من المتوقع،ان يصل الى لبنان اليوم قادما من دمشق عن طريق البر، وفد رفيع المستوى من قيادة حركة فتح" يضم أمين سر اللجنة المركزية اللواء جبريل الرجوب وأعضاء اللجنة المركزية "عزام الأحمد، روحي فتوح وأحمد حلس"،ومسؤول الاقاليم الخارجية للحركة سفير دولة فلسطين في سوريا الدكتور سمير الرفاعي، وذلك لاستكمال اللقاءات التمهيدية لعقد المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله المقرر ما بين 20 و23 كانول الثاني الجاري، بعد انقسام فلسطيني حاد حول انعقاده وتوقيته في ظل تعثر السير قدما في المصالحة الوطنية وطي صفحة الخلافات بين "فتح" و"حماس".
وأبلغت مصادر فلسطينية "النشرة"، ان السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور سيواكب الوفد الفلسطيني في كل تحركاته حيث سيلتقي: الامين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" زياد نخالة، وقيادة "الجبهة الديمقراطية" برئاسة نائب الامين العام فهد سليمان، للبحث معهما في تفاصيل تطورات القضية الفلسطينية على ضوء الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة والتحضير لانعقاد المجلس المركزي.
ويأتي هذان الاجتماعان في لبنان استكمالا للقاءات التي عقدها الوفد المركزي "الفتحاوي" في دمشق، مع ثلاثة فصائل فلسطينية منضوية في اطار "منظمة التحرير الفلسطينية" وتحديدا مع كل من "القيادة العامة" برئاسة الامين العام الدكتور طلال ناجي، "الجبهة الشعبية" برئاسة مسؤول الخارج ماهر الطاهر، و"منظمة الصاعقة" برئاسة الامين العام الدكتور فرحان أبو الهيجاء، حيث بحث معهم الموضوع نفسه واهميّته كنقطة إنطلاق لعمل سياسي في إطار منظمة التحرير وتطويرها ولملمة شمل كل فصائل المنظمة.
وأكدت المصادر الفلسطينية لـ"النشرة"، ان قرار الفصائل الفلسطينية ملاقاة "فتح" بايجابية وتشجيعها علىالمضي قدما في خطوات عمليّة لانهاء الانقسام الفلسطيني، ولكن المشاركة في اجتماع المركزي على حاله يبقي الانقسام قائما ولن يؤدي الى أيّ تغيير او ترتيب البيت الفلسطيني العام، وبالتالي فإن رؤيتها تتمثل باعادة بناء "المنظمة" وتفعيل مؤسساتها واستكمال انتخاب المجلس الوطني بحيث يضم الكل دوناي استثناء كخطوة اولى على طريق اتمام المصالحة الوطنية ومشاركة الجميع في القرار الفلسطيني.
بينما اعتبرت مصادر فلسطينية أخرى، ان الزيارة تأتي من باب الحراك السياسي لتأكيد قوة الحركة ونفوذها وتفاعلها مع القوى الفلسطينية خاصة بعد أسابيع قليلة على زيارة رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل الى لبنان والتي قوبلت بمقاطعة ثلاثيّة من مسؤولين لبنانيين رسميين وأمنيين منعا للاحراج من دول الخليج العربي، ومن بعض"تحالف القوى الفلسطينية" على خلفية موقفه من احداث سوريا حيث كان رئيسا للمكتب السياسي، ومن حركة "فتح" وفصائل "المنظمة" نتيجة الخلافات المستفحلة بين الطرفين وآخرها على خلفية احداث مخيم برج الشمالي في منطقة صور. جازمة بأنّ جدول اعمال الوفد "الفتحاوي" في لبنان لا يشمل اي لقاء مع قيادة "حماس" قطعا.
وقال الرجوب "خلال اللقاءات مع الجبهة الشعبية والقيادة العامة والصاعقة، قدمنا رؤية استراتيجية لها علاقة بالمخرجات السياسية والتنظيمية وفق لقرارات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة "فتح"، موضحا أن التوافق مع فصائل المنظمة لن يكون على حساب الفصائل الأخرى خارج إطار المنظمة، إنما يؤسس لحوار شامل مع تلك الفصائل".
في المقابل، سلم الوفد "الفتحاوي" الى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال اجتماع في دمشق،رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نظيره السوري بشار الأسد تتناول آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بعدما شارك في المهرجان المركزي احياء للذكرى الـ57 لانطلاقة حركة "فتح" في مخيم اليرموك، حيث اكد السفير الرفاعي ان لهذه المشاركة رمزية خاصة بأن المخيم باق رغم كل محاولات هدمه وتهجير سكانه، وهذا ما أكدت عليه كلمة اللواء الرجوب في المهرجان نفسه.
وتفاقمت حدة الخلافات بين "فتح" و"حماس" على خلفية اصدار عباس(30 نيسان 2021)، مرسوما بتأجيل الانتخابات الفلسطينية رسميا-لحين ضمان عقدها في القدس، على خلفية منع إسرائيل التحضير للانتخابات وإجرائها فيها.
واعترضت"حماس" على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية على قرار التأجيل، واعتبرت انها"غير مقنعة على الإطلاق" وبأنه "يمثل انقلابا على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية، ولا يجوز رهن الحالة الوطنية كلها والإجماع الشعبي والوطني لأجندة فصيل بعينه". وكذلك اعترضت "الجبهة الشعبية" و"المبادرة الوطنية" برئاسة مصطفى البرغوثي، فيما أعلنت "الجهاد الاسلامي" في وقت سابق مقاطعتها للانتخابات في الاساس، "لانها تجري تحت حراب الاحتلال".
وسبق أن أصدر عباس مرسوما بالدعوة لانتخاب المجلس التشريعي بتاريخ 22 أيار، وانتخاب رئيس دولة فلسطين بتاريخ 31 تموز، واستكمال تشكيل المجلس الوطني في 31 آب من العام 2021 كثمرة توافق بين الفصائل الفلسطينية في حوارات القاهرة التي جرت برعاية مصرية على جولتين في منتصف شباط واذار 2021.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق