مازن كريّم- قدس برس
اعتصم عشرات اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان، اليوم الإثنين، أمام مكاتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في عدة مخيمات وتجمعات فلسطينية في لبنان؛ احتجاجاً على قرار الوكالة تقليص مساعداتها النقدية لهم.
ورفع المعتصمون عبارات احتجاجية، اتهموا فيها "الأونروا" باتخاذ "قرارات جائرة، من شأنها تشريد فلسطينيي سوريا في لبنان"، مطالبين الوكالة بالإيفاء بالتزامتها تجاههم، بصفتها "الجهة المسؤولة عنهم".
وأكد مسؤول تجمع اللّجان الأهليّة لفلسطينيي سوريا في لبنان، جلال يعقوب، أن النازحين الفلسطينيين من سوريا "ييقطنون داخل المخيمات في محاولة للتوفير المادّي، وعدم دفع بدل ايجار المنازل، وفواتير الكهرباء والمياه ورسوم البلدية، وتأمين المواد الغذائية والحياتية بأسعار أرخص".
وأشار يعقوب لـ"قدس برس" إلى أن توقيت وقف الوكالة للمساعدة المالية صعب جدا، "في ظل الأزمة الاقتصادية، وانتشار وباء كورونا في لبنان والمنطقة"، معتبراً أنها "اتخذت بحقهم سياسة التجويع والحرمان".
وبيّن يعقوب أن اعتصام اليوم "هو الثاني على التوالي في جميع مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشدّدا على أنه "لا يضيع حق وراءه مطالب".
بدوره، أكد الناطق الإعلامي باسم "لجنة فلسطينيي سوريا في لبنان"، محي الدين أبو إسلام، أن رسالتهم التي أرادوا إيصالها من وقفات اليوم والأمس أمام مكاتب "الأونروا"، هي "أنهم ليسوا متسولين، بل هم أصحاب حق و لن يتراجعوا عن مطالبهم التي بدأوا بها".
وطالب أبو إسلام، "الأونروا" بإلغاء القرار الأخير بشكل نهائي، والعمل على زيادة المساعدة بدل تقليصها، إلى جانب تقديم المساعدة الشتوية والاسراع بصرفها مع مساعدة شهر كانون الأول".
ولفت الانتباه إلى أن المعتصمين، طالبوا تأمين الأدوية وخاصة الأمراض المستعصية بشكل كلي و التحويلات الطبية، والعمل على حل المشاكل القانونية العالقة الخاصة بالطلاب في المدارس.
وطالب أبو إسلام، القوى الفلسطينية في لبنان الوطنية، بمساندة تحرك "فلسطينيي سوريا"، والضغط على "الأونروا" للتراجع عن قرارها، محذرًا من أن يكون القرار مقدمة " لايقاف كافة خدمات الأونروا لكافة أبناء الشعب الفلسطيني".
ودعا الدول المانحة والأمم المتحدة، إلى إيجاد دعم دائم لـ"الأونروا"، ورأى "أن إيقاف دعم الأونروا، مرهون بتحقيق العودة إلى فلسطين".
وأوضح أبو إسلام: "الجمعة بدأت تحركاتنا و لن تنتهي اليوم، وسنصعد تحركاتنا حتى نصل لحقوقنا، ولو وصلنا لأن نقيم الخيام و نغلق مكاتب الأونروا الإدارية في كافة المناطق،".
وبين الباحث الحقوقي حسن السيدة، أن "القرار الذي اتخذته الأونروا يتجاهل الواقع الإقتصادي والمالي الصعب، التي تواجهه جميع العائلات الفلسطينية السورية في لبنان مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات التي أصبحت تفوق قدرة العائلات على تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة".
ودعا "الأونروا" إلى التراجع الفوري عن قرار تخفيض الدعم المالي والإغاثي للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان والسعي إلى تحسينه بدلاً من ذلك.
وطالب السيدة، "الأونروا" بإطلاق نداءات طوارئ عاجلة للمجتمع الدولي والدول المانحة وتحميلها المسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وتحسين خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وقررت وكالة "الأونروا"، الأربعاء الماضي، تقليص مساعداتها المالية النقدية للنازحين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان ابتداء من مطلع العام القادم، حيث "ستوقف دفع 100 دولار أميركي لكل عائلة كبدل ايواء شهري".
وستقلص الوكالة المخصصات الفردية إلى 25 بعدما كانت في السابق 27 دولاراً، على ان تقوم بدفع مبلغ تكميلي لكل عائلة قيمته 150 دولار وعلى دفعتين خلال العام نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق