10 كانون الثاني 2021
انطلقت اليوم الجمعة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر
الـ 16 لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول
بمشاركة وفد من المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة رئيس اللجنة السياسية في المجلس
الوطني خالد المسمار، ويضم الوفد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني فتحي أبو العردات
ود. فائد مصطفى سفير دولة فلسطين في تركيا، بلال قاسم، نجيب قدومي ودكتور فوزي
سمهوري.
وافتتح رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب أعمال
المؤتمر داعيا المسلمين لتبني مواقف مشتركة لتجاوز المحن التي تمر بها أفغانستان
وسوريا واليمن وبلدان إسلامية أخرى مشددا على أنّه لا يمكن حل مشكلات المنطقة
وبخاصة قضية فلسطين والقدس إلّا من خلال خطوات مشتركة.
وأشار إلى أنّ هدف تأسيس منظمة التعاون
الإسلامي قبل نصف قرن كان القضية الفلسطينية والدفاع عن المسجد الأقصى والقدس
الشريف.
وأكّد أن تأسيس دولة فلسطين مستقلّة ذات سيادة
على حدود 1967 عاصمتها القدس لا تزال أهم قضية أمام منظمة التعاون الإسلامي.
ولفت شنطوب إلى أنّ المسلمين يمتلكون أقوى
القيم التي من شأنها توحيد شعوب العالم، مُضيفاً "أقوى القيم التي ستوحّد
شعوب العالم هي في داخلنا وبيننا نحن المسلمين".
واستدرك أن قوة المسلمين وتأثيرهم قليلان
نسبياً مقارنة مع الإمكانات والطاقات التي يمتلكها المسلمون حول العالم.
وقال: "المسلمون يقطنون في أكثر المناطق
الجغرافية استراتيجية في العالم، ويبلغ عددهم نحو مليارَي نسمة ولديهم قدرات كبيرة
في الاقتصاد العالمي، إلا أنّ قوتهم وتأثيرهم قليلان جداً مقارنة مع هذه
الإمكانيات".
وشدّد على ضرورة أن يأخذ اتحاد برلمانات الدول
الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بزمام المبادرة لتوفير الأمن والاستقرار
للبلدان الإسلامية والمساهمة في سلام الشعوب المسلمة ورفاهيتها.
وأكّد أن على الاتحاد المضي قدماً وتبنّي موقف
بنَّاء فيما يتعلّق بتلبية الاحتياجات الإنسانية للمسلمين، ورأب الصدع بين الأشقاء
عبر تحقيق التوافق بينهم.
وتطرّق شنطوب إلى أزمة الهجرات في العالم،
مُشدّداً على أن من الأهمية بمكان حل قضية الهجرة التي تخص العالم بأسره.
وأعرب عن اعتقاده ضرورة الدفاع عن الأشقاء
الذين يواجهون في شتّى أصقاع العالم التعصّب والتمييز للحفاظ على دينهم وهويتهم
تحت الضغط والاضطهاد.
ودعا شنطوب لتنفيذ آليات من شأنها متابعة مطالب
واحتياجات هؤلاء الأشقاء عن قرب.
بدوره القى محمد قريشى نياس الأمين العام
لاتحاد مجالس الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي كلمة في حفل الإفتتاح، أكد
فيها اهمية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد أن البلدان الإسلامية بحاجة إلى نهج دولي
تسير عليه، ودعا إلى التعاون في دعم الشعوب الإسلامية المتضررة من جائحة فيروس
كورونا.
ثم القى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة أكد فيها إن سبيل إحلال استقرار وسلام دائم هو
تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس.
وأشار أردوغان إلى أن "القدس ليست قضية
مجموعة من المسلمين الشجعان فقط إنما قضية العالم الإسلامي بأسره".
وشدّد على أن "جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن
الإبادة الجماعية بحق اليهود في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية ظلم وانعدام
ضمير".
وأكّد الرئيس التركي أن بلاده تواصل بحزم
موقفها الثابت حيال وضع القدس الشرقية وقدسية المسجد الأقصى.
وتابع: "بصفتنا أحفاد لأجداد حكموا القدس
بعدل طيلة 400 عام لا نريد أن نرى دما ودموعا وظلما في فلسطين".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن "القدس مدينة
مباركة وأمانة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأمته".
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية هي إحدى اللبنات
التي جمعت المسلمين، وساهمت في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي.
وبيّن أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن
الإنسانية، وحمايتها هي حماية للحقوق والقانون والسلام والعدالة والحضارة.
وأضاف: "القضية الفلسطينية، التي هي أيضًا
هدف وجود المنظمة، لا تزال على رأس جدول أعمالنا".
ولفت أردوغان إلى ازدياد السياسات غير
القانونية والممارسات الأحادية الجانب من قبل إسرائيل في الضفة الغربية والقدس
يوما بعد يوم.
وزاد أن الفلسطينيين يتعرضون للقتل وسط الشوارع
بوحشية، ويُعامل أطفالهم كإرهابيين، فضلا عن زيادة الاعتداءات على دور العبادة.
وأكد أردوغان إن المقاومة المجيدة للشعب
الفلسطيني أفشلت حتى اليوم هذه السياسات التي تهدف إلى ثنيهم عن قضيتهم المشروعة.
وأضاف: "علاوة على ذلك، لم تعد هذه
السياسات بالفائدة على الإسرائيليين ولا شعوب المنطقة، باستثناء حفنة من المتعصبين".
وأردف: "بل على العكس من ذلك، أدت هذه
السياسات إلى فشل جهود التطبيع في المنطقة على الدوام، وزيادة معاداة السامية،
وأعتقد أن الجميع أصبحوا مدركين لهذه الحقائق".
كما أكد أردوغان أن الإصرار على سياسات
الاحتلال والعنف والفصل العنصري لم يعد يفيد أحدا.
وقال: "بصفتنا أمة فتحت أبوابها لليهود
الفارين من إسبانيا قبل خمسة قرون، فإن هدفنا الأكبر هو إحلال السلام والاستقرار
الدائمين في فلسطين".
وذكر أن السبيل إلى ذلك هو تأسيس دولة فلسطينية
مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس، في إشارة إلى حدود 4 يونيو/
حزيران 1967 قبل الحرب التي عرفت عربيا باسم النكسة، واحتلت على إثرها إسرائيل
أراضي في فلسطين وسوريا ومصر، وأراضي 1967 تضم مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية
وغزة وما يربطها.
وأشار إلى أن تعزيز بيئة السلام في المنطقة
خلال الفترة القادمة ستحدده الخطوات المشتركة التي ستتخذ في هذا الاتجاه.
كما شدد أردوغان على أنه "وبصفتنا دولاً
أعضاء في المنظمة، يجب علينا أن نتحرك في وحدة وتضامن، وأن نتجنب أي عمل من شأنه
إضعاف القضية الفلسطينية".
وأضاف أنه "رغم كل العوائق والقصور في النظام
الدولي، يجب أن نواصل جهودنا لإيصال القضية الفلسطينية إلى المكانة التي تستحقها
في الأجندة العالمية وإيجاد حل عادل لها".
ولفت أيضا إلى ضرورة أن ينهي الفلسطينيون حالة
الانقسام فيما بينهم من أجل ضمان نجاح الإجراءات المتخذة.
وبيّن أن التوترات والخلافات بين الأخوة
الفلسطينيين تسعد خصومهم بالدرجة الأولى، وتركيا تتطلع منهم إلى تعزيز أواصر
الوحدة والتضامن.
وعلى هامش المؤتمر كان للوفد الفلسطيني وقفة
خاصة مع الرئيس التركي أردوغان، حيث أهدى
الوفد الكوفية الفلسطينية للرئيس التركي الذي عبر عن شكره وتقديره لتلك المبادرة
ومشاركة الوفد الفلسطيني في اعمال المؤتمر، وخص الرئيس اوردغان الوفد الفلسطيني
بتحية وحفاوة خاصة.
كما وزع الوفد الفلسطيني عدد من الكوفيات
الفلسطينية على رؤساء الوفود.
وسيكون للوفد الفلسطيني كلمة في المؤتمر يلقيها رئيس الوفد خالد المسمسار،
وسيختتم المؤتمر اعماله مساء اليوم بصدور بيان ختامي عنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق