وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة التهجير واللجوء منذ النكبة حتى يومنا هذا، ومشهد المآسي والمعاناة يتجسد اليوم في خيمة العودة " 194 "، التي نصبها النازحون الفلسطينيون من سوريا إلى لبنان، أمام المقر الاقليمي لـ "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك رفضًا لقرار الوكالة المجحف بحقهم بإقتطاع جزء كبير من المساعدات المالية المخصصة لهم، لدفع بدل إيواء، بالإضافة إلى المعونة الغذائية.
في هذه الخيمة التي تشبه بشكلها خيمة "النكبة الأولى" ، أطفال لديهم طموحات مختلفة، يجمعهم حب فلسطين وحلم العودة، تحدوا كل الظروف، ولم تمنعهم أمطار الشتاء وبرده القارس، عن مساندة عوائلهم في الاعتصام ليطلقوا صرخة العودة إلى فلسطين بوجه من كان شاهدًا على نكبة أجدادهم، الذين هجروا منها قسرًا على يد العصابات الصهيونية.
"وكالة القدس للأنباء" التقت بالأطفال الذين عبَّروا عن هواجسهم وتخوفاتهم من واقعهم الحالي التعيس، حيث تراود أذهانهم أسئلة كثيرة بما سيحل بمستقبلهم إذا ما تخلَت "الأونروا" عن مساعدتهم واحتمال تسربهم المدرسي وخسارة متابعة دراستهم.
الطفلة تيا سخنيني، لا يتجاوز عمرها السبع سنوات، والتي نزحت عائلتها من مخيم النيرب لتقيم في مخيم برج البراجنة، تحدثت ببراءة الطفولة لـ"وكالة القدس للأنباء" عن قلقها من ظروف عائلتها المعيشية السيئة التي قد تجبرها على ترك مقعد الدراسة.
وتقول: "أنا بصف التاني إبتدائي، وبدي أروح على المدرسة حتى أشوف رفقاتي .. أنا بدي أدرس وأتعلم حتى أصبح معلمة إنكليزي ".
وتضيف: "باسمي وباسم كل أطفال فلسطين، بطلب من الأونروا إنه تحمينا من إنه ما نصير مشردين بالشارع .. بطلب من الأونروا ما تحرمنا إنه نتعلم بمدرستنا البيرة".
بدوره قال الطفل أحمد المصري (9 سنوات) من مخيم اليرموك، ويسكن أيضًا في مخيم برج البراجنة، وهو في مرحلة الصف الرابع الإبتدائي في مدرسة البيرة التابعة لوكالة "الأونروا"، والذي كتب عبارة "حق العودة" على خيمة الاعتصام المنصوبة أمام بوابة مقر "الأونروا"، لـ"وكالة القدس للأنباء" عن طموحاته بأنه يريد أن يكمل دراسته ليصبح فنانًا تشكيليًا، كما أن "حلم العودة إلى فلسطين مطلبي الأساس".
الطفل أحمد يقف بكل شجاعة وجسارة أمام مبنى "الأونروا" وهو يلوح بالعلم الفلسطيني "هذا العلم ما بتخلى عنه، علم بلدي فلسطين .. برفض التهجير، بدي أرجع على بلدي فلسطين".
ويوضح لوكالتنا بأنه يريد أن يصبح رساماً تشكيلياً كي يرسم الوطن، ويرسم معاناة اللاجئين في المخيمات، كما إنه يعتبر بأن بالعلم والريشة كما السلاح الحربي نقاوم العدو الصهيوني".
من جهته أكد الطفل محمد اللحام (8 سنوات) من مخيم اليرموك، نازح مع عائلته في مخيم شاتيلا، ويدرس في المرحلة الابتدائية الثالثة في مدرسة يعبد التابعة لوكالة الأونروا"، وطموحه بأن يصبح طبيبًا ماهرًا في يوم من الأيام كي يتمكن من معالجة الفقراء، يطلب من وكالة الأونروا أن "تحمي مستقبل أطفال المخيمات وتؤمن العيشة الكريمة لهم ولعائلاتهم".
ويضيف: "بدنا حياة كريمة، بدنا نعيش بسلام .. ما بدنا توطين ولا تهجير، بدنا نرجع ع فلسطين"
هؤلاء الأطفال كبروا قبل أوانهم، لم يولدوا في مخيمات اللجوء في سوريا، كما أنهم لم يعيشوا ويلات الحرب ومآسيها، التي أجبرت عائلتهم على النزوح إلى لبنان، إلا أنهم يعيشون حياة التهجير والنزوح كل يوم، بسبب تقصير "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا" عن إغاثتهم وعدم التفاتها لمعاناتهم.
يشار إلى أن وكالة الأونروا قامت مؤخرًا بتقليص مساعداتها المالية النقدية وخدماتها المقدمة للنازحين الفلسطينيين من سوريا، إذ تم تخفيض بدل إيواء من مئة دولار (100$) إلى خمسة وعشرين دولاراً (25 $)، إلى جانب الخدمات الطبية التي تقلصت أيضًا بشكل كبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق