّف، وأنه ليس من مصلحتها السماح لأي طرف بإشعال نار الفتنة والخلاف، وإنما رأس الحكمة هو عقد اجتماع خاص لتنسيق الموقف بين كافة الفصائل الفلسطينية للاتفاق على كافة الترتيبات والإجراءات بما يحفظ كرامة الشهيد، وبما يحمي ايضاً امن الجماهير التي احتشدت من مختلف المخيمات إكراما للشهيد، واحتراما لمن يمثلون الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية .
وكان المفترض في الاجتماع المقرر لتنظيم عملية التشييع إن توضع النقاط على الحروف، وبالتوافق مع حركة حماس، وقيادة الأمن الوطني الفلسطيني، والحفاظ على أرواح أبناء شعبنا، وان نضمن كفصائل إن يكون إطلاق النار فقط من الفريق المحدد والمتفق عليه احتراما لفلسطين، وللشهيد، واحتراما لشعبنا المشارك في التشييع.
لقد كانت حركة فتح دائما وما زالت وستبقى الاحرص على امن المخيمات، والاحرص على العلاقات الداخلية مع كافة الفصائل لأننا ندرك تماما بان معركتنا الوطنية والأساسية هي ضد العدو الصهيوني والمستوطنين والمحتلين. ونحن نرفض حرف النضال الفلسطيني وتشويهه بأن يصبح صراعاً داخلياً فلسطينياً، ونؤمن بأن أيَّ إشعال للفتنة الداخلية، والأحقاد الداخلية لا يخدم إلاَّ العدو الصهيوني، ولذلك نحن منذ بداية الحدث المؤسف في برج الشمالي رفضنا أن يكون الصراع أو الاتهام موجهاً إلى حركة فتح من أي طرف لأن حركة فتح هي الأم التي تجمع، وتتسامح، وتحاور، وترفض كل أشكال الفتنة الداخلية، وسيبقى همنا الأكبر الحفاظ على شعبنا الفلسطيني، وعلى مخيماتنا، وعلى وحدتنا الوطنية.
ونحن في حركة فتح نأسف ونتألم لأنَّ هناك ناطقين رسميين من قيادة حماس تعمّدوا توجيه الاتهام بإطلاق النار إلى حركة فتح، وحركة فتح كانت صريحة بأنها ستسلِّم كل من يثبت توّرُّطه في عملية إطلاق نار يستهدف الآخرين، ويتم تسليمه إلى الدولة اللبنانية والأمن اللبناني ولا تسامح في هذا المجال لأَن شعبنا اكبر من فصائلنا.
المجد والخلود لشهدائنا الإبرار.
والحرية لأسرانا البواسل.
والشفاء لجرحان الإبطال.
وإنها لثورة حتى النصر . 13/12/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق