القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في حديث اذاعي بأن الفلسطينيين جميعا يضعون لمساتهم الوطنية والانسانية في احتفالات عيد الميلاد .
ان عيد الميلاد المجيد والذي يعتبر من المناسبات الروحية ذات الاهمية الكبيرة في الايمان والعقيدة المسيحية اذ يستعد المسيحيون لاستقبال هذا العيد بالصوم والصلاة والدعاء لكي ينير الرب الاله دروبهم نحو حياة ملؤها البركة والقداسة والنعمة ، ولكن في فلسطين اصبح لهذا العيد نكهة خاصة حيث يحتفي الفلسطينيون جميعا بهذه المناسبة مفتخرين بأن بلادنا وارضنا المقدسة هي ارض الميلاد والبقعة المباركة من العالم التي ولد فيها السيد المسيح . في بلادنا المقدسة شهدنا خلال الايام المنصرمة احتفالات ومهرجانات ولقاءات كثيرة احتفاء بالعيد وقد كان يشارك فيها المسيحيون والمسلمون معا لكي يؤكدوا بأن هذا الوطن يوحدنا واعيادنا تجمعنا كعائلة واحدة تنادي بالاخوة والمحبة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان . المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء كما ان شعبنا الفلسطيني في هذا الموسم كما وفي كل المواسم والاعياد انما هو شعب يؤكد على لحمته ووحدته وتعاضده في وجه كافة التحديات والمشاريع المشبوهة الهادفة الى تمزيقنا وتقسيمنا واثارة الفرقة في صفوفنا وبين ظهرانينا . ان احتفالات الميلاد في هذا العام كما وفي كل عام كما وغيرها من المناسبات والاعياد هي رسالة وحدوية لكل اولئك الذين يعملون من اجل تقسيم المقسم وتجزئة المجزء. انها رسالة لكل المتآمرين على شعبنا من الاحتلال واذنابه الذين لا يريدون لنا ان نكون عائلة واحدة وشعبا واحدا ويريدوننا ان نكون قبائل وعشائر وطوائف متناحرة ومختلفة فيما بينها . ما احلى وما اجمل ان يلتقي الاخوة في العيد لكي يعبروا عن اخوتهم ومحبتهم لبعضهم البعض فالذي نحتفي بمولده نادى بالمحبة ،المحبة التي لا حدود لها والتي لا تميز بين انسان وانسان فكلنا ابناء ادم وكلنا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله وحباها بنعمه وبركاته . ما احلى وما اجمل ان يجتمع الفلسطينيون معا في العيد وفي غير العيد لكي يقولوا بأننا شعب واحد لا يقبل القسمة على اثنين ويوجهون رسالة حضارية انسانية وحدوية لكل اولئك الذين يبثون سموم الحقد والعنصرية في مجتمعنا ويريدوننا ان نكون في حالة انقسام لكي يتسنى لاعداءنا تمرير مشاريعهم واجنداتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق